رعد الكردي "وجاء من اقصى المدينة رجل يسعى - YouTube
ترى.. هَل يتَّسِع النّهار البَشريّ للشُموس التي تتفَجر في خفيَة عَنّا ؛ ثمّ تظلّ مُعلقةً في ضَمير التّاريخ و لا تنطَفىء أبداً! هل يتّسِع.. أم أنَّ هؤلاء لا تَتّسع لأعمالِهم إلا موازين الله ؛ حيثُ تُشرق في الكَفّة أعمالٌ لها صدىً بِحَجم السَّماء! " سعيا "'وليس مشيا.. فالسعي هو السير بسرعة و بشدّة ، حتى تدوي الخطوة في مسمع الملأ الأعلى! " سَعياً " وليَس مَشياً.. فالوَقتُ لا يحتَمِل! كانت تهدر الأفواهُ بالقَتل.. في قُصورٍ مَغموسَة في العَتمة ؛ إلّا أنّ ذلك المَغمورُ لم يَسمح لها أن تَطرُد طُمأنِينته ، أو تَدفِن قَدميه عن السَّعي..! كانت خَطواتُه.. وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى. تحني الأَحجار المُتبعثِرة تحتَ قَدميه ؛ بحناءٍ أبَديّ تَشَتهيه السّماء.. وكانت الأَحجار تَشهد له أنّه حَمى النُّبوّة! تُرى.. هل تَشهدُ لكَ الأرضُ بأنَّك حَمَيت ذاتَ يوم للهِ شيئاً! تُرى.. هل تعرِفك حبّات الرّمل! هل تحفَظ صَدى خطواتك فضاءاتُ الدُّروب! أو ترانا ممن أَفصح عنهُم الشّاعر بقوله: ورُبما فات قَوماً جُلّ مَطلبِهم من التأنّي وكان الخَير لو عَجلوا! وهو المَعنى الذي خُوفَ منه النبي عليه السلام يوم قال [ ولا يزالُ قوم يتأخّرون حتّى يؤخِرهم الله]!
أما آية القصص فلم يقصد فيها شيء من هذا فجاءت على ما يجب ما تقديم الفاعل، وتناسب هذا كله، ووضح أن كلًا من الموضوعين لا يناسبه ولا يلائمه غير الوارد فيه، والله أعلم بما أراد. اهـ.. من لطائف القشيري في الآية: قال عليه الرحمة: {وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ يَسْعَى}. جاء إسرائيليٌّ من معارف موسى يسعى، وقال إن القوم يريدون قَتْلَكَ، وأنا واقفٌ على تدبيرهم، وقد أرادوا إعلامَ فرعون، فاخرُجْ من هذا البلد، إني لك من الناصحين. {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21)}. خرج من مصر {خائفًا} أن يقتفوا أَثَرَه، {يَتَرَقَّبُ} أن يدركه الطلب، وقيل {يَتَرَقَّبُ} الكفايةَ والنصرةَ من الله، ودعا الله فقال: {نَجِّنِّى مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}. اعراب جملة وجاء رجل من اقصى المدينة يسعى - إسألنا. {وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ (22)}. توجَّه بنفسه تلقاء مدين من غير قصدٍ إلى مدين أو غيره، بل خرج على الفتوح، توجَّه بقلبه إلى ربِّه ينتظر أن يهديَه ربُّه إلى النحو الذي هو خيرٌ له، فقال: عسى ربي أن يهديني إلى أَرْشَدِ سبيلٍ لي. {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ}.
{ فاخرُج}.. والفَاء للسُّرعة.. السُّرعة التي منَعَته أن يلتَقِط مُؤنة الرّحيل! كانت الدُّروب تسكُب مخاوِفها في وجهِ المُطارد.. تنغرِس قَدمه الهَاربة في الرِّمال ، ويميلُ من وَطأةِ الوَجع..! يتقلَّد موسى كِيساً من ماضِيه.. وأحلامُ شَعب كَبَّل الخوفُ أقدامَه ؛ فما سجّل له القرآن سعياً ولا مشياً واحداً! يخرُج موسى خائفاً في بعضِ لحظة فقط.. لكنّها كانت كافيةً أن تحمِل له انكساراً مُريعا! وبِذُلّ الغَريب ينادي ربّه { أهدني سَواء السّبيل}! ما أغرَب الأحداث.. إذ كانَت كلُّ الطُّرق في عينه قبلَ هنيهة واضحة ؛ لكنّها الآن تَبدو غائبة! كيف يُصبح الإنسان في بِضع لحظةٍ مَولوداً آخراً! وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى ؟؟؟؟؟؟ - YouTube. كيفَ يَتبعثَر ؛ حتّى لا يَدري أين يُلملِم نَفسه! كيفَ تحدّق به الأماكنُ ، وتَفغر أفواهَها ؛ كأنّها القبُور! هكذا إذن من القصرِ.. إلى رمالٍ يَخشى أن تَشي بخَطواتِه.. حتّى أنّه كان يخشى ثيابَه التي يرتَديها أن تدلّهم عَليه! ومن الملفت للنظر أن الله لم يحدّثنا في المَشهد عن تهشُّم أمّ موسى.. و لا عن نَحيبٍ ما وقت رحيلِ موسى ؛ لأنّها كانت تُوقن.. بأنّ الذي أَوفى لها بأوّل العَهد { إنا رِادُّوه إليكِ}.. سيَفي لها بآخرِ العهد { وجاعِلوه من المُرسَلين}!
مثل خَرْق السّفينة! مِثل إلقائِه في اليَمّ! مِثل خُروجِه من مِصر! ومِثل كلِّ تلك الأَحداث ؛ الّتي تُدخلنا دوّامة البَحث عن حِكمة الله سُدىً.. تُحاول أن تَفهم المَشهد ؛ وهُم يَرجُمون البعض بالحجارةِ.. لكنّك تُدهَش حينَ تُصبح تلك الحِجارة فجأة هي بُرجهم للرُّؤية! وقدْ كانت من قبلُ هي حِيرتهم و صَرَخات النَّحيب! لَقد كانت يد القَدر تُوقِّع على دفتَر التَّكوين والتَّشكيل الجَديد لموسى - عليه السلام -.. فصل: مناسبة الآية لما قبلها:|نداء الإيمان. مُوسى الرِّسالة! حيثُ يَسُوق الله مُوسى في ترتيبٍ إلهيٍَّ الى غُربة ؛ سَتملَؤُ كُلَّ الصَّفحات الفارِغة من سِجله بِتربيةٍ َلن تَبوُر.. تربية لن يخرج بعدها موسى من مصر وحيدا ؛ بل سيخرُج ومَعه الجُموع.. يقودُها لا خائِفاً و لا مُتلفِّتاً! فهاهو وحدَه.. تلتَقِطه يدُ القدرة من غمرٍَة الزِّحام لتُخرجه من القَصر.. كما التَقطه آلُ فِرعون ذاتَ يومٍ ؛ من غمرة المِياه لتُدخله إرادةُ الله الى القَصر.. لتَتوّج بتهيِئتِه خارِطة الإنبعاث لأُمّة نالَ الصّمت من حناجِرها طَويلاً! { وجاءَ رجُلٌ من أَقصى المدينةِ يَسعى}.. { رَجلٌ}.. هَكذا بالتَّنكير ؛ حيثُ لا يحفَظ أحدٌ اسمَه حتّى السَّاعة! و كَم من مَغمور في الأرضِ مَشهور في السّماء!
2- عطف البيان أوضح من متبوعه، ولا يشترط ذلك في البدل. 3- يخصون عطف البيان بالمعارف أو النكرات المختصة (عند بعضهم) ولا يشترط ذلك في البدل. 4- لك في البدل أن تستغني عن التابع أو المتبوع، فقولك: (جاء الشاعر خالد) يبقى سليما إذا أسقطت البدل أو المبدل منه، ولا يصح ذلك دائما في عطف البيان مثل: (يا أيها الرجل). لا يقال: (يا الرجل) و(يا زيد الفاضل) لا يقال: (يا الفاضل) و(جارك ماتت زينب أمه) لا يقال: (جارك ماتت زينب)، ولذا يكون التابع في هذه الجمل، وفي أمثالها، عطف بيان، لعدم صحة حلوله مكان المبدل منه. وحين تبقى الجملة سليمة بإسقاط التابع أو المتبوع صحّ في التابع أن يكون بدلا أو عطف بيان، لكن الأصح إعرابه عطف بيان إذا كان أوضح أو أشهر من المتبوع. 5- إن عطف البيان لا يكون تابعا لجملة بخلاف البدل، كما في قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها: (قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً) فجملة اتبعوا الثانية بدل من جملة اتبعوا الأولى، و(أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ). 6- البدل يخالف متبوعه في التعريف والتنكير: كقوله تعالى: (إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ صِراطِ اللَّهِ) و(بِالنَّاصِيَةِ ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ).
الخطبة بعنوان ورضوان من الله أكبر، وكانت بمسجد التقوى بدار الحديث بالشحر ١٥ جمادى الأخر ألقاها 26 رجب 1437هـ - 03/05/2016مـ
خامساً: الإحسان والصدقة، قال تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100]. ورضوان من الله اكبر. روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة - رضى الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن ثلاثة في بني إسرائيل: أبرص، وأقرع، وأعمى، فأراد الله أن يبتليهم، فبعث إليهم ملكاً" الحديث، وفي آخره: قال الملك للأعمى: "أمسك مالك، فإنما ابتليتم، فقد رضي عنك، وسخط على صاحبيك" [4]. سادساً: حمد الله وشكره على النعم؛ روى مسلم في صحيحه من حديث أنس بن مالك - رضى الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها" [5]. سابعاً: رضا الوالدين، روى الترمذي في سننه من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "رضى الرب في رضى الوالد وسخط الرب في سخط الوالد" [6]. ثامناً: الرضا بقضاء الله وقدره، روى الترمذي في سننه من حديث أنس - رضى الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط" [7].
الذي سوغ الابتداء به وصفه بقوله "من الله" د. عباس توفيق وجاء في تفسير الطبري: فإن معناه: ورضا الله عنهم أكبر من ذلك كله ، وبذلك جاء الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. [ ص: 356] 16959 - حدثني المثنى قال: حدثنا سويد قال: أخبرنا ابن المبارك عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الله يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة! فيقولون: لبيك ربنا وسعديك! فيقول: هل رضيتم ؟ فيقولون: ما لنا لا نرضى ، وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك ؟ فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك. قالوا: يا رب ، وأي شيء أفضل من ذلك! قال: أحل عليكم رضواني ، فلا أسخط عليكم بعده أبدا. حدثنا ابن حميد قال: حدثني يعقوب عن حفص عن شمر قال: يجيء القرآن يوم القيامة في صورة الرجل الشاحب ، إلى الرجل حين ينشق عنه قبره ، فيقول: أبشر بكرامة الله! أبشر برضوان الله! ورضوان من الله أكـبر. فيقول مثلك من يبشر بالخير ؟ ومن أنت ؟ فيقول: أنا القرآن الذي كنت أسهر ليلك ، وأظمئ نهارك! فيحمله على رقبته حتى يوافي به ربه ، فيمثل بين يديه فيقول: يا رب ، عبدك هذا ، اجزه عني خيرا ، فقد كنت أسهر ليله ، وأظمئ نهاره ، وآمره فيطيعني ، وأنهاه فيطيعني.