وعن أنس رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقًا، فأرسلني يومًا لحاجة، فقلت: والله لا أذهب وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قال: فخرجت حتى أمُرَّ على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قابض بقفاي من ورائي، فنظرت إليه وهو يضحك، فقال: ((يا أُنيسُ، اذْهَبْ حيثُ أمَرْتُكَ))، قلت: نعم، أنا أذهب يا رسول الله، قال أنس: والله لقد خدمته سبع سنين أو تسع سنين ما علمت قال لشيء صنعت: لم فعلتَ كذا وكذا؟ ولا لشيء تركت: هلا فعلت كذا وكذا" [5].
عند تبليغ الرسول لرسالته ودعوة قومه إلى التوحيد، تعرض لأذى شديد منهم ومن مخالفيه، فقابل أذاهم وإعراضهم بالحلم والعفو والرحمة والصفح الجميل، قبل الدعاء عليهم والحرص على هدايتهم. فعلى المؤمن أن يقتدي بالرسول في حلمه وصبره وورحمته وأن لا يكون لعانا أو غليظ القلب.
وكذلك حِلْمه صلى الله عليه وسلم على اليهودي الذي سحره: عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: سحر النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ من اليهود لذلك أيامًا، قال: فجاءه جبريل عليه السلام، فقال: إن رجلًا من اليهود سحرك، عقَد لك عُقَدًا في بئر كذا وكذا، فأرسل إليها من يجيء بها، فبعَث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًّا رضي الله تعالى عنه، فاستخرجها، فجاءه بها فحللها، قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما نشط من عِقال، فما ذكر ذلك لذلك اليهودي، ولا رآه في وجهه حتى مات" [8]. وحِلْمه صلى الله عليه وسلم على المرأة اليهودية التي أتته بشاة مسمومة: فعن أنس بن مالك رضي الله عنه "أن امرأةً يهوديةً أتَتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بشاةٍ مسمومة، فأكل منها، فجيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألها عن ذلك؟ فقالت: أردتُ لأقتلك، قال: ((ما كان الله ليُسلِّطَكِ على ذاك))، قال: أو قال «عليَّ» قال: قالوا: ألا نقتلها؟ قال: ((لا))، قال: «فما زلت أعرفها في لَهَوَاتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم» [9]. ومن الشعر: أنشد محمد بن عبدالله بن زنجي البغدادي: ألم ترَ أن الحِلْمَ زَيْنٌ مُسَوِّدُ لصاحبه والجَهْل للمرء شائن فكُنْ دافِنًا للجَهْلِ بالحِلْم تَسْتَرح من الجَهْل إنَّ الحِلْم للْجَهْل دافِن [10] [1] رواه مسلم (26).
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلوات الله وسلامه عليه قال: (يا معاذ! هل تدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله؟ قلتُ: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يُشركوا به شيئا، ثم سار ساعة، ثمّ قال: يا معاذ بن جبل، قلت: لبّيك رسول الله وسعديك، قال: هل تدري ما حقّ العباد على الله إذا هم فعلوا ذلك؟ قلتُ: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك أن يدخلهم الجنة) رواه البخاري. ما حق الله على عباده وما حق العباد على الله ، ما الدليل ؟. وفي رواية أخرى: (فإن حق الله على العباد إذا فعلوا ذلك ألا يعذبهم). قال البيضاوي في "تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة": "والحق الثابت: تحقق العبادة على العِباد قضية أمره المحتوم, وتحقق الثواب على الله مقتضى وعده المُصَدّق". وقال الطيبي: "وحق الله تعالى بمعنى الواجب واللازم.. وقيل: حق العباد على الله تعالى ما وعدهم به، ومن صفة وعده أن يكون واجب الإنجاز، فهو حق بوعده الحق". وقال ابن عثيمين: "(حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئاً) يعني أن لا يعذب من عبده وهو لا يشرك به شيئاً، لأن نفي الشرك يدل على الإخلاص والتوحيد، ولا إخلاص وتوحيد إلا بعبادة".
حق الله على العباد خطبة مكتوبة وهنا نقول بان الرسول صلى الله عليه وسلم أوضح بان حـق العبـاد على الله هو اذا ما امنوا بالله عزوجل ولم يشركوا به شيئا ، فانه من حقهم على الله بفضله وكرمه ان يدخلهم الجنة ،وهنا ينبغي ان نشير الى امر في غاية الأهمية وهو ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهى معاذ بن جبل عن تبشير الناس بهذا الحديث خشية ان يتكل الناس الى هذا الامر، فلا بد للمسلم ان لا يتكل على رحمة الله عزوجل التي وسعت كل شيء فعليه ان لا يكتفي بالتوحيد فقط بل عليه ان يعبد الله حـق عبـادته ، وان يسعى للمجئ بكل صغيرة وكبيرة من الممكن ان تدخله الجنة. اقرا ايضا…. في أي عام وقعت غزوة خيبر حق الله على العباد اسلام ويب وذلك لان معنى حـق العـباد على الله ان يدخلهم الجنة لا تعنى بانهم في في مامن من عذاب الله فمن الممكن ان الموحد لله ان لم يال المغفرة على ما ارتكب من ذنوب ومعاصي وكبائر ان يعذب في نار جهنم ولكنه لا يخلد فيها، ولكن سيحاسب على اعماله صغيرها وكبيرها، ففي حين ان الله غفور رحيم فهو كذلك شديد العقاب ، فلا يامن الانسان مكر الله عزوجل بل عليه ان يعمل ليوم القيامة والحساب ما يؤهله برحمة ربه الى دخول الجنة من غير حساب ولا سابق عذاب.
و قال ابن حجر: "قال ابن رجب في شرحه لأوائل البخاري: قال العلماء يؤخذ من منع معاذ من تبشير الناس لئلا يتكلوا أن أحاديث الرخص لا تشاع في عموم الناس لئلا يقصر فهمهم عن المراد بها، وقد سمعها معاذ فلم يزدد إلا اجتهادا في العمل وخشية الله عز وجل، فأما من لم يبلغ منزلته فلا يؤمن أن يقصر اتكالا على ظاهر هذا الخبر، وقد عارضه ما تواتر من نصوص الكتاب والسنة أن بعض عصاة الموحدين يدخلون النار، فعلى هذا يجب الجمع بين الأمرين" [انظر الفتح، باب من جاهد نفسه في طاعة الله، حديث (6500)].
[٩] ولقد تكفل الله جلّ وعلا لمن يسعى في إخراج الناس من ضيقهم وتخفيف همومهم ويحرص على ستر عيوبهم، أن يؤمن خوفه ويفرج شدته ويستر عيوبه يوم القيامة [١٠]. خيانة أمانة - ويكيبيديا. الإصلاح بين الناس الإصلاح بين الناس باب خير واسع؛ لما فيه من إرضاء لله -تعالى- وإرغام لأنف الشيطان، وحقيق بالمسلم أن يبادر لهذا الباب حيث قال -تعالى-: (وَالصُّلْحُ خَيْرٌ). [١١] [١٢] ويعرف الإصلاح بين الناس بأنه إزالة أسباب الخلاف والخصومة بين المتخاصمين من خلال ترغيبهم بالأجر والثواب إذا أصلحوا، وتخويفهم وزجرهم بالإثم والعقاب إن هم أصروا على القطيعة والجفاء، ويزداد الأمر حسنًا ومعروفًا وأجرًا وثوابًا كلما تصالح الأقرب فالأقرب. [١٢] كفالة اليتيم ومن أعمال البر والخير كفالة اليتيم، حيث رغب النبي -صلى الله عليه وسلم- أن من يرعى أو يعيل يتيمًا أنه سيكون صاحبه الذي يلازمه في الجنة كما قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا) ، [١٣] معلماً أصحابه بقرب منزلة من يكفل اليتيم كقرب أصبعين من أصابع النبي -صلى الله عليه وسلم-. [١٤] تقديم النصيحة ومن وجوه الخير أيضاً تقديم النصحية، ولقد بين الامام النووي -رحمه الله- فى شرحه لكتاب صحيح مسلم معنى النصيحة بأنها تنصرف إلى الإيمان ومعنى ذلك التصديق بكتاب الله -تعالى- وتصديق النبي وكل ما جاء به من تعاليم وشرائع وطاعة ولي الأمر في أمور الحق وهداية الناس الى الخير في الدنيا والآخرة وإلى ذلك أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أن عموم الدين مبني على النصيحة والإرشاد والهداية الى الخير فقال: (الدِّينُ النَّصِيحةُ).
نطاق البحث جميع الأحاديث الأحاديث المرفوعة الأحاديث القدسية آثار الصحابة شروح الأحاديث درجة الحديث أحاديث حكم المحدثون عليها بالصحة، ونحو ذلك أحاديث حكم المحدثون على أسانيدها بالصحة، ونحو ذلك أحاديث حكم المحدثون عليها بالضعف، ونحو ذلك أحاديث حكم المحدثون على أسانيدها بالضعف، ونحو ذلك المحدث الكتاب الراوي: تثبيت خيارات البحث
قُلْتُ إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ. قُلْتُ ثُمَّ أَيّ: قَالَ « ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ تَخَافُ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ ». قُلْتُ ثُمَّ أَيّ قَالَ « ثُمَّ أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ » متفق عليه. لذا فلا بد لنا من أن نتعرف على الشرك ومظاهره ،لنحذر منها ،ونبتعد عنها ،حتى لا تحبط أعمالنا ونحن نظن أننا نحسن العمل، يقول الله تعالى: (قُل هَل نُنَبِّئُكُم بِالأَخسَرِينَ أَعمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعيُهُم فِي الحَيَاةِ الدٌّنيَا وَهُم يَحسَبُونَ أَنَّهُم يُحسِنُونَ صُنعًا) [الكهف: 103، 104]. ما هو حق الله على العباد. ويخطئ كثير من الناس ،حين يعتقدون أن الشرك هو فقط الكفر العلني بالله، أو هو عبادة غير الله بالصلاة له ،أو ما شابهه، فالشرك أعم من ذلك ، لأنه يدخل في كثير من مظاهر العبادة، فالعبادة ليست الصلاة والحج والصوم فقط، بل إن الخوف عبادة ،والتوكل عبادة ، والدعاء عبادة ،والقسم عبادة ،والنذر عبادة ، والاستعاذة عبادة، إلى غير ذلك من العبادات، فلا بد أن نراعي في كل هذه العبادات ما أمرنا الله به ، حتى لا تفضي بنا إلى الشرك والعياذ بالله. أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم ا لخطبة الثانية ( حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ.. وحَقُّهُمْ عَلَيْهِ) ومن مظاهر الشرك التي حذرنا الله منها إتيان الكهان والعرافين والمشعوذين وتصديقهم فيما يقولون، لهذا لا ينبغي لمسلم أن يقصدهم لأي حاجة من حوائجه، فمن قصدهم فقد عرض دينه للطعن ، وعرض عقيدته للخدش ، فقد روى مسلم في صحيحه: (عَنْ صَفِيَّةَ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: « مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ».