و تميزت مجلة القانون الدولي الخاص بالتكامل المنهجي ؛ فهي تستوعب عدة محاور كانت مشتتة بين نصوص مخلفة، فأدمجت في إطارها مسائل الإختصاص الدولي للمحاكم التونسية والإعتراف بالأحكام الأجنبية التي كانت قواعدها موزّعة بين أبواب مجلة المرافعات المدنية و التجارية و من مزايا هذا الاخبار أنه ييتر على خطف التعاملين مع هذه الإختيار أنه يسير على مختلف المتعاملين مع هذه المجلة معرفة القواعد القانونية المطبقة بكل يسر.
وفي نطاق تفتح تونس على محيطها الدولي إنصهارها في المنظومة الإقتصادية العالمية وما إقتضاه ذلك من تحديث لتشريعها صدر قانون 27نوفمبر 1998 المتعلق بـ إصدار مجلة القانون الدولي الخاص. وقد أكّد إصدار هذه المجلة حرص الدولة التونسية على حماية هويتها وخصوصيتها الوطنية وتكريس خياراتها الجوهرية في إطار المعادلة بين مقتضيات العولمة الإقتصادية والحرص على السيادة الوطنية. كما بلورت هذه لمجلة. للمشرع التونسي مسالة تنازع القوانين و تنازع اختصاص المحاكم متخلية عن الحساسية غير المبررة والنظرة الحذرة إزاء كل ما هو أجنبي يوضع آليات قانونية ملائمة لإنفاذ علوية القوانين الوطنية كلما تعلق الأسر بمسائل ذات صلة بالنظام العام أو بالخيارات الوطنية الأساسية وذلك باستبعاد تطبيق القانون الأجنبي كلما غابت الحلول المنصفة وحصل النيل من مبداً المعاملة بالمثل الذي أقره الدستور. و حدّدت المجلة المسائل التي خصصت لها قواعد إسناد وهي حقوق الأشخاص وحقوق العائلة والمواريث والأموال و الإلتزامات وأجازت أحكام المجلة للقاضي وضع قواعد إسناد أخرى في المسائل التي لم يتعرض لها للمشرع؛ باستناء مسائل قانونية تخرج عن قواعد الإسناد وهي قواعد الأمن حسب مصطلح القانون الدولي الخاص ذات التطييق الضروري لاتصال مجالها بسياسة الدولة الإقتصادية أو الاجتماعية والتي لا يجوز إخضاعها لغير القانون الداخلي لأن تحقيق تلك السياسة يقتضي تطبيق الأحكام الوطنية المنظمة لها.
مع أطيب التمنيات بالفائدة والمتعة, كتاب القانون الدولي الخاص كتاب إلكتروني من قسم كتب القانون للكاتب حسن الهداوي. بامكانك قراءته اونلاين او تحميله مجاناً على جهازك لتصفحه بدون اتصال بالانترنت جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة لمؤلف الكتاب, لإجراء أي تعديل الرجاء الإتصال بنا. قد يعجبك ايضا مشاركات القراء حول كتاب القانون الدولي الخاص من أعمال الكاتب حسن الهداوي لكي تعم الفائدة, أي تعليق مفيد حول الكتاب او الرواية مرحب به, شارك برأيك او تجربتك, هل كانت القراءة ممتعة ؟ إقرأ أيضاً من هذه الكتب
الاشتراك البريدي
حدثت عن الحسين ، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد ، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله وما جعل عليكم في الدين من حرج) يقول: من ضيق ، يقول: جعل الدين واسعا ولم يجعله ضيقا. وقوله ( ملة أبيكم إبراهيم) نصب ملة بمعنى: وما جعل عليكم في الدين من حرج ، بل وسعه ، كملة أبيكم ، فلما لم يجعل فيها الكاف اتصلت بالفعل الذي قبلها فنصبت ، وقد يحتمل نصبها أن تكون على وجه الأمر بها ، لأن الكلام قبله أمر ، فكأنه قيل: اركعوا واسجدوا والزموا ملة أبيكم إبراهيم. وقوله ( هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا) يقول تعالى ذكره: سماكم يا معشر من آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم المسلمين من قبل. حدثني علي ، قال: ثنا عبد الله ، قال: ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله ( هو سماكم المسلمين) يقول الله سماكم. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحج - الآية 78. حدثنا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قال: أخبرني عطاء بن ابن أبي رباح ، أنه سمع ابن عباس يقول: الله سماكم المسلمين من قبل. حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال: ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، وحدثنا الحسن ، قال: أخبرنا عبد الرزاق جميعا; عن معمر ، عن قتادة ( [ ص: 692] هو سماكم المسلمين) قال: الله سماكم المسلمين من قبل.
[10] وعدَّ العلماء السماحة واليسر من خصائص الإسلام الأصيلة ومقاصده الكلية، وقد اعتبر ابن عاشور " السماحةَ أولَ أوصاف الشريعة وأكبر مقاصدها "، وعرَّفها بأنها "وسط بين التضييق والتساهل". [1] – الحرَج المعجم الاشتقاقي المؤصل (1/ 406) [2] – إعلام الموقعين عن رب العالمين (3/ 11) [3] – رواه مسلم، رقم (1337) [4] – تفسير القرطبي (12/ 101) [5] – تفسير القرطبي (12/ 101) [6] – متفق عليه، اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان (2/ 201) [7] – رواه البخاري ، رقم (220) [8] – رواه أحمد ، وصححه الألباني ، السلسلة الصحيحة ، رقم (2924) [9] متفق عليه، اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان (2/ 90) [10] – رواه أبو داود، رقم (2213)
والمحرمات، لا تكون في المتروكات، بل تكون في المفعولات، والترك ليس فيه مشقة؛ بل المشقة في المفعولات، فكيف يكون ترك الحرام شاقا! وإنما تكون صعوبة ترك الحرام في بعض الأحيان، لا في صعوبته، ولكن لأن الشيطان يزينه، ويوهم الإنسان بأنه الخير له، وربما أتت الصعوبة أيضا من كثرة مواقعته والاعتياد عليه ، وهذا يوجب على الإنسان مجاهدة نفسه التي غلبته حتى زينت له ذلك. والأمر كما يقول أبو حامد الغزالي في صعوبة منع النفس عن شهواتها بعد إلفها، كحال رجل ترك دابته تسرح في أرض الناس، ولم يمنعها، فلما أراد منعها، وجد أن خطامها قد أفلت من بين يديه، فأخذ يجرها من ذنَبها ليعيدها إلى حالتها الأولى، ولو أنه أمسك بخطامها، وكبح جماحها من أول الأمر لهان عليه منعها. وما جعل عليكم في الدين من حرج - ملتقى الخطباء. القتال والحرج وصف الله تعالى القتال في سبيل الله بأنه مكروه إلأى النفوس فقال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ} [البقرة – 216]. كما صرح سبحانه بأن أعمال الحرب أعباء، فقال تعالى: {حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا} [محمد – 4]. وأوزار الحرب أعباؤها ومشاقها وأضرارها. ومهما قيل في أمر القتال، فهو مكروه إلى بعض النفوس، شاق عليها، لا جدال في ذلك، لكنه بالرغم من ذلك فإنه لم يصل إلى حد الحرج، فقد عفا الله فيه عن أصحاب الأعذار الذين لا يطيقونه، فقال تعالى: { لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ} [الفتح: 17].
5/ من يسر الشرعية سهولة المعتقد، ووضوح المنهج، وصفاء الدين، فلا تعقيد، ولا غموض، ولا متناقضات، ولا التواءات، ولا وسائط بين العبد وربه، ولا تشتيت، ولا تشديد، ولا تمحُّل، ولا تكلف، بل عقيدة سهلة سلسلة واضحة، جلية نقية، متوافقة مع صفاء الفطرة، ونقاء النفس، وسلامة العقل. 6/ ومن يسر الشريعة عدم جعل ما يشق ويرهق ركناً من أركان الدين، أو شرطاً من شروط الإسلام، ومن ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة " أخرجه مسلم. ومن ذلك تركه -صلى الله عليه وسلم- لصلاة التراويح جماعة خشية أن تفرض على أمته، بل حتى الأوامر كان -صلى الله عليه وسلم- يقول: " إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم " متفق عليه. ويقول تعالى: ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُم) [التغابن:16]، ويقول تعالى:( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) [البقرة:286]. إن يسر شريعة الإسلام أمر واضح جلي، بيّن معروف، تدركه العقول السليمة، وتعرفه النفوس القويمة، فالحمد لله على آلائه، والشكر له على نعمائه. 7/ ومن يسر الشريعة أن جعل الله تعالى ما تميل إليه النفوس من شهوات ورغبات، وبعض مظاهر اللعب واللهو عبادات، فيستمتع الإنسان بها، وكذلك يثاب عليها ويؤجر، وهذا باب طويل جميل، يحتاج إلى مزيد شرح وتفصيل ليس هذا مكانه.
وتلك قاعدةٌ عامّة وأصل يتفرَّع عنه حشدٌ وافِر من الفروع في العباداتِ والمعاملات، وكلُّها دائِر في نطاقِ رفع الحرج وسلوك سبيلِ التيسير، كما أشار إليه سبحانه في قوله: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ ﴾ [البقرة:185]. ومِن مِشكاة النبوَّة قول رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي أخرجَه الشيخان في صحيحيهِما عن أنسِ بن مالك -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله –صلى الله عليه وسلم-قال: "يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشّروا ولاَ تنفِّروا". وفي الصَّحيحَين أيضًا عن عائشةَ -رضي الله عَنها- أنها قالت: "ما خُيِّر رسولُ الله بين أمرَين إلاّ اختَارَ أيسَرَهما ما لم يَكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعدَ الناسِ عنه". الحديث.