﴿ وفي الأرض قطع متجاورات ﴾ القارئ هزاع البلوشي - YouTube
فطعوم الأصناف من النوع الواحد مختلفة عن بعضها البعض. فنبات العنب جعل له الله جلت قدرته تركيبة وراثية ال DNA خاصة به. وجعل الله في هذه التركيبة الخاصة بالعنب القابلية للتغاير الوراثي، تتكون بسببه أصناف مختلفة في تراكيبها الوراثية التي تتحكم في صفاتها، ومنها صفة الطعم والمذاق. فهناك أصناف مختلقة في الطعم، كالحلو والحامض وهناك أصناف مختلفة في اللون، كالأخضر والأصفر والأحمر والأسود، وأصناف مختلفة في الشكل. نفضل بعضها على بعض. قول المولى تعالى:{ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ}. معنى صنوان - موسوعة. وكذلك الأمر في الزرع مثل نبات الأرز، الذي يحتوي على أصناف مختلفة في تراكيبها الوراثية التي تتحكم في صفاتها الخاصة بها، ومنها صفة الطعم والمذاق. والنخيل يحتوي على أصناف مختلفة في تراكيبها الوراثية يعطيها صفاتها الخاصة بها كصفة الطعم والمذاق. ومن هذه الأصناف من النخيل، صنف الزهدي والخستاوي والخضراوي والبريم والبرحى وغيرها من الأصناف الكثيرة. وهذا من فضل الله ورحمته ولطفه، ودليل واضح على قدرته وعظمته. وأنه تعالى جلت قدرته هو الله لا إله إلا هو. هو المعبود الوحيد لا شريك له، سبحانه وتعالى عما يشركون. وعليه فإن الآية الكريمة: { وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} الرعد: (4).
وقرأ مجاهد والسلمي وغيرهما " صنوان " بضم الصاد ، [ ص: 247] الباقون بالكسر; وهما لغتان; وهما جمع صنو ، وهي النخلات والنخلتان ، يجمعهن أصل واحد ، وتتشعب منه رءوس فتصير نخيلا; نظيرها قنوان ، واحدها قنو وروى أبو إسحاق عن البراء قال: الصنوان المجتمع ، وغير الصنوان المتفرق; النحاس: وكذلك هو في اللغة; يقال للنخلة إذا كانت فيها نخلة أخرى أو أكثر صنوان. والصنو المثل; ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: عم الرجل صنو أبيه. ولا فرق فيها بين التثنية والجمع ولا بالإعراب; فتعرب نون الجمع ، وتكسر نون التثنية; قال الشاعر: العلم والحلم خلتا كرم للمرء زين إذا هما اجتمعا صنوان لا يستتم حسنهما إلا بجمع ذا وذاك معا الخامسة: قوله تعالى: " يسقى بماء واحد " كصالح بني آدم وخبيثهم; أبوهم واحد; قاله النحاس والبخاري. وقرأ عاصم وابن عامر: يسقى بالياء ، أي يسقى ذلك كله. وقرأ الباقون بالتاء ، لقوله: جنات واختاره أبو حاتم وأبو عبيدة; قال أبو عمرو: والتأنيث أحسن. " ونفضل بعضها على بعض في الأكل " ولم يقل بعضه. وفي الأرض قطع متجاورات. وقرأ حمزة والكسائي وغيرهما " ويفضل " بالياء ردا على قوله: " يدبر الأمر " و " يفصل " و " يغشي " الباقون بالنون على معنى: ونحن نفضل.
محاورالسورة: تسير الآيات في السورة على النحو التالي: · الكتاب: تبدأ السورة بقضية الإيمان بوجود الله ووحدانيته ومع سطوع الحق ووضوحه إلا أن المشركين كذبوا بالقرآن وجحدوا وحدانية الرحمن،. (المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ) آية 1 · مظاهر الحق في الكون: جاءت الآيات تقرر كمال قدرة الله وعجيب خلقه في الكون كله وكيف يدبر الأمر ويفصل الآيات ويمد الأرض ويغشي الليل النهار فالله هو الحق وقرآنه حق واتّباعه حق وبعد إظهار كل هذا الحق يشكك المشركون بالبعث بعد الموت، فليتفكروا في عظيم خلق الله في الكون.
﴿وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ ﴾:تحدّث الحقّ سبحانه وتعالى أوّلاً عن الفاكهة ثمّ تحدّث عن الزّرع الّذي منه القوت الأساسيّ. ﴿وَجَنَّاتٌ ﴾: جنّة من ستر، وهي قطعة الأرض المستورة من كثرة الأشجار. ﴿صِنْوَانٌ ﴾: الصّنو هو المِثل، يقول الرّسول الكريم, : « فإنّما عمّ الرّجل صنو أبيه » ( [1]) ، وبهذا يكون معنى الصّنوان المِثلان، نرى ذلك واضحاً في النّخيل، فنرى أحياناً أصلاً واحداً تخرج منه نخلتان أو ثلاث نخلاتٍ وأحياناً أكثر، فيطلق لقب الصّنوان على الأصل الواحد الّذي يتفرّع إلى نخلتين أو أكثر، فكلمة صِنوان تصلح للمثنى والجمع، ولكنّها في حالة المثنى تُعامل في الإعراب كالمثنى، فيقال: أثمرت صِنوان، ورأيت صِنوَين، أمّا في حالة الجمع فيقال: رأيت صِنواناً ومررت بصِنوانٍ، والمفرد صِنو.
ويأتي العامل الثالث: وهو الحالة الجوية من حرارة وضوء ورطوبة، ورياح وما تحمله من وأتربة ورمال وأمطار ومواد كيماوية وملوثات حيوية وفيزيائية وكيميائية وتتابع فترات الإضاءة والإظلام وحبوب لقاح وكائنات حية دقيقة وغيرها. ويأتي العامل الرابع: الخدمة الزراعية ، من حيث تهيئة الأرض، واستصلاحها، وحرثها، وريها، ووضع الأسمدة وكميتها ودقتها وإدارتها الإدارة العلمية الصحيحة، وحمايتها من العوامل الجوية، وتهيئة البيئة الصالحة لنموها وإزهارها وإثمارها وقطف الثمار ونقلها وتخزينها. وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ – التفسير الجامع. ثم يأتي العامل الجيني والتركيب الوراثي للنبات ، حيث تختلف الأجناس والأنواع والأصناف النباتية في جيناتها الوراثية، وتتابعها على الحمض النووي، وتتابع القواعد النيتروجينية في تلك الجينات، فلكل نبات خريطته الجينية الخاصة به تسجل في إحكام وتقدير معجزين الخصائص الوراثية لهذا النبات وما يترتب عليها من ألوان وأشكال وأحجام وطعوم وروائح وتركيب كيميائي وخصائص حيوية وفيزيائية وجمالية وغيرها. وقد لخص الله سبحانه وتعالى العوامل السابقة في كلمات موجزة معجزة بقوله تعالى: " وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ " (الرعد/4).
بمعنى أن في هذه القطع من الأرض المتجاورة، جنات من أعناب، أي بساتين من أعناب أي أصناف عديدة من العنب. وزرع أي ما يزرع أي ينثر بذوره على الأرض، مثل القمح والشعير والأرز. وكل من هذه الأنواع من الزرع تحتوي على عدة أصناف. ونخيل من عدة أصناف. وهذه الأصناف من النخيل منها صنوان أي يحمل فرخ أو فروخ قائمة على ساق واحد، أي جذع النخلة الأم. أو غير صنوان، بمعنى النخيل لا يحمل فرخ أو فروخ على جذعه، كما نشاهده في النخيل. وقوله تعالى:{ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ}. بمعنى أن كل هذه الأنواع من النباتات من أصناف العنب وأصناف الزرع وأصناف النخيل تروى بنفس الكمية من الماء. وقوله تعالى:{ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ}. بمعنى أن أصناف العنب تختلف في الطعم والمذاق، ونفضل بعضها على بعض في الأكل لكون طعمها ومذاقها مختلف. وكذلك الحال في أصناف الزرع مثل أصناف القمح. وكذلك الحال في أصناف النخيل. هذا وإن هذه الأصناف من العنب والزرع والنخيل مزروعة في قطع متجاورة، أي في أرض واحدة مقسمة إلى عدة قطع، فهي متجاورة. ولكون القطع متجاورة فهي مزروعة في نوع واحد من التربة. ومسلط عليها بيئة واحدة أي تسقى بماء واحد من المطر، وتتلقى كمية ضوء من الشمس واحدة، ودرجة حرارة واحدة وهواء واحد يحتوي على ثاني أوكسيد الكاربون الذي يحتاجه النبات لعملية التركيب الضوئي لصنع الطعام لنفسه.