سورة الواقعة مكتوبة / سعود الشريم - YouTube
سورة الواقعة مكتوبة - علي عبدالسلام اليوسف - YouTube
سورة الواقعة مكتوبة / محمد أيوب - YouTube
اعتبار المآلات عند تقرير العقوبة: فالنبي لا ترك قتل المنافقين حتى لا يتحدث الناس أنه لا يقتل أصحابه، ذلك أن الأحكام البديلة فيها أثر متعدي على أسرة الجاني وقد لا يزوج ولا يتزوج منه، والقضية التي حكم بسببها يسيرة، ولا يعني. هذا أن القاضي يعمل استحسانه العقلي مجردا من النصوص الشرعية، بل يراعي النصوص أولا ثم المصالح والمفاسد (٧). الدعوى الجنائية في النظام السعودي بين تقسيمها وانقضائها. المصادر وقد استقيتها اختصارا من بحث شيخنا الباذل معالي الشيخ عبد الله بن خنين حفظه الله، في العدد الأول من المجلة القضائية. من الملحوظات أن البعض يحكم في قضايا الخلوة بالسجن المقارب للعام مع أن المتهم بكر، وهذا ظلم أن الشرع جعل التغريب لعام على الزاني البكر مع جلده مائة، والسجن أشد بكثير من التغريب، إذ المغرب سيكون حرا طليقا يمارس كامل أعماله وترفيهه في البلد الذي غرب إليه، ويتواصل مع غيره، بخلاف السجين. وهنا مسألة وهي هل يمكن أن يغرب البكر تعزيرا أقل من عام واحد إذا وقع في مثل تلك المحظورات ولم يصل إلى الزنا؟ الفتاوی (۱۱۹/۲۸) سورة الأنعام الآية رقم (١٦٤) رواه أحمد وأبو داود والنسائي، والحديث فيه ضعف، وله شواهد ترقية إلى درجة الحسن كما قرره بعض المحدثين. الأحكام السلطانية (٢٧٩).
ألا تكون العقوبة قليلة لا تتلاءم مع الجريمة ، فلا بد أن يكون هناك توازن بين العقوبة والجريمة. تحقيق العقوبة التعزيرية لأهدافها: من زجر الجاني وردعه، وإصلاحه، وإنصاف المجني عليه، وإصلاح المجتمع، وحفظ الأمن. الأمن من الحيف: بأن لا تتعدى العقوبة القدر الواجب، فتسبب ضررا أو هلاكا للمحكوم عليه. كون العقوبة من جنس الجريمة ما أمكن: يقول ابن تيمية (الثواب والعقاب يكونان من جنس العمل في قدر الله وشرعه … فإذا أمكن أن تكون العقوبة من جنس المعصية كان ذلك هو المشروع قدر الإمكان) (٣) فمن ضرب آخر حسن عند تعزيره أن يجلد، ومن ارتكب جريمة غسل الأموال أن يحكم عليه بغرامة مالية بالإضافة لسجنه. ألا تتعدى العقوبة إلى غير الجاني. قال تعالى: (ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى)(٤). التدرج في العقوبة من الأخف إلى الأشد: فلا ينتقل القاضي إلى عقوبة أشد وهو يرى أن ما دونها مغنيا عنها، والجاني كلما أصر على جنايته زيد في عقوبته، ولذا جاء الشرع بالتدرج في تأديب الناشز بالوعظ ثم الهجر ثم الضرب. كيفية وقف تنفيذ العقوبة في النظام السعودي. التوازن بين العقوبة والجاني: فاعتداء رجل الأمن وجنايته ليست كالاعتداء الذي يقع من غيره، ومقدمات الزنا من المحصن أو كبير السن ليست مثل الشاب الأعزب، يقول أبويعلى (إن تأديب ذي الهيئة من أهل الصيانة أخف من تأديب أهل البذاءة والسفاهة ولذا قال: (أقيلوا ذَوي الهيئاتِ عثَراتِهم إلا الحدود)(٥) فإن تساوی الناس في الحدود المقدرة فإنهم يتفاوتون في التعزير، من الإعراض أو الزجر أو الحبس(٦).
انطلاقا من موجبات العدالة والمسؤولية والمصلحة تتجه الأنظمة العدلية في الكثير من دول العالم إلى تطبيق العقوبات البديلة أو ما يعرف بعقوبة النفع العام لأسباب وطنية واقتصادية واجتماعية وإنسانية خاصة في الجرائم التي تقع لأول مرة أو من الفئات العمرية الصغيرة التي تعاني من مشكلات نتيجة ضعف التنشئة وسوء التكّيف الاجتماعي وقلة الوعي، من خلال فتح نافذة نحو المستقبل أمامهم للخروج من دائرة الضياع وذلك بالتوسع في الأخذ ببدائل العقوبات البدنية والسالبة للحرية وإعطاء القضاء سلطات أوسع في تطبيق العقوبات البديلة لتحقيق النفع العام وإصلاح الفرد والمجتمع. واعتقد أن العقوبات البديلة أصبحت وسيلة تأديبية حضارية بديلة لعقوبة السجن في الجرائم التعزيرية التي يجوز للقاضي أن يجتهد فيها نظرا لتغير طبيعة الجريمة والبيئة التي وقعت فيها، بخلاف جرائم الحدود التي لا مجال للاجتهاد فيها لأنها مقدرة شرعا، والعقوبة البديلة تنعكس إيجابيا على سلوك الجاني وتشجع على الأعمال التطوعية والخيرية المتعلقة بالنفع العام وتؤهل الشباب الجانح والمتهور ضمن برامج متخصصة تسهم في رفع مستوى الوعي الوطني والثقافي وتمنع الاختلاط بين الجانحين من الشباب في المخالفات البسيطة مع فئات المجرمين حيث أثبتت التجارب أن البدء بعقوبة السجن يؤدي إلى كسر الحاجز النفسي عند الشاب.
والقاعدة الشرعية الأصولية تقول: (لا اجتهاد مع وجود النص)، وهذا ما يجعل بعض المبالغات في الأحكام التعزيرية بالجلد في محاكمنا تتعارض مع هذا الحديث الصحيح تعارضًا واضحًا لا يمكن تبريره؛ هذا فضلاً عن أن المملكة منضمّة إلى (اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب)، التي تُعرّف مادتها الأولى التعذيب بأنه: (أي عمل ينتج عنه ألم أو عذاب شديد، جسديًا كان أم عقليًا، يلحق عمدًا بشخص ما بقصد الحصول من هذا الشخص، أو من شخص ثالث، على معلومات أو اعتراف. كل هذه العوامل، وأهمها أخذ مصلحة المملكة الإستراتيجية في الحسبان، تجعل من الضرورة بمكان أن نقصر الأحكام التعزيرية على السجن والغرامات المالية فقط، طالما أن الشارع الحكيم أناط هذه المسؤولية بولي الأمر، أما ما يتعلق بالجلد في قضايا الحدود التي نص عليها الشارع نصًا، فليس في يد أحد تجاوزها، شاء من شاء وأبى من أبى؛ لقوله جل شأنه {تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}.