[ ص: 171] ( سورة الشمس) خمس عشرة آية مكية بسم الله الرحمن الرحيم ( والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها) بسم الله الرحمن الرحيم ( والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها) قبل الخوض في التفسير لا بد من مسائل: المسألة الأولى: المقصود من هذه السورة الترغيب في الطاعات والتحذير من المعاصي. واعلم أنه تعالى ينبه عباده دائما بأن يذكر في القسم أنواع مخلوقاته المتضمنة للمنافع العظيمة حتى يتأمل المكلف فيها ويشكر عليها ، لأن الذي يقسم الله تعالى به يحصل له وقع في القلب ، فتكون الدواعي إلى تأمله أقوى.
أليس في القمر ولن نحصي ما في القمر من آيات دالّة على خالقه العظيم، الذي أوجده على هذا الحال من الإتقان والدقة والكمال؟.
وبناء السماء تشبيه لرفعها فوق الأرض بالبناء. والسماء آفاق الكواكب ، قال تعالى: ( ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق) وتقييد القسم بالليل بوقت تغشيته تذكيرا بالعبرة بحدوث حالة الظلمة بعد حالة النور. وطحو الأرض: بسطها وتوطئتها للسير والجلوس والاضطجاع ، يقال: طحا يطحو ويطحي طحوا وطحيا ، وهو مرادف ( دحا) في سورة النازعات. والنفس: ذات الإنسان كما تقدم عند قوله تعالى: ( يا أيتها النفس المطمئنة) وتنكير ( نفس) للنوعية أي: جنس النفس فيعم كل نفس عموما بالقرينة على نحو قوله تعالى: ( علمت نفس ما قدمت وأخرت). إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الشمس - قوله تعالى والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها - الجزء رقم31. [ ص: 369] وتسوية النفس: خلقها سواء ، أي: غير متفاوتة الخلق ، وتقدم في سورة الانفطار عند قوله تعالى: ( الذي خلقك فسواك). و ( ما) في المواضع الثلاثة من قوله: ( وما بناها) ، أو ( ما طحاها) ، ( وما سواها) ، إما مصدرية يؤول الفعل بعدها بمصدر ، فالقسم بأمور من آثار قدرة الله تعالى وهي صفات الفعل الإلهية وهي رفعه السماء وطحوه الأرض وتسويته الإنسان. وعطف ( فألهمها فجورها وتقواها) على ( سواها) ، فهو مقسم به ، وفعل ( ألهمها) في تأويل مصدر ؛ لأنه معطوف على صلة ( ما) المصدرية ، وعطف بالفاء; لأن الإلهام ناشئ عن التسوية ، فضمير الرفع في ( ألهمها) عائد إلى التسوية وهي المصدر المأخوذ من ( سواها).
وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين.
يعنون: أرسلت السماء ماءها. وقيد القسم بالنهار بقيد وقت التجلية إدماجا للمنة في القسم. وابتدئ القسم بالشمس وأضوائها الثلاثة الأصلية والمنعكسة; لأن الشمس [ ص: 368] أعظم النيرات التي يصل نور شديد منها للأرض ، ولما في حالها وحال أضوائها من الإيماء إلى أنها مثل لظهور الإيمان بعد الكفر وبث التقوى بعد الفجور ، فإن الكفر والمعاصي تمثل بالظلمة ، والإيمان والطاعات تمثل بالضياء ، قال تعالى: ( ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه). وأعقب القسم بالنهار بالقسم بالليل; لأن الليل مقابل وقت النهار فهو وقت الإظلام. {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا﴿١﴾وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا﴿٢﴾ وَالنّهار إِذَا جَلَّاهَا﴿٣﴾وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا﴿٤﴾} بيان أطول وأعظم قسم في القرآن العظيم | مدونة وُرُودٌ وَ بَـــيَـــــانْ. والغشي: التغطية ، وليس الليل بمغط للشمس على الحقيقة ولكنه مسبب عن غشي نصف الكرة الأرضية لقرص الشمس ابتداء من وقت الغروب ، وهو زمن لذلك الغشي ، فإسناد الغشي إلى الليل مجاز عقلي من إسناد الفعل إلى زمنه أو إلى مسببه ( بفتح الباء). والغاشي في الحقيقة هو تكوير الأرض ودورانها تجاه مظهر الشمس وهي الدورة اليومية ، وقيل: ضمير المؤنث في ( يغشاها) عائد إلى الأرض على نحو ما قيل في ( والنهار إذا جلاها). و ( إذا) في قوله: ( إذا تلاها) وقوله: ( إذا جلاها) وقوله: ( إذا يغشاها) في محل نصب على الظرفية متعلقة بكون هو حال من القمر ومن النهار ومن الليل فهو ظرف مستقر ، أي: مقسما بكل واحد من هذه الثلاثة في الحالة الدالة على أعظم أحواله وأشدها دلالة على عظيم صنع الله تعالى.
(4) القسم بالنهار، «والنهار إذا جلاها»: أي النهار الذي وضحها وجعلها ظاهرة للكائن الحي، إذ إن أشعة الشمس لا ترى (لا تبصر) إلا بعد تشتتها وانعكاساتها مرات عديدة على الأجسام الغبارية الصغيرة في الغلاف الجوي للأرض مثل هباء الغبار، وقطرات الماء وبخاره، وجزيئات الغازات المختلفة المكونة للهواء بتركيز معين. (5) القسم بالليل، «والليل إذا يغشاها»: أي وبليل الأرض إذ يغطيها عنا بطبقة ظلمته الرقيقة التي تلتقي مع ظلمة الكون. (6) القسم بالسماء، «والسماء وما بناها»: أي بالسماء وبنائها المحكم الدقيق وجعلها تحتوي على مختلف الأجرام السماوية من المجرات والسدم والنجوم والكواكب والأتربة والغازات، والله سبحانه هو القادر العظيم الذي بناها وسواها. (7) القسم بالأرض، «والأرض وما طحاها»: أي وبالأرض ومدها وبسطها، وبالذي كورها فمدها وبسط سطحها (وصفت مسطحة للكائن الحي، فسطحها واسع جداً بحيث يراها الإنسان من على سطحها مسطحة) لكنها كروية في الكون، وهكذا نراها من الفضاء. (8) القسم بالنفس، «ونفس وما سواها» أي وبالنفس الإنسانية وبالذي خلقها وجعلها تنظر وتفكر بالكون ومحتواه لتتعرف إلى عظمة وقدرة الله سبحانه ثم يأتي جواب القسم بقول الحق سبحانه وتعالى: قد أفلح من زكى نفسه بطاعة الله، ثم خاب من دساها «قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها»، ( الشمس: 9 و10).
تحسين الإنتاجية في مكان العمل وانخفاض معدل دوران الموظفين. ارتفاع احترام الذات ، والتحفيز ، وتحقيق الهدف ، والشعور بالاتجاه. 2. أداة (HBDI) للتقييم الذاتي تساعدك على التعرف على أنماط التفكير المفضلة لديك. يساعد تصنيف طريقة تفكيرنا في أربعة أجزاء – تحليلية وتجريبية وعلائقية وعملية – على تعميق وعينا بمدى استعدادنا للتفكير والتعامل مع المواقف والعلاقات المختلفة. يعكس ملف تعريف النتائج الخاص بك الأماكن التي قد تشعر فيها براحة أكبر والأماكن التي قد تجد فيها تحديات أكثر صعوبة. 7 خطوات لتحويل نقاط الضعف إلى نقاط قوة في الحياة الموضوع التالي. ستكون هناك أوقات تكون فيها أقل استعدادًا لاحتضان الأنشطة والخبرات عن طيب خاطر. مطلوب المزيد من أنواع الجهد المختلفة للقيام بها. 3. استشر الأفراد المؤهلين والموثوق بهم بسبب التحيزات (غالبًا غير الواعية) التي لدينا ، فإن الحصول على تعليقات من المؤهلين لإعطائك ملاحظات أمر ضروري. إن العثور على السلطات المناسبة التي يمكن أن تساعدنا في تطوير رؤية أعمق لنقاط القوة والضعف لدينا يتطلب بضع خطوات من العناية الواجبة: ابحث عن الأشخاص الذين تعتقد أنهم قد يكونوا سلطات مؤهلة لمساعدتك. تحقق من سلامة تدريبهم ومهاراتهم وخبراتهم وسجلهم الحافل.
وهذا هو الجزء البسيط بشكل ملحوظ. ويظهر الجزء المحير عندما تبحث عن تخفيفها. يعتبر القضاء على كافة التهديدات - وبالتالي عدم وجود مخاطر - أمر صعب المنال، بما أنه ستتواجد درجة من المخاطر دوماً. وتكمن الحكمة السائدة لتحديد تكلفة تخفيف المخاطر مقابل الفوائد. ويعرف هذا الجهد من الناحية النظرية كمية المخاطر التي يجب أن تتساهل بها في ضوء ما تستعد لدفعه. أما من الناحية العملية، فإنها تثبت تحدياً أكبر في عصر الإنترنت أكثر من ذي قبل.