عمان – ما إن يرى الفرد شخصاً غريباً، حتى يبدأ بإطلاق أحكامه عليه، وخصوصاً إذا كان ذلك الشخص ينحدر من ثقافة أخرى أو من معتقد آخر. وكلّنا يحمل في داخله قاضيا صغيرا، ولكنه ظالم في كثير من الأحيان، ومتسرع في إطلاق أحكامه، قاضٍ لم تنصّبه المحكمة، بل إنه حتى لم يدرس القانون، فهو نتاج لصراع الإنسان مع ذاته، وعراكه المستمر مع نفسه، ولذلك، يرفض هذا القاضي أي صلح بين المرء ونفسه. لكي يتصالح الفرد مع الآخرين يجب عليه أن يتصالح مع ذاته، وأن يتقبلها بكل عيوبها، بضعفها وبزلاتها بدون أن يحكم عليها، وبدون أن يصنّفها أيضاً. عليه ألا يقهر نفسه، وألا يهينها ويحقّرها، فكما يدينها تدينه، والجزاء من جنس العمل. أن تتصالح مع ذاتك يعني أن تَقْبل الآخر بكل اختلافاته وتناقضاته، ليس لأنك تحبه، ولكن لأنك، ببساطة، لا تكرهه. ولكي يحقق الفرد التصالح مع الذات، عليه اتباع الخطوات الآتية: – أن تترك الوعظ جانباً، وتهبط إلى المجتمع حتى تفهم مكوناته، وتستوعب تقلّباته التي تشكّل، في خضم تناقضاتها، نسيجه اللامحدود، الذي لم يزده الوعظ تماسكاً. يعتقد ابن خلدون بأن الوعظ، في أحيان كثيرة، يؤدي إلى سفك الدماء، فالناس، لبساطتهم، تثيرهم المشاعر، ويهيجهم الكلام الوعظي، فيندفعون كبركان ثائر، ليدمّر الأخضر واليابس.
التصالح مع النفس هو قبول الإنسان لنفسه بالكامل بمميزاتها وعيوبها سواء عيوب في الشكل والمظهر أو الشخصية وتقبله أيضًا لنقاط القوة ونقاط الضعف في شخصيته، وتقبل العيوب كجزء طبيعي من الشخصية ومحاولة إصلاحها أو تقليل رد الفعل السلبي الناتج عنها وتحجيمه. ماهو معني التصالح مع النفس ؟ التصالح مع النفس هو قبول نفسك كما هي مع محاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه من عيوب، وتقبل ما لم تستطع تغييره، وإقناع نفسك أن ما لم تستطع تغييره مثل لون بشرتك و شكلك هو شئ خارج عن قدرتك وإرادتك فما بوسعك إلا أن تتقبلها كما هي، وتعدد لنفسك المميزات والأشياء الإيجابية الأخرى في شخصيتك فهذا ما سيدفعك تلقائيًا لللرضا عن نفسك وقبولها كما هى. كيف تكون متصالح مع نفسك ؟ لكي تصل إلي مرحلة التصالح الدائم مع نفسك هناك بعض النصائح لتي لابد أن تتبعها: حدد العيوب الموجودة في شخصيتك سواء عيوب ظاهرية في الشكل، المظهر، لون البشر أو العيوب الشخصية مثل العصبية، وعدم الصراحة، التسلط، عدم الاعتراف بالأخطاء. انظر أولاً في العيوب الشخصية وحاول أن تعالجها بقدر الإمكان بأن تعالجها بنفسك، وإذا كان الأمر صعب عليك يمكنك أن تتوجه لأخصائي نفسي سيساعدك في التخلص من هذه العيوب أو محاولة تحجيمها والتقليل من توابعها السيئة.
إن أكبر خطأ يرتكبه الإنسان مع نفسه، أن يركز ويضخم عيوبه دون أن يلتفت إلى مزاياه، وكان الأولى أن يقدر عيوبه بقدرها، وأن يقطع الطريق على أي أفكار سلبية قد تراوده، لأنها من أبرز العوائق في تحقيق سلامه الداخلي. إنه لمن الواجب على أي إنسان سوي، أن يضع نفسه في مكانها الصحيح دون إفراط ولا تفريط، فلا يضع نفسه في مكان فوق ما تستحقه ولا في مكان تستحق أفضل منه. إن التصالح مع النفس حالة راقية سامية من الشعور الداخلي يسهل الوصول إليها إذا ما أدرك الإنسان من أين أتى وإلى أين هو سائر.
للإدراك ثلاث مستويات: -الوعي (يمثل ما نحن مدركون له). -ما قبل الوعي (ما يمكن إدراكه لو اجتهدنا لذلك). -اللاوعي (ما لا يمكننا إدراكه إلا تحت ظروف معينة)، مثلا من خلال المعالجة النفسية التي تهدف إلى السبر في أعماق اللاوعي وإدراكه. وأكد فرويد أن للشخصية هيكل معين، ويساهم في بنائها العوامل الثلاثة التي سبق ذكرها. حيث يشكل اللاوعي الهوية والأساس البيولوجي للشخصية، بينما الوعي (الذي يتكون خلال السنة الأولى من عمر الطفل) يشكل الأساس النفسي للشخصية. وهناك ما يسمى بالأنا العليا (التي تتكون خلال السنة الثالثة وحتى الخامسة من عمر الطفل) تشكل الأساس الاجتماعي والأخلاقي للشخصية. التصالح مع الذات وحب النفس على الإنسان الاقتناع بأن صوت الجلاد الداخلي ليس صوته، هو صوت شخص آخر ربما( الأهل، المعلم في المدرسة، رب العمل) الإنسان هو الوعي المراقب لهذه الاصوات. يمكننا أن ننتقد ونشير إلى الأخطاء التي نقع فيها ونرتكبها، ولكننا نحتاج إلى معرفة أخطائنا بدقة وفي الوقت ذاته نحتاج إلى تصحيحها، بدلاً من البقاء تحت سيطرة "جلد الذات". السلام الداخلي والراحة النفسية أغلى ما يمكن أن يحصل عليه إنسان، فعندما يحب الإنسان نفسه من الداخل والخارج سينعكس ذلك على حياته وعلى الآخرين.
التوافق النفسي جمله قد تكون سمعت عنها في السابق وربما لم تفهم المقصد منها، فالتوافق النفسي هو نوع من الانسجام والتصالح مع الذات وتقبل الأخطاء، وبالتالي العيش في حالة سلام، ولكن لا يستطيع الجميع العيش في تلك الحالة فهناك أسباب قد تدفعهم لخسارة ذلك السلام النفسي، وأعراض تظهر تنذر بالتعرض ل متلازمة الاحتراق النفسي ووجود صراع داخلي يدل على افتقاد ذلك التوافق، وفي بحث عن التوافق النفسي نعرض لك مفهومه، أسباب عدم حدوثه، وأعراض فقدان التوافق، وكيفية تحسينه. تعريف التوافق النفسي: التوافق النفسي هو حالة الانسجام وقبلول الانسان لذاته بنواقصها ومميزاتها، وتظهر عند لحظة اعتراف بعدم كمال الإنسان والتي تتطلب منه أن يبحث عن مهارات تجعله يتكيف مع عدم كماله هذا، وبالتالي إعطاء الإنسان لنفسه مساحة لارتكاب الأخطاء بوعي بنقاط القوة ودعمها ونقاط الضعف وتقبلها، وبهذا يحقق التوافق النفسي للإنسان قدرة على المزج بين العيوب والمميزات، وبالسماح للإنسان بقلة تأنيب ضميره لأخطاءه التي لم يكن له رأي في وجودها، وبالتالي فإن أهم ما يؤديه لك التوافق من ميزات هو تجنيب تقييم نفسك بأنماط الناس التي وضعوها من جمال أو وضع اجتماعي أو اقتصادي.
فمثلاً إذا كنت شخصية سريعة الغضب، فإذا شعرت بالغضب عود نفسك أن تترك النقاش والجدال وتذهب إلى مكان آخر بمفردك وحاول أن تأخذ نفس عميق ثم تخرجه ثم شهيق وزفيز متتالي حتي تهدأ. إذا كنت كثير الكذب وكذبت يوماً امنع عن نفسك أحب الأشياء إلى قلبك كعقاب مثل إذا كذبت اليوم فلن تتصفح الهاتف لمدة يومين مثلاً، سيرتبط الخطأ بالعقاب بالتالي ستفكر في الأمر أكثر عندما تُقدم علي الكذب، وتذكر أيضًا أنك لن تنال فقط عقاب كذبك من نفسك أو من الآخرين وإنما ستُعاقب عليه من الله وسيحاسبك الله على فعل الكذب. إذا شعرت أنك لن تستطيع أن تُصلح عيوبك الشخصية اذهب إلى أخصائي نفسي سيساعدك في ذلك. إذا كنت تعاني بسبب أشياء في جسدك لا دخل لك فيها مثل لون بشرتك، شكل أنفك.. إلخ عليك أن لا تشعر بالحزن بسبب هذه الأشياء لأنها أشياء لست أنت من خلقتها ووضعتها في نفسك هي أشياء حدثت خارج قدراتك وإرادتك ولا دخل لك فيها، فكيف تحاسب نفسك على أشياء لا دخل لك فيها؟ هل من المنطقي أن تحاسب نفسك وتتذمر منها بسبب أشياء لا دخل لك فيها؟ ا سال نفسك ماذا بيدك أن تفعل لتُصلحها؟ إذا كانت تلك الأشياء لا مجال لإصلاحها مثل لون بشرتك مثلاً فلا داعي للحزن لأنها أشياء خارجة عن إرادتك.
من منا لم يمر بتجارب فاشلة، مواقف محرجة، علاقات مؤذية، خيبات أمل، خذلان، جميعها تعتبر كعامل رئيسي للإصابة بالاكتئاب، والشعور بالذنب، وعذاب الضمير، والتي تؤدي بالتالي إلى آلام نفسية وجسدية عدة. الصحة النفسية الصحة النفسية جزء أساسي من صحة الإنسان؛ وبالفعل، لا تكتمل الصحة من دون الصحة النفسية، فهي تعتبر العامل الأساسي لتوطيد قدرتنا الجماعية والفردية على التفكير، التأثر، والتفاعل مع بعضنا البعض كبشر والتمتع بالحياة، والشعور بالسعادة والاستقرار. الصحة النفسية هي مرآة للاستقرار الإجتماعي للإنسان، وتصالحه مع ذاته، لذا علينا ألا نحمّل نفسنا فوق طاقتها. كم مرّة شعرت بالذنب بسبب خطأ اقترفته؟؟؟ كم مرّة قمت بجلد ذاتك ؟؟؟ الشعور بالذنب هو شعور لا إرادي ينتج عن مواقف عدة منها الشعور الدائم بالتقصير، التفكير بكلمة "لو" مثال: لو فعلت هكذا لكانت النتيحة أفضل…. لوم النفس الدائم، مثال: عندما تقوم بمساعدة إنسان من خلال تقديم النصيحة له في موقف معين، وتزداد حالة الشخص سوء فإنك تقوم بإلقاء اللوم على نفسك بسبب أمر ليس لك علاقة به، سوى أنك تعرف هذا الإنسان، تتحمّل مسؤولية ما حصل معه في حين كانت نيتك تقديم المساعدة فقط.
فإذا هاجرت المرأة مع زوجها، وتركت أهلها، فتفقد سندها، وإن تغير عليها زوجها في غير بلاد أهلها ظلمها ظلماً كبيراً، لهذا وصّى الرسول قبل وفاته بالنساء، لأهميتهن في الحياة البشرية، ولضعفهن الجسدي، ولعدم وجود أي سند لهن سوى الرجال، فنصيحة للرجال الذين يظلمون نساءهم، اتقوا الله فيهن، وإذا أنت قد نسيت ما تفعله فالصحف التي تسجل عليك لا يمحى منها شيء، وستجده أمامك غداً لذلك اتق الله. توقيع: nour aliman
والفتنة بالمرأة من أعظم الفتن التي يتعرض لها الإنسان ، فحين تحدث القرآن عن الشهوات التي زينت للإنسان قال الله تعالى: { زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ}(آل عمران: 14). قال القرطبي رحمه الله تعالى: (قوله تعالى: "من النساء" بدأ بهن لكثرة تشوف النفوس إليهن؛ لأنهن حبائل الشيطان وفتنة الرجال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء » (أخرجه البخاري ومسلم). ففتنة النساء أشد من جميع الأشياء). أ. اتَّقُوا الله في النِّساء - مدرسة الإمام المجدد عبد السلام ياسين. هـ وأكثر الناس إنما يؤْتَون من قبل الفتنة بالنساء ، وانظر إلى تفسير بعض السلف للضعف البشري الوارد في قوله تعالى: { يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} (النساء: 28). فقد قال طاووس رحمه الله في تفسيرها: أي ضعيفا في أمر النساء، لا يكون الإنسان في شيء أضعف منه في النساء. وقال سفيان الثوري رحمه الله تعالى: المرأة تمر بالرجل فلا يملك نفسه عن النظر إليها ، ولا ينتفع بها ، فأي شيء أضعف من هذا؟ دور الأعداء في إشعال فتنة النساء لئن كان للشيطان حظ كبير من فتنة النساء وإغواء الرجال بهن ، فإن للأعداء دورا قد لا يقل خطرا عن دور الشيطان ، هذا الدور الذي حذر الله عباده المؤمنين منه فقال: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} ( النساء: 27)، قال مُجاهد رحمه الله في تفسيرِ هذه الآية: أن تكونوا مثلهم، تزنُونَ كما يزنُون.
والمعنى: فاتّقوا الله حق تُقاته ما استطعتم، وهذا أصوب؛ لأن النسخ إنما يكون عند عدم الجمع والجمع ممكن فهو أوْلىَ. (وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) أي: حافظوا على الإسلام في حال صحتكم وسلامتكم لتموتوا عليه، فإن الكريم قد أجرى عادته بكرمه أنه من عاش على شيء مات عليه، ومن مات على شيء بُعث عليه، فعياذًا بالله من خلاف ذلك. • قال الرازي: لفظ النهي واقع على الموت، لكن المقصود الأمر بالإقامة على الإسلام، وذلك لأنه لما كان يمكنهم الثبات على الإسلام حتى إذا أتاهم الموت أتاهم وهم على الإسلام، صار الموت على الإسلام بمنزلة ما قد دخل في إمكانهم، ومضى الكلام في هذا عند قوله (إِنَّ الله اصطفى لَكُمُ الدين فَلَا تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).
وجعل الاسلام المرأة مكفولة النفقات، سواء كانت بنتاً أو أختاص أو زوجة ويقول تعالى:" الرجال قوامون على النساء" وهذا تصريح بأن المرأة يجب النفقة عليها بما يحفظ عرضها ويسترها ويكرمها، وأمر الإسلام أن تحاط المرأة بجو من المحبة والود بعيداً عن الكراهية والتحيز والتعصب، وأن تنشأ تنشئة المساواة مع إخوتها الذكور في الحقوق، فلا يفضل الآباء الأولاد على البنات، مما سيساهم بعدم تنشتهن تنشئة نفسية واجتماعية صحيحة. وأعطاها الإسلام الحق في إبداء رأيها وهذا في أمور كثيرة أعظمها الزواج، فلا يصح أي عقد زواج دون موافقة الفتاة عليه، وسيعتبر باطلاً وبهذا منحها أن تحدد مصير حياتها، وتبنيه على أساس اختارته هي، وعندما تصبح أماً أمر أولادها برعايتها وحفظها وإعطاءها حقوقها وبرها وزيارتها، والاهتمام بها، فأكرمها الدين الاسلامي ما لم تكرمها به أي ديانة سابقة. وجعل الله رضا الأم طريق نحو الجنة، ويبسط له الله رزقه، وييسر له أمره، ويرزقه من حيث لا يحتسب، هذا إن أرضى أمه وقام على طاعتها وخدمتها، فينال رضاها ورضا الله والفوز بمحبته. وعلى الزوج أن يعامل زوجته كملكة، لا كخادمة تقوم على طاعته طول النهار دون إعطائها حقها في الراحة، ودون أن يشعرها بالسكينة والمحبة، فيطيل عليها صمته، وعبوسه، وشر لسانه، ويقلب حياتها رأساً على عقب، فتظلم الدنيا في عينيها بسبب رجل واحد، تقوم على خدمة أولاده ورعايتهم وتنميتهم وحفظهم، وتدير شؤون البيت وشؤون عائلته، فكان واجباً عليه احترامها وتقديرها وتكريمها.