وقوله ( وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) أى: والحال أنهم يظنون أنهم يقدمون الأعمال الحسنة التى تنفعهم. فالجملة الكريمة حال من فاعل ( ضل) أى: ضل وبطل سعيهم ، والحال أنهم يظنون العكس. كما قال - تعالى -: ( أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سواء عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً) وهذا هو الجهل المركب بعينه ، لأن الذى يعمل السوء ويعلم أنه سوء قد ترجى استقامته. أما الذى يعمل السوء ويظنه عملا حسنا فهذا هو الضلال المبين. والتحقيق أن المراد بالأخسرين أعمالا هنا: ما يشمل المشركين واليهود والنصارى ، وغيرهم ممن يعتقدون أن كفرهم وضلالهم صواب وحق. البغوى: ( الذين) حبسوا أنفسهم في الصوامع. احْذَر أن تكون من الأخسرين أعمالاً - منتدى افريقيا سات. وقال علي بن أبي طالب: هم أهل حروراء ( ضل سعيهم) بطل عملهم واجتهادهم ( في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) أي عملا. ابن كثير: ثم فسرهم فقال: ( الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا) أي: عملوا أعمالا باطلة على غير شريعة مشروعة مرضية مقبولة ، ( وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) أي " يعتقدون أنهم على شيء ، وأنهم مقبولون محبوبون. القرطبى: قال ابن عباس: ( يريد كفار أهل مكة). وقال علي: ( هم الخوارج أهل حروراء. وقال مرة: هم الرهبان أصحاب الصوامع).
و الجواب (في ظل التعريفات السابقة) على ذلك بسيط: إذ أن البعض عند تبنيه لافكار (مستقيمة) فإنها يتبناها بطغيان هائل. فقوله لا تطغوا يعود على الاستقامة – أي لا تطغوا في الاستقامة – (وهذا مرادف للهجة العامية = ماتزوّدوهاش اكتير) – مما يوحي أن الطغيان قد يحدث حتى في الامور الحقة في هذا الدين كطريقة حياة. كيف يحدث الطغيان الفكري حسنا ، لنعطي امثلة توضح الكلام الفرنسي الذي كنا (انا و غيري) دائما نردده في تعليقاتنا. فمثلا: قول الله تعالى (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) مجادلة/22 هذه الاية ببساطة تدعو الى رفض مودة كل من يحاد (يحارب) الله و رسوله. وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا. هذه الاية قد ترسخ في ذهن بعض الناس (أسميهم مناطحين مرة أخرى) و بالتالي مع قرءاة مزيد من الايات التي تفصل الناس الى مسلمين و كافرين.. يبدأ وقع تلك الاية على الذهن بالتضخم و معناها بالانحراف.. و شيئا ً فشيئاَ.. و بمنطق غبي جداجداجدا (هو مغلوطة منطقية أيضا) مفاده أن كل الكافرين يحاربون الله و رسوله.. نجد اولئك المناطحين يجعل تلك الاية كأنها تقول: عليكم رفض المودة و التضييق على كل شخص غير مسلم.
احْذَر أن تكون من الأخسرين أعمالاً إنّ كثيرًا من نكبات المجتمعات إنّما هي من أولئك الّذين يفعلون أشياء يرونها في ظاهرها صلاحًا، وهي عَيْن الفساد؛ ولقد قال الله عزّ شأنه عن أناس: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}، ذلك أنّهم لا يعرفون الصّراط المستقيم، ولا يُفرِّقون بين الفساد والصّلاح.
و من مثل ذلك أن الخوف (حتى و إن قلت مبرراته المنطقية) قد يطغى على تفكير بعض البشر فيصبح غير قادر على اتخاذ حكم أو قرار صائب. و من مثل أيضا طغيان الحب أوالهوى. و من القرءان نقرأ قول الحق (قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ) ق/27. ما أطغيته أي لم اجعل فكره يحور و يميل نحو الكفر بل كان هو أصلا في ضلال بعيد. الطغيان الفكري بناء على ما سبق من تعريفات ، نقول أن البعض ممن يعتبرون أنفسهم مسلمين و يحسبون أنهم يحسنون صنعا ، البعض (الكثير) منهم يقع ضحية الطغيان في أفكاره التي يتبناها (بغض النظر عن البيئة التي استقى منها أفكاره تلك).. و الطغيان في الافكار ببساطة هو ترجيح و تقوية و تضخيم فكرة ما على حساب باقي الافكار الاخرى ، بحيث تصبح تلك الفكرة هي السمة الابرز في كافة أفكار ذلك الرجل (الطاغي). و باللغة العامة يطلق مرادف التعصب/ التشدد (رغم الاختلاف في الاسس بين هذه و تلك إذ أن التعصب لا يحدث إلا بعد حدوث الطغيان – فلا يتعصب شخص لشيء ليس ذات قيمة عنده – سنعطي أمثلة توضح هذه الفكرة). الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعا (2). نقرأ قوله تعالى (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)هود/112 – إذ أن هذه الاية محيرة في لماذا و كيف جمعت ما بين الاستقامة و الطغيان!!
بمناسبة بدء العام الدراسي، شيء طبيعي أن يبذل الآباء والأمهات الغالي والنفيس في سبيل تنشئة أبنائهم تنشئة صحية ونفسية عالية، فالأطفال في هذا العالم هم أمل المستقبل. وتعددت الوسائل والنظريات والتجارب في هذا المجال التربوي الحيوي المهم، سواء في المدارس أو النوادي أو المنازل، على المستويات الاجتماعية كافة. وآخر التجارب في ألمانيا، على سبيل المثال، أن هناك مدارس ابتكرت طريقة غريبة لردع التلاميذ غير المطيعين بارتداء سترات محشوة بالرمل، بهدف إبقائهم في مقاعدهم داخل الفصل، حسب ما ذكرت وسائل الإعلام. نحو نظرية لأفلام الطريق - eye on cinema. وتستعمل 200 مدرسة في البلاد الآن السترات الرملية المثيرة للجدل، التي تزن الواحدة منها 2. 7 - 3 كيلوغرامات. ورغم أن بعض الآباء ينتقدونها، فإن إحدى الأمهات، وكان ابنها يرتدي سترة رمل بوزن كيلوغرامين في مدرسته على مدى السنوات الثلاث الماضية لعلاج النشاط المفرط، قالت إنه لا يمانع في ارتدائها، وأضافت: يمكنه التركيز الآن بشكل أفضل. وتزعم تلك المدرسة أنها طريقة أفضل لمعالجة المشكلة من استعمال الأدوية المسكنة، مثل الرينالين الذي يستخدم عادة لعلاج اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) عند الأطفال. ولا شك أن هناك أطفالاً مشاغبين، لن توقف حركتهم وعبثهم أكياس الرمل، ولا حتى أكياس الحجارة أو الرصاص، وكان الله في عون آبائهم وأمهاتهم.
السائقة ممثلة، وربما ليست كذلك. الصبي الذي يجابهها قد يكون ابنها الحقيقي، لكن من الصعب الجزم بذلك. المومس التي توصلها السائقة قد تكون مومساً حقيقية أو لا. لا تعود هناك حقيقة موضوعية، هناك فقط حقيقة الملاحظة. لا يعود هناك عالم خارجي وتمثيل متخيّل داخلي، بل الفيلم وحده، والذي هو تركيب للعالم وخيال صانع الفيلم. بالعودة إلى أفلام الطريق، كلما كان الحد الفاصل بين الحقيقة والخيال مبهماً، كانت النتيجة بالنسبة لي أكثر إثارة للإهتمام. Iracema، فيلم الطريق البرازيلي الذي أخرجه خورخي بودانزكي وأورلاندو سينا في السبعينيات، هو خير مثال على ذلك. ممثّل يؤدي دور سائق شاحنة يجد نفسه في واقع جديد شائك: طريق عام يتم تشييده من قِبل النظام العسكري في البرازيل لاستعمار منطقة كانت الغابات تحتلها في الأصل. عدد من اللاممثلين أدوا أدواراً في الفيلم. آخرون مثّلوا أنفسهم. من المستحيل فعلياً معرفة من الذي يمثّل الواقع ومن الذي يعيشه حقاً. التجربة خير برهان - الراي. بسبب هذا الغموض، الفيلم هو أحد أكثر التجارب السينمائية روعةً. كما قال جودار ذات مرّة: كل الأفلام الدرامية العظيمة تنجرف نحو الأعمال الوثائقية، مثلما تنجرف الأعمال الوثائقية العظيمة نحو الأفلام الدرامية.
للمزيد من المعلومات اضغط الرابط: أول جريدة سعودية أسسها: محمد صالح نصيف في 1350/11/27 هـ الموافق 3 أبريل 1932 ميلادي. وعاودت الصدور باسم (البلاد السعودية) في 1365/4/1 هـ 1946/3/4 م تصفّح المقالات