من هذا يتم تفسير أمر الوشم المؤقت حلال أم حرام بأنه حرام شرعًا داخل الدين الإسلام، لِما يتسببه من الأضرار البالغة على جسم الإنسان، وُيعد رسم الوشم على الأجساد اعتراضًا على خلق الله عز وجل، لذلك يعد من الأمور المحرمة في الدين سواء كان يلحق هذا الوشم الضرر على الأجسام أم لا. اقرأ أيضًا: هل الوشم حلال أم حرام وهل يختلف تحريمه أو إباحته حسب طريقة رسمه؟ حكم الوشم المؤقت استكمالًا للإجابة على الوشم المؤقت حلال أم حرام؟ فقد أجاز الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية الوشم المرسوم بالطرق الحديثة المستخدمة الآن، حيث أوضح من خلال لقاء تلفزيوني أن العملية المُتبعة لرسم الوشم تُعد هي العامل التي يتوقف عليها جواز الوسم من عدم جوازه. حيث أوضح أن الوشم الذي يتم رسمه من خلال الغرز بالإبر داخل الجسم وخروج قطرات الدم منه وإدخال صبغة الوشم تحت الجلد، لذلك هو من الوشام المحرمة شرعًا في الدين الإسلامي. تابع عن كون الوشم المؤقت الذي يتم رسمه ببعض الطرق الحديثة المتعارف عليه باسم المايكرو ليدنج وهي عبارة عن النقش بالإبر ووصولها إلى الطبقة الثانية فقط من الجلد دون الوصول إلى الدم الذي لا يعمل على إلحاق الضرر بالجلد فهذا النوع من الوشام المباحة شرعًا ولا يوجد فيه أي شيء من التحريم في الدين الإسلامي.
الفتوى رقم 3180 السؤال: السلام عليكم، ما حكم الوشم المؤقَّت (التاتو)؟ الجواب، وبالله تعالى التوفيق: الوشم هو تغييرٌ لِلَون الجلد، وذلك يكون بغرز إبرة في الجلد حتى يسيلَ الدم، ثم يُحشى ذلك المكان بكُحل أو غيره ليكتسب الجلد لوناً غير الذي خلقه الله تعالى لصاحبه. والوشم إما دائم أو مؤقت، فالدائم حرام وهو من كبائر الذنوب، وقد ثبت عن النبيّ ﷺ أنه قد لعَن الواشمة والمستوشمة،كما في الصحيحَيْن عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما. قال الإمام النوويُّ -رحمه الله- في "شرحه على صحيح مسلم" (14/106): "الواشمة فاعلة الوشم، وهى أن تغرز إبرة أو مسلَّة أو نحوهما في ظهر الكفّ أو الـمِعصَم أو الشفة أو غير ذلك من بدن المرأة حتى يسيل الدم، ثم تحشو ذلك الموضع بالكُحل أو النورة فيخضرّ، وقد يفعل ذلك بدارات ونقوش وقد تُكثره وقد تُقلِّله، وفاعلة هذا واشمة، والمفعول بها موشومة، فإنْ طلبت فعل ذلك بها فهي مستوشمة، وهو حرام على الفاعلة والمفعول بها باختيارها، والطالبة له". انتهى. وأما الوشم المؤقت الذي هو فوق الجلد وليس بغرز إبرة في الجلد، ويطلق عليه "التاتو" فلا يُعتبر "وشماً" فله حكم الخضاب بالحناء؛ وهذا لا حرج فيه بشروط هي: 1- أن يكون الرسم مؤقَّتاً ويُزال، وليس ثابتاً ودائماً.
أما إن كان هذا التغيير بشكل مؤقت فلا بأس به، ولا شيء على من تستعمله، ولكن بالنسبة المواد التي تغير لون الجلد بشكل دائم، وتم استخدامها على بعض المناطق التي كان لونها الأصلي فاتحاً، وأصبح قاتماً بسبب مرضٍ أصاب الجلد، أو حادثٍ، فعندها يمكن استخدام هذه المواد التي ستعيد لون الجلد إلى ما كان عليه سابقاً، أي إلى لونه الأصلي، لأن هذا الفعل ما هو إلا لإزالة عيب طرأ على الشخص، وليس تغيير لخلق الله [4]. مقالات مشابهة
[ ص: 449] قلت: قد صار الظاهر اليوم ظاهرين: أحدهما حق ، والثاني باطل ، فالحق أن يقول: إنه سميع بصير ، مريد متكلم ، حي عليم ، كل شيء هالك إلا وجهه ، خلق آدم بيده ، وكلم موسى تكليما ، واتخذ إبراهيم خليلا ، وأمثال ذلك ، فنمره على ما جاء ، ونفهم منه دلالة الخطاب كما يليق به تعالى ، ولا نقول: له تأويل يخالف ذلك. والظاهر الآخر وهو الباطل ، والضلال: أن تعتقد قياس الغائب على الشاهد ، وتمثل البارئ بخلقه ، تعالى الله عن ذلك ، بل صفاته كذاته ، فلا عدل له ، ولا ضد له ، ولا نظير له ، ولا مثل له ، ولا شبيه له ، وليس كمثله شيء ، لا في ذاته ، ولا في صفاته ، وهذا أمر يستوي فيه الفقيه والعامي ، والله أعلم. قال السلفي: سمعت ابن عقيل يقول: كان جدي كاتب بهاء الدولة بن بويه ، وهو الذي كتب نسخة عزل الطائع ، وتولية القادر ، وهي عندي بخط جدي. وقال أبو المظفر سبط ابن الجوزي: حكى ابن عقيل عن نفسه.
ابن عقيل الحنبلي هو أكبر علماء الفقه، وهو أبو الوفاء على بن عقيل بن محمد بن عقيل، ولد في سنة 431 هجري، وتوفي سنة 513 هجري، ومن المعروف أنه من أكبر مشايخ الحنابلة، بل هو أول مشايخ الحنابلة، وقد ألف ابن عقيل الكثير من الكتب، ولكن أفضل الكتب التي قام بكتابتها هو (كتاب الفنون) حيث أثار إعجاب كثير من العلماء، وهو من أكبر الكتب الذي كتبها. ابن عقيل الحنبلي اجتهد ابن عقيل في الدراسة، حيث كان يمتلك قدرة خارقة من الذكاء والاستيعاب، وقيل عنه إنه لا يقدر أحد على مواجهته وذلك لكثرة العلم الذي يمتلكه، وامتلك فصاحة اللسان، ومهارة إلقاء الحجة، بالإضافة إلى حسن الظن المستمر، وامتلاك محاسن ظاهرة. عُرف عنه أنه إمام عصره، وذلك بسبب غزارة علمه، وأخلاقه الكريمة، وكان يتحلى بالقيم الأخلاقية، ووضع الحدود لنفسه في التعامل. هو صاحب أكبر كتاب، حيث اشتمل الكتاب على٤٠٠ مجلد يحتوي بين سطوره على التفسير، والفقه، والوعظ. عُرِف ابن عقيل الحنبلي بذكائه، وكان لديه بحر عميق من المعارف والتفسيرات، وكنز من الفضائل والأخلاقيات. تميز كتابه (الفنون) بأفضل الكُتب التي ظهرت في عهده حيث لم ينظر إلى أي كتاب آخر في محتواه، فقسم ابن عقيل الحنبلي الكتاب إلى عدة أقسام، ومن أهم هذه الأقسام (النحو، الحكايات، اللغة، والشعر)، بالإضافة إلى المناظرات والتفسيرات التي قام بها، وأضاف في آخر الكتاب خواطره وبعض أفكاره.
[٥] المراجع ↑ أحمد خالد الطحان (11-10-2015)، "ابن عقيل الحنبلي وابن عقيل اللغوي" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 6-4-2019. بتصرّف. ↑ الطيب بامخرمة (2008)، قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر (الطبعة الأولى)، جدة: دار المنهاج، صفحة 31، جزء 4. بتصرّف. ↑ شمس الدين الذهبي (2006)، سير أعلام النبلاء ، القاهرة: دار الحديث، صفحة 330-331، جزء 14. بتصرّف. ↑ عبد الفتاح أبو غدة، قيمة الزمن عند العلماء (الطبعة العاشرة)، حلب: مكتب المطبوعات الإسلامية، صفحة 53-54. بتصرّف. ↑ محمد إسماعيل المقدم، سلسلة علو الهمة ، قطر: الشبكة الإسلامية، صفحة 19، جزء 11. بتصرّف.