فهذا أول الآداب وأعظمها وكان عند سلفنا في العصور المباركة أمراً بدهياً تعارف عليه الكبار والصغار حتى النساء والأمهات. هذا سفيان الثوري حين أراد الخروج لطلب الحديث وهو صبي صغير قالت له أمه: يا بني إذا تعلمت عشرة أحاديث فانظر إن رأيت في نفسك زيادة تعني في الخير وإلا فلا تتعن. وقال بعضهم: كان الرجل يتعلم الحديث فلا يلبث ثلاثة أيام حتى يعرف في هديه وسمته ونسكه. ومن آداب طالب العلم: توقير معلمه وذلك بحسن الإنصات إليه إذا تكلم وحسن السؤال عما يشكل واجتناب ما يسيء إليه من سيئ الأقوال والأفعال والدعاء له سراً وجهراً, وكلما نقص أدب الطالب مع معلمه كلما أثر ذلك نقصاً في انتفاعه به. ومن آداب طالب العلم: أن يختار الصحبة الطيبة التي تعينه على تقوى الله ومذاكرة العلم والتي تعينه على التحلي بمكارم الأخلاق فيذكرونه إذا نسي ويعلمونه إذا جهل ويقومونه إذا مال قال عليه الصلاة والسلام " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " ومن آداب طالب العلم: العناية بالوقت فيستغله فيما ينفعه إذ الوقت أعظم الكنوز وأثمنها فلا يبذله إلا فيما ينفع قال تعالى { والعصر. إن الإنسان لفي خسر. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات.
وإذا انحطت الهمة وتساوى عنده النجاح والفشل والحمد والذم والقمة والقاع أورثته خساسة الهمة مفاسد عظيمة ومنها إضاعة الزمان في اللهو واللعب والغفلة والنوم ومساوئ الأخلاق وحقيرها لا يسعى في إصلاح دين ولا دنيا وبئست تلك الحال من حال. ومن آداب طالب العلم: أن يكون أحرص ما يكون على لزوم السنة والحذر من البدعة, والسلامة من البدع يكون بعد توفيق الله بالتفقه في الدين على أيدي العلماء المعتبرين المعروفين بالرسوخ في علم الكتاب والسنة ومع الرجوع إلى أهل العلم فلا بد أن يصحب أهل السنة أتباع السلف الصالح وأن ينأى بنفسه عن صحبة أهل الأهواء والبدع والحزبيات المقيته والتي انتشرت في هذه العصور المتأخرة حتى لا يكاد يسلم منها بلد. معرفته وتطبيقه لما أوجب الله عليه من الحقوق لولاة الأمر وذلك بالسمع والطاعة لهم بالمعروف وبذل النصيحة إليهم وعدم ذكرهم إلا بالخير فإن طالب العلم قدوة لغيره. ومعرفته وتطبيقه لما أوجب الله عليه من الحقوق للعلماء الربانيين الذين يقضون بالحق وبه يعدلون من توقيرهم والدعاء لهم والرجوع إليهم وعدم ذكرهم إلا بالجميل. فقد غلب الهوى في هذا الزمان وقل من يعرف حقوق العلماء والأمراء فحصل بسبب ذلك فساد كبير والله المستعان.
قال -تعالى-: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (آل عمران:18). فإذا تقرر هذا الأمر ينبغي أن نعلم: أولاً: أن الناس في شأن توقير العلم والعلماء بين طرفين ووسط: - فقوم غلاة قد جعلوا للعلماء قداسة بحيث لا يُسألون عما يفعلون، فمثل هؤلاء كاليهود الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله، أو كالرافضة الذين جعلوا لأئمتهم منزلة لا يصلها ملك مقرب ولا نبي مرسل. - وقوم أهدروا مكانة العلماء، فاستخفوا بأقدارهم. - وأهل الحق بين هذين الطرفين، فحفظوا لأهل العلم أقدارهم، وعرفوا أنهم أدلاء على حكم الله. ثانياً: أن الأخذ عن العلماء لا يقتصر على مجرد العلم ومسائله: بل يؤخذ عنهم الهديُ الظاهر والسمت، وهذا لا يتأتى دون ملازمتهم والجلوس إليهم. قال ابن سيرين -رحمه الله-: "كانوا يتعلمون الهدي كما يتعلمون العلم". ثالثاً: أن هذا القدر الواجب من التوقير والتقدير والاحترام والطاعة للعالم: لا يكون، إلا بالشرع، فمتى ما خالف العالم الشريعة، أو قام بخارم لدينه، فإنه لا طاعة له. منقول
ومن ذلك أيضاً المحافظة على المندوبات الشرعية القولية والفعلية: ومن ذلك تلاوة القرآن الكريم بتفكّر وتدبّر، والإكثار من ذكر الله تعالى بالقلب واللسان، والإلحاح في الدعاء والتضرع بإخلاص وصدق، والاعتناء بنوافل العبادات من الصلاة والصيام والصدقة وحج بيت الله الحرام، والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم-، وغير ذلك من فضائل الأقوال والأعمال التي يراد العلم لأجلها. ________ (1) - تذكرة السامع والمتكلم (ص13). (2) - تذكرة السامع والمتكلم (ص69). ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
حيث يتم كتابة الكنية الخاصة بالباحث ومن ثم يتم إضافة الاسم. ومن ثم يتم كتابة عنوان هذا البحث الخاص بالمؤلف نفسه ويتم تنسيق الاسم بخط عريض ومائل. بالإضافة إلى ذكر المكان الذي نتجت فيه هذه الدراسة ودار النشر الذي قام بطباعتها وأخيراً تاريخ صدور البحث. طريقة هارفارد الشهيرة: وقد انتشرت هذه الطريقة بسبب سهولتها فأدى هذا إلى استخدامها في أغلب الدراسات بحيث يتم إرجاع المعلومات. وتوثيق الدراسات في حال ذكرها في البحث وفي الصفحة ذاتها فيتم وضعها بين إشارتي تنصيص "" لتدل على أنه تم اقتباسها. وفي أسف الصفحة يتم ذكر اسم الباحث أو المؤلف الذي تم الاقتباس عنه والعام الذي تم النشر فيه ورقم الصفحة. ولكن في حال تم التعديل على النص الذي قما باقتباسه فنضعه بين قوسين () من أجل الدلالة على ذلك. وبهذا الشكل سيتمكن أي قارئ للدراسة من متابعة الأفكار المقتبسة. بشكل مريح وسلس أكثر وهذا ما يفسر انتشار هذه الطريقة بشكل كبير. وبهذا الشكل نكون قد عرضنا عليكم فكرة توثيق الدراسات وقدمنا لكم أهم وأبرز الطرق التي يتبعها الباحثون من أجل توثيق الدراسات السابقة. قد يعجبك: كيفية كتابة الجزء النظري من رسالة الماجستير والدكتوراه
طريقة كتابة الدراسات السابقة في البحث العلمي وفقًا للموضوعات: ومن خلال هذه الطريقة يحدد الباحث موضوعات الدراسات السابقة على حسب الأهمية في البحث؛ وبعد ذلك يقوم بعملية التلخيص. طريقة كتابة الدراسات السابقة في البحث العلمي من خلال المقارنة بين المتشابهات والاختلافات: وفي ذلك يعمد الباحث لتوضيح ما يتشابه من الدراسات السابقة مع بحثه العلمي، وكذا تبيان الاختلافات. طريقة كتابة الدراسات السابقة في البحث العلمي وفقًا للعناوين: حيث يقوم الباحث بكتابة عنوان المُؤلَّف الدراسي، وبعد ذلك يقوم بتلخيصه، وتدوين النتائج التي تم التَّوصُّل لها، وهي من أكثر الطرق استخدامًا. طريقة كتابة الدراسات السابقة في البحث العلمي وفقًا لمنهج البحث العلمي: تختلف المناهج العلمية المستخدمة من دراسة لأخرى، ومن أبرزها المنهج الاستنباطي، والمنهج الوصفي، والمنهج الاستقرائي، والمنهج الكمي... إلخ، ويُمكن أن يقوم الباحث بكتابة الدراسات السابقة من خلال تصنيفها حسب المنهج. مثال (1) على تلخيص الدراسات السابقة: (دراسة أحمد الشافعي): (1980م) دراسة مقارنة بين ظاهرة الطلاق في جمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية. الهدف من الدراسة: التعرف على مدى تفاقم ظاهرة الطلاق، وتأثيرها في كل من جمهورية مصر العربية والأردن، وتوضيح الرقميات في آخر خمس سنوات سابقة على البحث (من عام 1975م حتى 1979م)، بهدف التعرف على الأسباب، ومحاولة التصدي لذلك، لما له من أثر سلبية في أكثر من محور.
للمزيد قم بـ تحميل بحث كامل حول الدراسات السابقة وكيفية كتابة الدراسات السابقة PDF