فجاء النهي عن إهانَتِها وتَعْييرِها, وتوبيخِها بأسلوبٍ غيرِ مناسب. وكذا نَهَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابَه رضي الله عنهم عن إهانة الإنسان, وخَدْشِ كرامتِه؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ, قَالَ: «اضْرِبُوهُ», قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: فَمِنَّا الضَّارِبُ بِيَدِهِ, وَالضَّارِبُ بِنَعْلِهِ, وَالضَّارِبُ بِثَوْبِهِ, فَلَمَّا انْصَرَفَ, قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: أَخْزَاكَ اللَّهُ! قَالَ: «لاَ تَقُولُوا هَكَذَا, لاَ تُعِينُوا عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ» رواه البخاري. ونَهَى الرجلَ عن تقبيح زوجته بالكلام, وعن ضَرْبِ وَجْهِهَا؛ عن مُعَاوِيَةَ الْقُشَيْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! ج15 | ربع4 ( ۞ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ..) | عبدالباسط عبدالصمد | - منتديات ال باسودان. مَا حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ؟ قَالَ: «أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ, وَتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ, أَوِ اكْتَسَبْتَ, وَلاَ تَضْرِبِ الْوَجْهَ, وَلاَ تُقَبِّحْ, وَلاَ تَهْجُرْ إِلاَّ فِي الْبَيْتِ» حسن صحيح – رواه أبو داود. ومعنى: «لاَ تُقَبِّحْ»: أي: لا تُسْمِعْها المَكْروهَ, ولا تَشْتُمْها، ولا تَقُلْ: قَبَّحَكِ اللهُ، ونحو ذلك.
ورَغْمَ أهميةِ الأدب، وتوقيرِ الكبار؛ إلاَّ أنَّ الأدب يُتَعلَّم أكثر من خلال القُدوة الصالحة، فحين يتحلى الآباءُ والمُعَلِّمون بِحُسْنِ الخُلُق، وتوقيرِ الأبناء والطُلاَّب، وحِفْظِ كرامتهم؛ فإنَّ هذا يُنشِّئهم على الأدب، وتوقيرِ الكِبار. وعندما يَتَعالى الكِبارُ ويَخْدِشون كَرامَةَ أولادِهم وطُلاَّبهم، أو يَخْدِشُ صاحِبُ الشَّرِكةِ كرامةَ العاملين فيها؛ فإنَّ هذا يقود للخضوع كُرهاً دون مَحَبَّةٍ وقَبول، ورُبَّما جَرَّ ذلك إلى ما لا يُحْمَد عُقباه! ولا بد من مراعاة الكرامة في العقوبة، ففي بعضِ المؤسسات والشركات أو بعضِ البُيوتات تجاوزاتٌ في العقوبات؛ تَتَمَثَّلُ في التَّشْهيرِ، أو القَسْوَةِ في الألفاظ، أو الذَّمِّ الجَارِح، وربَّما الضَّرْب على الوجه؛ هَدْراً لكرامة الإنسان! وقد نَهَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن التَّثْرِيبِ على الزانية، وقولِ: أَخْزَاكَ اللَّهُ - لِشَارِبَ الخَمْر، وتَقْبيحِ الزَّوجة؛ حِفْظاً لكرامة الإنسان أنْ تُمَسَّ بِسُوء. ولقد كرمنا بني آدم تفسير الشعراوي. ومن آثار حِفْظِ كرامة الإنسان: الاستجابةُ لأمْرِ الله تعالى، كما أنَّ فِعْلَ ما يتناقض مع كرامةِ الإنسان مُخالفَةٌ لأمرِ الله سبحانه. ومن آثار حِفْظِ كرامة الإنسان: تعزيزُ فاعليةِ الإنسان وأدائه في المجتمع، وهذا يُحَقِّقُ له قَدْراً عالياً من الرضا عن ذاته، ويُسْهِمُ في تعزيز انتمائه لِمُجتمَعِه، مما يزيد في فاعليته وتأثيره.
قال النووي - رحمه الله: (في هذا الحديث الرِّفقُ بالمماليك، وحُسْنُ صحبتِهم، وكفُّ الأذى عنهم، وأجمع المسلمون: على أنَّ عِتْقَه بهذا ليس واجباً، وإنَّما هو مندوب؛ رجاءَ كفارةِ ذنبِه فيه، إزالةَ إثمِ ظُلمِه)[11]. الوسيلة الثالثة: النهي عن استرقاق الأحرار ظلماً وعدواناً: مَنْ صَيَّر حراً عبداً؛ فقد ارتكب جرماً عظيماً، يستحق فاعله أن يكون الله تعالى خصماً له يوم القيامة؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( قَالَ اللهُ تعالى: ثَلاَثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ)[12]. ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر. قال ابن بطال - رحمه الله: (إنما عَظُم الإثمُ فيمَنْ باع حرًّا؛ لأنَّ المسلمين أكفاء في الحرمة والذِّمة، وللمسلم على المسلم أن ينصره ولا يظلمه، وأن ينصحه ولا يُسلمه، وليس في الظلم أعظم من أن يستعبده أو يُعرِّضه لذلك، ومَنْ باع حُرًّا فقد مَنَعَه التصرف فيما أباح الله له، وألزمه حال الذِّلة والصَّغار، فهو ذنب عظيم، يُنازَعُ اللهُ به في عباده)[13]. الوسيلة الرابعة: تسوية الرَّقيق بغيره في كثير من الحقوق: أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالرقيق خيراً، وأوجب معاملته بالحسنى، ونهى عن ظلمه، في غير ما موضع، ومن ذلك: أ- قوله صلى الله عليه وسلم: ( لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ: أَطْعِمْ رَبَّكَ، وَضِّئْ رَبَّكَ، اسْقِ رَبَّكَ، وَلْيَقُلْ: سَيِّدِي، مَوْلاَيَ، ولا يَقُلْ: أَحَدُكُمْ: عَبْدِي، أَمَتِي، وَلْيَقُلْ: فَتَايَ، وَفَتَاتِي، وَغُلاَمِي)[14].
يقول ربنا تبارك وتعالى في كتابه العزيز: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}(الإسراء:70). يخبر سبحانه في هذه الآية أنه اختار الإنسان على سائر المخلوقات، وكرمه عليها، وفضله تفضيلاً. وقد ذكر سبحانه مظاهر هذا التكريم في كتابه.. فكان مما كرمه به: ـ أنه خلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، في احتفال تعظيم، وموكب تكريم.. جريدة الرياض | العمل والكرامة. ليس عبادة له، ولكنه تكريم وتبجيل وبيان لميزة هذا المخلوق الكريم. ـ أكرمه بالعلم، وزينه بالفهم والحلم، وخصه بالإرادة والعلم والنطق والبيان. ووهبه أعظم ميزة ميزه بها على سائر من دونه، وهي العقل: أساس التكليف، ومحور التشريف، يكتسب به المعارف والعلوم، وبه يكون الاختراع والإبداع، يستكشف به الكون ويحل أسراره ويستخرج كنوزه. ـ وأسكنه فسيح جناته، قبل أن يخرق هذا التكريم بالأكل من الشجرة، فكانت أول عقوبة بالنزول إلى الأرض. ـ فلما أنزله إلى الأرض جعله خليفة فيهاـ والخليفة يستمد شرفه وقدره من منزلة مستخلفه- وحمله الأمانة، أمانة التكليف وهو من أعظم مظاهر التكريم والرفعة و التشريف، بعد أن أبت السموات والأرض والجبال واشفقن منهاـ سخر له الكون وما فيه لخدمته، فالأفلاك دائرة بما فيه مصالحه.
من جانب آخر، زار الفريق جميع الأقسام بالمنشآت الصحية بالمنطقة المركزية؛ ومنها قسم الطوارئ، والتنويم، والكشف، والفرز، والأشعة، بالإضافة إلى الأقسام الأخرى؛ للاطلاع على الخدمات الطبية المقدمة للمرضى من الأهالي والمعتمرين. وأكد الفريق سير العمل والخدمات الطبية وفق الخطة المعدة لها، ومواصلة الجهاز الطبي في جميع المنشآت الصحية في مكة المكرمة بتقديم المزيد من العطاء لخدمة المرضى والمراجعين والمعتمرين بحسب ارتفاع الطاقة الاستيعابية خلال العشرين يومًا المتبقية من شهر رمضان المبارك. ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
وتهدف هذه الجهود والأعمال التي تقدمها وزارة الشؤون الإسلامية إلى تعليم الحجاج والمعتمرين كيفية أداء مناسكهم على هدي القرآن والسنة، والتيسير عليهم وترسيخ مقاصد الحج وتعظيم شعائر الله، والحث على السكينة وأنها مطلب من مطالب إتمام النسك وتأصيل العقيدة الصحيحة وإبراز محاسن الإسلام ويسره في العبادات والمعاملات والسلوك، وتصحيح المفاهيم الخاطئة عنه والتحذير منها وبيان مكانة وقدسية الحرمين الشريفين، وثواب العمل فيهما، وحرمة دم المسلم وماله وعرضه والحث على تحقيق معاني الأخوة الإسلامية وفق منهج الوسطية والاعتدال.
خلال رمضان كثفت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ممثلة بالأمانة العامة للتوعية الإسلامية في الحج والعمرة والزيارة، جهودها التوعوية خلال شهر رمضان المبارك، وذلك بتوعية وتوجيه وإرشاد المعتمرين والمصلين من خلال تكليف عدد من الدعاة والمترجمين في موسم العمرة عبر مواقع العمل المختلفة في مكة المكرمة، وبذل كل ما هو ممكن في سبيل خدمة ضيوف الرحمن, حيث بلغ عدد المستفيدين من هذه الخدمات أكثر من مليون معتمر ومعتمرة. وأوضحت الأمانة العامة للتوعية الإسلامية في الحج والعمرة والزيارة - في تقرير لها - أنه جرى تكليف عدد من الدعاة والداعيات للعمل في موسم العمرة لهذا العام للرد على أسئلة المعتمرين من خلال كبائن التوعية الإسلامية في جامع التنعيم ومسجد الجعرانة ومصليات المنطقة المركزية، بالإضافة إلى إلقاء الكلمات الوعظية والدروس والمحاضرات في تلك المصليات والمساجد، وتقديم أكثر من مليون خدمة دعوية لضيوف الرحمن. كما سخرت الأمانة العامة للتوعية الإسلامية التقنية الحديثة في توعية المعتمرين من خلال المكتبة الالكترونية التي تضم آلاف من الكتب الدينية وتشغيل الهاتف المجاني للرد الآلي وعلى مدار الساعة للاستفادة منه لنشر المعلومات الصحيحة عن الحج والعمرة بعشر لغات عالمية مختلفة من أجل خدمة ضيوف الرحمن تحقيقاً لتطلعات القيادة الحكيمة.