بسم الله الرحمن الرحيم.
[١] فضل موضوعات سورة المدثر تبدأ السورة الكريمة بأفضل عدة يحملها الداعية ليقوم بواجب الإنذار، وهي: [٣] وربك فكبر تكبير الله -سبحانه وتعالى- وتوحيده؛ فلا يخاف أحدا ولا يرجو من أحد سواه. فضل سورة المدثر - Layalina. وثيابك فطهر تطهير القلب -حيث تستخدم العرب الثياب وتقصد القلب- إضافة إلى جمال الهيئة والهندام. والرجز فاهجر ترك كل ما يؤدي إلى العذاب من المعاصي والآثام ومعبودات أهل الشرك والكفر. ولا تمنن تستكثر الجود والكرم وعدم المن على من يُحسن الشخص عليهم؛ فمهما بذل الداعية من وقته وجهده وماله يرى ذلك قليلا في حق الله -سبحانه وتعالى-. ولربك فاصبر طريق الدعوة شاق، وتكاليفه باهضة، وأعداء الداعية كثيرون، وأساليب صدهم الخبيثة عن الحق لا تحصى؛ فعلى الداعية ملازمة الصبر.
المعلومات الأساسية عن سورة المدثر ترتيب المصحف: 74 عدد الآيات: 56 ترتيب النزول: 4 نزلت بعد سورة: المزمل مكية أم مدنية: مكية. _________________ احمد الحسينى
معرفة أسباب إعراض المشركين عن الإيمان بالله مع الخضوع له، ووصف حال المشركين ومقارنة أحوالهم بالصالحين والمؤمنين. أقسم الله في سورة المدثر بالقمر والصبح عند ظهوره والليل عند إدباره. تحدثت سورة المدثر عن أسس العقيدة الإسلامية، ووجهت هذه الأسس للمسلمين. تبين السورة الكريمة، سبب دخول سقر وهي نار جهنم التي حذر الله منها العباد الصالحين، أكد الله تعالى على أن عدم تأدية الصلاة والخوض مع الخائضين هي من الأسباب الرئيسة لدخول سقر. أمر الله تعالى سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالاجتهاد في العبادة. الأمر لنبي الله بالصبر على إيذاء قومه له وعدم الحزن من أفعالهم التي يقومون بها. الدعوة بترك عبادة الأصنام والأوثان لأنها رجز، وعبادتها هي شرك بالله. أمر الله تعالى رسوله بأن يقدم للناس ما استطاع، وعدم الاهتمام بالأشياء التي يقدمها الناس، فالخير في نهاية الأمر سوف يعود لله ليجازيه على فعله. فضائل سورة المدثر.. تعرف عليها | دنيا ودين | خط أحمر. احتساب الصبر عند الله تعالى، والتمسك به في الابتلاءات وعدم الجزع. وعد الله المؤمنين المخلصين بأن يكون يوم القيامة يسير عليهم، على عكس وعده للمشركين بأن يكون ذلك اليوم عسير عليهم وأن ينتهي بدخولهم النار. يصف الله لعباده كيف يكون الملائكة الواقفين عند سقر وهي درجة من درجات جهنم، ويحذرهم من القيام بالأعمال التي تتسبب في دخولهم سقر.
وحكى ابن حبيب عن أصبغ أن ذلك ليس بشيء. الخامسة: ويجزئ إرسال الواحد ؛ لأن الله سبحانه حكم في الزنى بأربعة شهود ، ثم قد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المرأة الزانية أنيسا وحده وقال له: إن اعترفت فارجمها وكذلك قال عبد الملك في المدونة. قلت: وإذا جاز إرسال الواحد فلو حكم الزوجان واحدا لأجزأ ، وهو بالجواز أولى إذا رضيا بذلك ، وإنما خاطب الله بالإرسال الحكام دون الزوجين. فإن أرسل الزوجان حكمين وحكما نفذ حكمهما ؛ لأن التحكيم عندنا جائز ، وينفذ فعل الحكم في كل مسألة. هذا إذا كان كل واحد منهما عدلا ، ولو كان غير عدل قال عبد الملك: حكمه منقوض ؛ لأنهما تخاطرا بما لا ينبغي من الغرر. قال ابن العربي: والصحيح نفوذه ؛ لأنه إن كان توكيلا ففعل الوكيل نافذ ، وإن كان تحكيما فقد قدماه على أنفسهما وليس الغرر بمؤثر فيه كما لم يؤثر في باب التوكيل ، وباب القضاء مبني على الغرر كله ، وليس يلزم فيه معرفة المحكوم عليه بما يئول إليه الحكم. الله يوفق من يرد علي. قال ابن العربي: مسألة الحكمين نص الله عليها وحكم بها عند ظهور الشقاق بين الزوجين ، واختلاف ما بينهما. وهي مسألة عظيمة اجتمعت الأمة على أصلها في البعث ، وإن اختلفوا في تفاصيل ما ترتب عليه.
الثاني منهما ، بقول علي ، رضي الله عنه ، للزوج - حين قال: أما الفرقة فلا - قال: كذبت ، حتى تقر بما أقرت به ، قالوا: فلو كانا حاكمين لما افتقر إلى إقرار الزوج ، والله أعلم. قال الشيخ أبو عمر بن عبد البر: وأجمع العلماء على أن الحكمين - إذا اختلف قولهما - فلا عبرة بقول الآخر ، وأجمعوا على أن قولهما نافذ في الجمع وإن لم يوكلهما الزوجان ، واختلفوا: هل ينفذ قولهما في التفرقة ؟ ثم حكي عن الجمهور أنه ينفذ قولهما فيها أيضا.
أما قوله: " الذي يشبه ظاهر الآية أنه فيما عم الزوجين " فليس بصحيح بل هو نصه ، وهي من أبين آيات القرآن وأوضحها جلاء ؛ فإن الله تعالى قال: الرجال قوامون على النساء - ومن خاف من امرأته نشوزا وعظها ، فإن أنابت وإلا هجرها في المضجع ، فإن ارعوت وإلا ضربها ، فإن استمرت في غلوائها مشى الحكمان إليهما. وهذا إن لم يكن نصا فليس في القرآن بيان. ودعه لا يكون نصا ، يكون ظاهرا ؛ فأما أن يقول الشافعي: يشبه الظاهر فلا ندري ما الذي أشبه الظاهر ؟. ثم قال: " وأذن في خوفهما ألا يقيما حدود الله بالخلع وذلك يشبه أن يكون برضا المرأة ، بل يجب أن يكون كذلك وهو نصه ". القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة النساء - الآية 35. ثم قال: " فلما أمر بالحكمين علمنا أن حكمهما غير حكم الأزواج ، ويجب أن يكون غيره بأن ينفذ عليهما من غير اختيارهما فتتحقق الغيرية. فأما إذا أنفذا عليهما ما وكلاهما به فلم يحكما بخلاف أمرهما فلم تتحقق الغيرية ". وأما قوله " برضى الزوجين وتوكيلهما " فخطأ صراح ؛ فإن الله سبحانه خاطب غير الزوجين إذا خاف الشقاق بين الزوجين بإرسال الحكمين ، وإذا كان المخاطب غيرهما كيف يكون ذلك بتوكيلهما ، ولا يصح لهما حكم إلا بما اجتمعا عليه. هذا وجه الإنصاف والتحقيق في الرد عليه.