ومن ثم المواظبة على الدعاء لله والصلاة على رسول الله. قد يهمك: من هو النبي الذي صبر على إيذاء قومه وأصر على الإسلام؟ النبي الذي ابتلعه الحوت هو سيدنا يونس عليه السلام والذي يعرف بصاحب الحوت وذات النون. فلقد تم ذكر سيدنا يونس عليه السلام في الكثير من السور القرآنية. وقد كانت معجزة سيدنا يونس هي ابتلاع الحوت له وخروجه بدون أي مشاكل.
ولكن المشكلة أن معظم المسلمين فقدوا الإخلاص والعمل، ولم يبقَ لديهم من أسباب استجابة الدعاء إلا المظاهر، ولكن القلوب هي الأساس.
تاريخ النشر: الثلاثاء 7 ربيع الأول 1422 هـ - 29-5-2001 م التقييم: رقم الفتوى: 8334 90750 0 529 السؤال هل هناك حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول إن من يلعن لا تقبل له صلاة لمدة أربعين يوما؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلم نعثر على حديث بهذا المعنى. حديث عن اللعن. وقد وردت أحاديث كثيرة فيها الزجر عن لعن من لا يستحق اللعن، والتحذير الشديد منه، ففي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من حلف على ملة غير الإسلام، فهو كما قال، وليس على ابن آدم نذر فيما لا يملك، ومن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة، ومن لعن مؤمناً فهو كقتله، ومن قذف مؤمناً بكفر فهو كقتله". وفي سنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض، فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يميناً وشمالاً، فإذا لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لعن، فإن كان لذلك أهلاً، وإلا رجعت على قائلها". وروى الطبراني بإسناد جيد عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: كنا إذا رأينا الرجل يلعن أخاه رأينا أن قد أتى باباً من الكبائر.
[٣] حكم اللعن على سبيل المزاح يحرم على المسلم اللعن من باب المزاح؛ وذلك حفاظًا على كرامة المسلم وصونًا لها، [٤] وما يبدر عن بعض الناس من شتمٍ ولعنٍ على سبيل المزاح؛ فهو منكرٌ وأمرٌ خطيرٌ لا بد أن يحذر الناس منه، ويبتعدوا عنه؛ لأنّهم محاسبون على ما يصدر عنهم من الأقوال والأفعال، وأن يذكر أنّ المسلم ليس باللّعان. [٥] حكم لعن النفس نهى النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم- عن لعن النفس، وعن الدعاء على النفس وعلى الأولاد؛ لأنّ في ذلك مهلكةً عظيمةً لنفسه؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَدْعُوا علَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا علَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا علَى أَمْوَالِكُمْ، لا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ" ، [٦] واللعن يعني الطرد من رحمة الله سبحانه وتعالى؛ فلا يجوز للإنسان المسلم أن يلعن نفسه. [٧] حكم لعن الأمراض لا يجوز لعن الأمراض؛ لأنّ ما يصيب الإنسان من أمراضٍ؛ فهي من الله سبحانه وتعالى، وبالتالي فإنّ لعنها يعدّ من قبيل السخط على أقدار الله؛ إذ المرض يُقدّره الله تعالى، وعلى المسلم إن تلفّظ بشيءٍ من هذا، أن يسارع إلى الاستغفار والتوبة إلى الله، ويتيقّن أنّ ما حصل من مرضٍ؛ هو من الله سبحانه وتعالى.
أحاديث صحيحة بالنهي عن اللعن يوجد في السيرة النبوية الكثير من المواقف الدالة على نهي وتحذير النبي صلى الله عليه وسلم لعْنِ أحَد من المسلمين، أو لعن الريح أو الحيوان، أو لعن أي شيء لا يستحق اللعن ومن أهم هذه المواقف مايلي [١]: النهي عن لعن المسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليسَ المؤمنُ بالطَّعَّانِ ولا اللَّعَّانِ ولا الفاحشِ ولا البذيءِ) [الفتاوى الحديثية |خلاصة حكم المحدث:صحيح]، وقال الطيبي: واللعان هو الذي يُكثر من لعن الناس ويبعدهم عن رحمة الله تعالى، كأنّه يقول: لعنة الله على فلان أو تعبير عن غضبه عليه أو أدخله النار. عَنْ أبي الدَّرْداء رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إِنَّ اللَّعَّانِينَ لا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ وَلا شُفَعَاءَ يَوْمَ الْقِيَامة) [ صحيح ابن حبان |خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه]، وفي هذا الحديث يعني أنّ المؤمنين لن يشفعون يوم القيامة للعانين اللذين استوجبو النار، ولا يرزقون الشهادة في ثلاثة أقوال وأشهرها هي أنهم لن يكونوا شهداء يوم القيامة على الأمم بتبليغ رسلهم إليهم الرسالات، والثانية لن يكونوا شهداء في الدنيا أي لا تقبل شهادتهم لفسقهم، والثالثة لن يرزقون الشهادة وهي القتال في سبيل الله تعالى.
لمحة اللعن هو الطرد من رحمة الله تعالى وقد ورد العديد من الآيات القرآنية التي لعن الله تعالى فيها الكافرين والظالمين ومن قام بقتل مؤمن وهو متعمدٌ فعل ذلك قال الله تعالى في كتابه الكريم: (إِنَّ اللهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا) [الأحزاب: 64].
عن سَمُرَة بْن جُنْدُب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تلاعنوا بلعنة الله، ولا بغضبه، ولا بالنار) [الترميذي| خلاصة حكم المحدث:حسن صحيح]. شرح حديث: "لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال...". النهي عن لعن المعاصي الشخص الذي يخطئ وقد وقع في مصيبة فأنّه بحاجة إلى أنّ نأخذ بيده ولا نزيد عليه من العتب واللوم واللجوء إلى اللعن فنكون بذلك عوناً للشيطان عليه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (أُتيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بسَكران، فأمر بضَربه، فمِنَّا مَن يضربه بيده، ومنَّا مَن يضربه بنعله، ومنَّا مَن يضربه بثوبه، فلمَّا انصرف، قال رجلٌ: ما له؟! أخزاه الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تكونوا عونَ الشَّيطان على أخيكم) [صحيح البخاري|خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وفي رواية آخرى لأبي داوود وصححها الألباني قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ولكن قولوا: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه) ، فإذا دعوا عليه باللعن والخزي فكأنّهم قد حصَّلو مقصود الشيطان، ويُستفاد من ذلك منع الدُّعاء على العاصي بالإبعاد من رحمة الله تعالى.
نعم. المقدم: جزاكم الله خيرًا. فتاوى ذات صلة