تاريخ الإضافة: 20/3/2019 ميلادي - 14/7/1440 هجري الزيارات: 48057 تفسير: (وداوود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين) ♦ الآية: ﴿ وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الأنبياء (78). تفسير: (وداوود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ ﴾ قيل: كان ذلك زرعًا، وقيل: كان كرمًا ﴿ إِذْ نَفَشَتْ ﴾ رعت ليلًا ﴿ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ ﴾ بلا راعٍ ﴿ كُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ﴾ لم يغبْ عن علمنا. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله تعالى: ﴿ وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ ﴾، اختلفوا في الحرث، قال ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم وأكثر المفسرين: كان الحرث كرمًا قد تدلَّت عناقيده، وقال قتادة: كان زرعًا، ﴿ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ ﴾؛ أي: رعته ليلًا فأفسدته، والنفش: الرعي بالليل والهمل بالنهار، وهما الرعي بلا راعٍ، ﴿ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ﴾؛ أي: كان ذلك بعلمنا وبمرأى منَّا لا يخفى علينا علمه.
وكنا لهم حافظين ؛ أي: لا يقدرون على الامتناع منه وعصيانه، بل حفظهم الله له بقوته وعزته وسلطانه.
بسم الله فاتحة كل خير وتمام كل نعمة والصلاة والسلام على اشرف خلق الله سيدنا محمد وعلى اله وصحبه مرحبا بكم في قصة جديدة من أحسن القصص وفي هذه الحلقة ضمن تجوالنا في ربوع القرآن الكريم نتناول قصة التحكيم في الحرث والتي تعرف أيضا بقصة سيدنا داود والنعجة. وتبدأ الحكاية عندما إحتكم شخصان لسيدنا داوود للحكم بينهم في الحرث. ولقد كانت لاحدهم تسع وتسعون نعجة وله نعجة واحدة، وإنّ أخاه طلب منه ضمّ هذه النعجة إلى بقيّة نعاجه. قصص القرآن 06: قصة تحكيم داود في قضية الخصمين فما حكاية هذان الخصمان ولمن كان حكم سيدنا داوود وهل عدل في عذه القضية كما كان دوما وما كانت مشورة إبنه سليمان؟ لمعرفة كل ذلك وأكثر تابع القصة كاملة وبجودة عالية في الحلقة التالية حيث نعود على تفاصيل الأحداث ونتعرف علي ما بها من حكم وعبر والتي تهم كل المسلمين والمسلمات عامة وتهمس في كل أذن مؤمن يسعى للرشاد والفلاح ونتعلم من خير البشر ألا وهم الأنبياء. نرجوا أن تكون هذه القصة قد أفادتكم ونالت إعجابكم لما بها من حكم وعبر وتحثنا على الصبر على الشدائد الدنيوية وقراءة هذه السورة العظيمة. قصة داود وسليمان إذ يحكمان في الحرث • RaQMedia. يسعدنا أن تشاركونا الدروس التي قد نستخلصها من قصص القرآن الكريم وأن لا نتسرع في حكمنا على الأشياء أو الأسخاص.
وقوله تعالى: ﴿ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ ﴾؛ أي: لتحميكم وتحفظكم وتقيكم من سيوف أعدائكم ورماحهم وسهامهم. وقد قرأ حفص وعبدالله بن عامر قارئ أهل الشام: ﴿ لِتُحْصِنَكُمْ ﴾ بالتاء المثناة. وقرأ شعبةُ ﴿ لِنُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ ﴾ بالنون. وقرأ الباقون ﴿ لِيُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ ﴾ بالياء المثناة التحتية. الباحث القرآني. فعلى قراءة حفص وابن عامر الفاعل ضمير يعود على صناعة اللبوس. وعلى قراءة شعبة الضمير المرفوع يعود على الله عز وجل. وعلى قراءة الباقين: أي: الله عز وجل، أو داود عليه السلام.
وفِي بَقِيَّةِ القِصَّةِ ما يَصْلُحُ لِأنْ يَكُونَ أصْلًا في رُجُوعِ الحاكِمِ عَنْ حُكْمِهِ، كَما قالَ ابْنُ عَطِيَّةَ وابْنُ العَرَبِيِّ؛ إلّا أنَّ ذَلِكَ لَمْ تَتَضَمَّنْهُ الآيَةُ ولا جاءَتْ بِهِ السُّنَّةُ الصَّحِيحَةُ، فَلا يَنْبَغِي أنْ يَكُونَ تَأْصِيلًا وأنَّ ما حاوَلاهُ مِن ذَلِكَ غَفْلَةٌ. وإضافَةُ (حُكْمٍ) إلى ضَمِيرِ الجَمْعِ بِاعْتِبارِ اجْتِماعِ الحاكِمِينَ والمُتَحاكِمِينَ. وتَأْنِيثُ الضَّمِيرِ في قَوْلِهِ (فَفَهَّمْناها)، ولَمْ يَتَّقَدَّمْ لَفْظٌ مُعادٌ مُؤَنَّثُ اللَّفْظِ، عَلى تَأْوِيلِ الحُكْمِ في قَوْلِهِ تَعالى (لِحُكْمِهِمْ) بِمَعْنى الحُكُومَةِ أوِ الخُصُومَةِ. (p-١١٩)وجُمْلَةُ ﴿وكُلًّا آتَيْنا حُكْمًا وعِلْمًا﴾ [الأنبياء: ٧٩] تَذْيِيلٌ لِلِاحْتِراسِ لِدَفْعِ تَوَهُّمِ أنَّ حُكْمَ داوُدَ كانَ خَطَأً أوْ جَوْرًا وإنَّما كانَ حُكْمُ سُلَيْمانَ أصْوَبَ. وتَقَدَّمَتْ تَرْجَمَةُ داوُدَ - عَلَيْهِ السَّلامُ - عِنْدَ قَوْلِهِ تَعالى ﴿وآتَيْنا داوُدَ زَبُورًا﴾ [النساء: ١٦٣] في سُورَةِ النِّساءِ، وقَوْلُهُ تَعالى ﴿ومِن ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ﴾ [الأنعام: ٨٤] في سُورَةِ الأنْعامِ.
فَبَلَغَ ذَلِكَ داوُدَ فَأحْضَرَهُ وقالَ لَهُ: بِماذا كُنْتَ تَقْضِي ؟ قالَ: إنِّي رَأيْتُ ما هو أرْفَقُ بِالجَمِيعِ. قالَ: وما هو ؟ قالَ: أنْ يَأْخُذَ أصْحابُ الغَنَمِ الحَرْثَ يَقُومُ عَلَيْهِ عامِلُهم ويُصْلِحُهُ عامًا كامِلًا حَتّى يَعُودَ كَما كانَ ويَرُدَّهُ إلى أصْحابِهِ، وأنْ يَأْخُذَ أصْحابُ الحَرْثِ الغَنَمَ تُسَلَّمُ لِراعِيهِمْ فَيَنْتَفِعُوا مِن ألْبانِها وأصْوافِها ونَسْلِها في تِلْكَ المُدَّةِ فَإذا كَمُلَ الحَرْثُ وعادَ إلى حالِهِ الأوَّلِ صَرَفَ إلى كُلِّ فَرِيقٍ ما كانَ لَهُ. فَقالَ داوُدُ: وُفِّقَتْ يا بُنَيَّ. وقَضى بَيْنَهُما بِذَلِكَ. فَمَعْنى ﴿نَفَشَتْ فِيهِ﴾ دَخَلَتْهُ لَيْلًا، قالُوا: والنَّفْشُ الِانْفِلاتُ لِلرَّعْيِ لَيْلًا. وأُضِيفَ الغَنَمُ إلى القَوْمِ لِأنَّها كانَتْ لِجَماعَةٍ مِنَ النّاسِ كَما يُؤْخَذُ مِن قَوْلِهِ تَعالى ﴿غَنَمُ القَوْمِ﴾. وكَذَلِكَ كانَ الحَرْثُ شَرِكَةً بَيْنَ أُناسٍ. كَما يُؤْخَذُ مِمّا أخْرَجَهُ ابْنُ كَثِيرٍ في تَفْسِيرِهِ عَنْ مَسْرُوقٍ مِن رِوايَةِ ابْنِ أبِي حاتِمٍ. وهو ظاهِرُ تَقْرِيرِ الكَشّافِ. وأمّا ما ورَدَ في الرِّواياتِ الأُخْرى مِن ذِكْرِ رَجُلَيْنِ فَإنَّما يُحْمَلُ عَلى أنَّ اللَّذَيْنِ حَضَرا لِلْخُصُومَةِ هُما راعِي الغَنَمِ وعامِلُ الحَرْثِ.
⁕ حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن علي بن زيد، قال: ثني خليفة، عن ابن عباس قال: قضى داود بالغنم لأصحاب الحرث، فخرج الرُّعاة معهم الكلاب، فقال سليمان: كيف قضى بينكم؟ فأخبروه، فقال: لو وافيت أمركم لقضيت بغير هذا، فأُخبر بذلك داود، فدعاه فقال: كيف تقضي بينهم؟ قال: أدفع الغنم إلى أصحاب الحرث، فيكون لهم أولادها وألبانها وسلاؤها ومنافعها، ويبذر أصحاب الغنم لأهل الحرث مثل حرثهم، فإذا بلغ الحرث الذي كان عليه، أخذ أصحاب الحرث الحرث، وردّوا الغنم إلى أصحابها. ⁕ حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، قال: ثنا ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله ﴿إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ﴾ قال: أعطاهم داود رقاب الغنم بالحرث، وحكم سليمان بجزة الغنم وألبانها لأهل الحرث، وعليهم رعايتها على أهل الحرث، ويحرث لهم أهل الغنم حتى يكون الحرث كهيئته يوم أُكل، ثم يدفعونه إلى أهله ويأخذون غنمهم. ⁕ حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثني ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله. ⁕ حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنى حجاج بنحوه، إلا أنه قال: وعليهم رعيها. ⁕ حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن ابن إسحاق، عن مرّة في قوله ﴿إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ﴾ قال: كان الحرث نبتا، فنفشت فيه ليلا فاختصموا فيه إلى داود، فقضى بالغنم لأصحاب الحرث.
أبو عبد الرحمن طاووس بن كيسان اليماني (توفي سنة 106 هـ) فقيه وراوي حديث وتابعي من كبار فقهاء التابعين. كان من خواص أصحاب ابن عباس، وعُرف بتقشفه في العيش، وجرأته في وعظ الخلفاء والولاة. مولده وأصله ولد طاووس بن كيسان في اليمن في خلافة عمر بن الخطاب أو خلافة عثمان بن عفان دون تحديد، لأسرة من الموالي، وإن كان في ذلك اختلاف بين المؤرخين، فقد ذكر ابن أبي حاتم في كتابه «الثقات» أن أمه من أبناء فارس وأبوه من النمر بن قاسط مولى بحير الحميري، بينما قال الواقدي بأن طاووس كان مولى بحير بن ريسان الحميري، وقال الفضل بن دكين بأنه مولى لهمدان، وقال عبد المنعم بن إدريس هو مولى لابن هوذة الهمداني. وقال الذهبي بأنه كان من أبناء الفرس الذين جهزهم كسرى وأرسلهم مع سيف بن ذي يزن لطرد الأحباش من اليمن، فأقاموا فيها وتناسلوا. وقد قال أبو الفرج بن الجوزي أن اسمه ذكوان، وطاووس لقبه، وقد فسرّ يحيى بن معين سبب تسميته تلك قائلاً: « إنما لقب به لأنه كان طاووس القراء. طاووس بن كيسان - المعرفة. » علمه أدرك طاووس الكثير من صحابة النبي محمد، وأخذ عنهم العلم، وقد رُوي عن عبد الملك بن ميسرة أنه سمع طاووس يقول « أدركت خمسين من أصحاب رسول اللَّهِ ».
» وكان طاووس من أزهد الناس في العيش، فقد نقل سفيان الثوري عن عمرو بن دينار قوله: « ما رأيت أحدًا أشد تنزُّهًا مما في أيدي الناس من طاووس »، وذكر ابن سعد في طبقاته أن من دعاء طاووس: « اللهم احرمني المال والولد، وارزقني الإيمان والعمل ». كما كان كثير التعبد والصلاة، فقال عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي: « رأيت طاووسًا وبين عينيه أثر السجود » ورُوي أنه كان يفترش فراشه ثم يضطجع، فيتقلّب فيه، ثم يثب فيجمع الفراش، ويصليّ حتى الصباح، ويقول: « طَيَّر ذكرُ جهنم نوم العابدين » كما كان حريصًا على اجتناب الولاة والخلفاء، ولا يتردد في نصحهم أو تقريعهم، وقد أقسم إبراهيم بن ميسرة قائلاً: « ورب هذه البنية ما رأيت أحدًا، الشريف والوضيع عنده بمنزلة إلا طاووساً ». وقال سفيان بن عيينة: « متجنبو السلطان ثلاثة: أبو ذر وطاووس وسفيان ». ورُوي أن ابنًا لسليمان بن عبد الملك جلس إلى جنب طاووس، فلم يلتفت إليه فقيل له: « جلس إليك ابن أمير المؤمنين، فلم تلتفت إليه! »، فقال: « أردت أن يعلم أن لله عبادًا يزهدون فيما في يديه. » وروى عبد الرزاق عن أبيه أن طاووس كان يصلي في غداة باردة مغيمة، فمر به محمد بن يوسف الثقفي أو أيوب بن يحيى في موكبه، وطاووس ساجد.