[٣] الإيمان بالملائكة مفهوم الإيمان بالملائكة خلق الله الملائكة من النّور، وجعلها كائناتٍ لطيفةٍ تستطيع التشكّل والظُّهور في صورٍ عدّةٍ، وهي غير محتاجةٍ للأكل والشُّرب كحال البشر، وهي مخلوقاتٌ مسخرةٌ لطاعة الله، وتنفيذ أوامره، فلا تعصيه أبداً. موضوع عن أركان الإيمان - موقع محتويات. [٤] ومن الأعمال والمهام التي وُكلت بها الملائكة: تسجيل أعمال البشر وحِفظها، وتقديس حملة العرش لله -تعالى- بالتسبيح والحَمْد، كما يستغفرون للبشر الذين يتوبون من ذنوبهم، ويدعون الله لهم لدخول الجنّة، والعتق من النيران، ومن مهاهم أنّهم وسطاء بين الله -تعالى- والأنبياء، حيث يتنزّلون بالوحي من السماء، كما أنّهم ينفّذون أمر الله، ويدبّرون ما أُمروا بتدبيره، وينزعون الأرواح من الأجساد بأمرٍ من الله. [٥] ومن حقوق الملائكة على العباد وجوب الإيمان بهم، فالإيمان بالملائكة الرّكن الثاني من أركان الإيمان فلا يكتمل إيمان العبد دون وجوده وتحقّقه، كما ينبغي على المسلم الحرص على البُعد عن الذّنوب والمعاصي، وعن كل ما تكرهه الملائكة، وتنفر منه، وممّا يجب في حقّ الملائكة إظهار المحبّة لهم، وعدم الانتقاص من أيٍّ منهم، أو سبّهم، أو شتمهم. [٦] أهمية الإيمان بالملائكة تتجلّى أهميّة الإيمان بالملائكة باعتباره دليلاً على إيمان المرء بما وُكلت الملائكة بتنزيله من الوحي والكتب السماويّة، ومن شأن الإيمان بالملائكة أنّ يؤدّي إلى إدراك عظمة الله -تعالى-، وحُسن تدبيره، كما أنّ الإيمان بهم يدلّ قوة إيمان المسلم، إذ يؤمن بأمرٍ غيبيٍ لا تراه الأبصار، وإنّما تُدركه العقول والأفئدة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجبا لأمر المومن إن أمره كله خير إن أصابته نعماء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكانت خيرا له". وقد ذكر القرآن الكريم أمثلة عديدة للمحن التي عرضت لأهل الإيمان عامة وللرسل خاصة وكيف أن صبرهم عليها قد أورثهم رسوخا في الإيمان. قال تعالى عن سحرة فرعون بعد أن هددهم فرعون بالقتل والصلب: قالوا لن نوثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا، فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا. الحرص على الصلاه من علامات الايمان باليوم الاخر. وفي القرآن قصة أصحاب الأخدود مع المومنين الذين ثبتوا بإيمانهم على الحرق بالنار، قال تعالى: وما نقموا منهم إلا أن يومنوا بالله العزيز الحميد. والابتلاءات التي تمتحن المومن في إيمانه إما أن تكون مقدورا من مقدورات الله في نفسه أو ماله أو أهله وإما أن تكون أذى من العذاب كضرب أو حبس أو نفي أو قتل. عند المنكرات والمنكرات تختبر إيمان المومن لأنها تدعوه إلى اتخاذ موقف منها، فإن هو أنكرها زاد إنكاره لها في إيمانه، وإن هو رضيها نالت من إيمانه وأفسدته عليه. قال تعالى: كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتومنون بالله فذكر الإيمان بعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
[١٠] [٩] أهمية الإيمان بالكتب السماوية تتجلّى أهميّة الإيمان بالكُتب باعتباره أصلٌ أصيلٌ، وركنٌ عظيمٌ من أركان الدِّين، لا يكتمل إيمان العبد دون تحقّقه، كما أنّه من صفات المؤمنين الذين أثنى عليهم الله في عباده، وعلامةٌ على استجابة العبد لأوامر ربّه، ومدار بعثة الرُّسل، ومهمّة الأنبياء، حيث عاقب الله الأقوام السابقة؛ بسبب عدم إيمانهم بما أنزله الله. [٩] الإيمان بالرُّسل مفهوم الإيمان بالرُّسل الإيمان بالرُّسل والأنبياء الذين بعثهم الله؛ ركنٌ من أركان الدِّين، ويُقصد به: التصديق بكلّ ما جاؤوا به من الأخبار عن الله -تعالى-، والإيمان بالمعجزات التي أجراها الله على أيديهم؛ تأييداً لهم، ودلالةً على صدق تبليغهم عن الله، والإيمان بأنّهم قد بلّغوا رسالة ربّهم تمام التبليغ، مع حفظ حقوقهم على العباد؛ ومنها: وجوب احترامهم، وعدم التفريق بينهم. [١١] أهمية الإيمان بالرُّسل تتجلّى أهميّة الإيمان بالرُّسل؛ في أنّها دلالةٌ على سِعَة رحمة الله بالبشر، فغاية بعثة الرُّسل والأنبياء تتمثّل في هداية النّاس إلى طريق النُّور والهداية، وإخراجهم من ظلمات الجهل والغواية، وتلك نعمةٌ كبرى لا بدّ من شُكر الله عليها، كما يستلزم الإيمان بالرُّسل محبّتهم؛ لِما بذلوه من الجهد، وما تحلّوا به من الصبر أمام الصعاب والمشقّات في سبيل الدّعوة والتبليغ.
[١٦] أهمية الإيمان بالقدر خيره وشره تتجلّى أهميّة الإيمان بالقَدَر في علاقته الوثيقة بالإيمان بالله -تعالى-، فالإيمان بالقَدَر يعني التصديق بمراتب القَدَر التي تُثبت قدرة الله، وعلمه، وإرادته، ومشيئته، فإذا أثبت العبد تلك الصفات لله، وآمن بها؛ فإنّ ذلك يعني إيمانه بالله -تعالى-، واعتقاده بوحدانيّة الله في الربوبيّة والألوهيّة. ما هي أركان الإيمان - Layalina. [١٧] كما أنّ الإيمان بالقَدَر يعدّ سبيل معرفة العقيدة الصحيحة، وحصول الطمأنينة، والرضا بِما قدّره الله، فالمسلم مُوقنٌ بأنّ كلّ ما يحصل ويقع له من تقلبّاتٍ في الحياة الإنسانيّة، وكلّ ما يُعاينه العباد من آلامٍ وابتلاءاتٍ؛ إنّما هي من قِسمة الله وتدبيره. [١٧] وذلك يبعث في نَفْس العبد الطمأنينة والسكينة؛ لأنّه يؤمن بقَدَر الله -تعالى- الذي يعدّ بمثابة محكٍّ لاختبار إيمان العباد، دون التعرّض لأيٍ من الشُبهات والغوايات، وإنّما يضع المسلم حدّاً لكلّ ذلك بإيمانه ويقينه الذين لا يتسلّل إليه أي شكٍّ، بثقته بربّه، وما قدّر له من أمور حياته الدُّنيا. [١٧] إنّ للإيمان أركان ستة؛ هي الإيمان بالله وأنّه وحده المستحق للعبادة، والإيمان بالملائكة، والإيمان بالكتب السماوية كلها، والإيمان بالرسل والأنبياء، والإيمان باليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشرّه.
[١٠] [١١] التسليم التام لأمر الله -عزّ وجلّ-، والاحتكام إلى كتابه، وسنّة نبيّه -صلّى الله عليه وسلّم- عند التنازع، فلا يكمل إيمان العبد إلّا بذلك، كما قال -سُبحانه-: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا). الحرص على الصلاه من علامات الايمان بالرسل. [١٢] [١٣] طُرق زيادة قوّة الإيمان تجدر الإشارة إلى أهمّ طُرق زيادة الإيمان، وهي: [١٤] العلم: والمُراد به العلم الذي يقرّب من الله -سُبحانه-، ويٌبتغى به نَيْل رضاه؛ كالعلم بالله، وأسمائه، وصفاته، وآياته الدالّة على قدرته، والعلم بسيرة نبيّه -صلّى الله عليه وسلّم-، وما فيها آدابٍ، وأخلاقٍ، وأحكامٍ، وتشريعاتٍ ربانيّةٍ، كما قال -سُبحانه-: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ). [١٥] العبادة: فإنّ التقرّب من الله -جلّ وعلا- بشتّى أنواع القُربات؛ من صلاةٍ، وصيامٍ، وصدقةٍ، وبرٍّ بالوالدين، وأمرٍ بالمعروف، ونهيٍ عن المُنكر، وغير ذلك؛ ممّا يقوّي الإيمان، ويرتقي بها العبد في درجات اليقين. الذِّكْر والتدبّر: فذِكْر الله -جلّ وعلا- طمأنينةٌ للقلب، وجلاءٌ له من الهموم والغموم، وتطهيرٌ للنَّفس من أدرانِ الذنوب ، وقوةٌ للإيمان، كذلك التدبّر في آيات الله الكونيّة، وغيرها، قال -تعالى-: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ*الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) ، [١٦] فدعا الله أرباب العقول إلى التفكّر في خَلْق السماوات والأرض، والنَّظر في آيات قُدرته، وبيّن أنّ ذلك مع الذِّكْر؛ من أسباب زيادة الإيمان، والخوف منه -سُبحانه-.
والحقيقة أنّ اعتبار اللغة " نظاماً من العلامات أو الرموز الصوتية " يقود إلى نقطة لم يغفل عنها علماء العربية ، ولم يهملها علماء اللغة المحدثون أيضاً ، تلك هي العلاقة بين (اللفظ) و (مدلوله) ، أو بين (الرمز) و (ما يرمز إليه). وقد شغل العرب بهذا الموضوع منذ القديم ، واهتمّوا به اهتماماً بالغاً ، من ذلك: ما ذكره ابن فارس من أن " القلم لا يكون قلماً إلا وقد بري وأصلح ، وإلا فهو أنبوبة. وسمعت أبي يقول: قيل لأعرابي: ما القلم ؟ فقال: لا أدري ، فقيل له: توهمه ، فقال: هو عودٌ قُلّم من جانبه كتقلم الأظفور ، فسُمّي قلماً "([1]). غير أنّ ابن جني كان هو الذي بسط هذا الموضوع ، وتوسع في الحديث فيه ؛ إذ كان يؤمن أنّ هناك صلة قوية بين اللفظ ومدلوله ، وقد ذكره في غير موضع من كتابه (الخصائص) ، ثم خصّص فيه فصلين لهذا الموضوع ، هما: 1/ (باب في تعاقب الألفاظ لتعاقب المعاني). 2/ (باب في إمساس الألفاظ أشباه المعاني). مناقشة بعض أبواب كتاب (الخصائص) لابن جني. ومما هو ملحق بهذين البابين ويدور في فلك العلاقة بين اللفظ والمعنى ، وتأثر أحدهما بالآخر زيادةً في المبنى أو نقصاً ، هو: (باب في قوة اللفظ لقوة المعنى). والحقيقة أنّ تلك الأبواب الثلاث كلّها تعكس اهتمام ابن جني بتلك العلاقة بين اللفظ والمعنى ، ومحاولة بسط تلك العلاقة بضرب الأمثلة.. هذا ، وسيأتي الحديث حول هذه الأبواب الثلاث وما احتَوَت عليه من بعض الملاحظات والمآخذ ، ومحاولة التماس الفروق بينها........................ ([1]) فقه اللغة في الكتب العربية ، عبده الراجي ، ص64.
عنوان الكتاب: ابن جنى النحوي المؤلف: فاضل صالح السامرائي حالة الفهرسة: غير مفهرس الناشر: دار النذير سنة النشر: 1389 - 1969 عدد المجلدات: 1 عدد الصفحات: 368 الحجم (بالميجا): 7 نبذة عن الكتاب: - أصل هذا الكتاب رسالة ماجستير تاريخ إضافته: 30 / 08 / 2012 شوهد: 35542 مرة رابط التحميل من موقع Archive التحميل المباشر: تحميل تصفح
([4]) المزهر ، للسيوطي ، ص388. ([5]) فقه اللغة وسرّ العربية ، للثعالبي ، ص345. ([6]) دراسات في فقه اللغة ، محمد الأنطاكي ، ص337. ([7]) الخصائص 2/151. ([8]) القاموس المحيط ، للفيروز آبادي ، باب العين ، فصل الجيم. عطاف سالم... عروض كوم
اشتهرَ ابنُ جني ببلاغة العبارة، وحُسْن تصريف الكلام، والإبانة عن المعاني بأحسن وجوه الأداء، وهو يَسمو في عبارته، ويَبلُغ بها ذِروة الفَصاحة في المسائل العلميَّة الجافَّة، البَعيدة عن الخيال ووجوه التطريَة، وله في عباراته وجوه في استعمال بعض المُفردات يُدوِّنها اللغويون، ويُنوِّهون بها، كما يُدوِّنون ما يَصدُر عن العرب ثقةً بطبيعته العربية، وسجيته اللغوية، على أنه قد تندُّ منه بعض الهنات الكلامية التي لا تَثلم البلاغة، ولا تغضُّ مِن شأوِه، وفَراهة أسلوبه. ويَمضي الشيخ العلامة محمد علي النجار في مقدمته لكتاب "الخصائص" قائلاً: لقد فتح ابن جني في العربية أبوابًا لم يتسنَّ فتحُها لسواه، ووضع أصولاً في الاشتقاق، ومُناسبة الألفاظ للمعاني، وإهمال ما أُهمِل من الألفاظ، وغير ذلك. وكان بذلك إمامًا يَحتاج إلى أتباع يَمضون في سبيله، ويَبنون على بحوثه، وإذًا لنضجت أصولُه، وبلغَت إناها، ولكنَّه لم يُرزق هؤلاء الأتباع. ص239 - كتاب الخصائص - باب في التطوع بما لا يلزم - المكتبة الشاملة. على أنه أُتيح له لُغويٌّ كبير، أغار على فوائده وبحوثه اللغوية، ذلك هو ابن سِيدَه، علي بن أحمد، المتوفَّى سنة ثمانٍ وخمسين وأربعمائة، وهو كثيرًا ما يُغفِل العزو إليه في كتابه "المحكم"، ويأتي صاحب "اللسان" فينقل ما في ابن سيده، ويَنسبه إليه، وهو لابن جني، وهذا بحث يَحتاج إلى استقصاء.