وقال الحسن البصري في قوله ( لعله يتذكر أو يخشى) يقول: لا تقل أنت يا موسى وأخوك هارون: أهلكه قبل أن أعذر إليه. وهاهنا نذكر شعر زيد بن عمرو بن نفيل ، ويروى لأمية بن أبي الصلت فيما ذكره ابن إسحاق: وأنت الذي من فضل من ورحمة بعثت إلى موسى رسولا مناديا فقلت له يا اذهب وهارون فادعوا إلى الله فرعون الذي كان باغيا فقولا له هل أنت سويت هذه بلا وتد حتى استقلت كما هيا وقولا له آأنت رفعت هذه بلا عمد أرفق إذن بك بانيا وقولا له آأنت سويت وسطها منيرا إذا ما جنه الليل هاديا وقولا له من يخرج الشمس بكرة فيصبح ما مست من الأرض ضاحيا وقولا له من ينبت الحب في الثرى فيصبح منه البقل يهتز رابيا ويخرج منه حبه في رءوسه ففي ذاك آيات لمن كان واعيا
تفسير الجلالين { اذهبا إلى فرعون إنه طغى} بادعائه الربوبية. تفسير الطبري لَمْ يَتَعَرَّض الْمُصَنّف لهَذه الْآيَة بالتَّفْسيرلَمْ يَتَعَرَّض الْمُصَنّف لهَذه الْآيَة بالتَّفْسير' تفسير القرطبي قوله تعالى { اذهب أنت وأخوك بآياتي} قال ابن عباس يريد التسع الآيات التي أنزلت عليه. { ولا تنيا في ذكري} قال ابن عباس: تضعفا أي في أمر الرسالة؛ وقاله قتادة. وقيل: تفترا. قال الشاعر: فما ونى محمد مذ أن غفر ** له الإله ما مضى وما غبر والونى الضعف والفتور، والكلال والإعياء. وقال امرؤ القيس: مسح إذا ما السابحات على الونى ** أثرن غبارا بالكديد المركل ويقال: ونيت في الأمر أني ونى ونيا أي ضعفت فأنا وان وناقة وانية وأونيتها أنا أضعفتها وأتعبتها: وفلان لا يني كذا، أي لا يزال، وبه فسر أبان معنى الآية واستشهد بقول طرفة: كأن القدور الراسيات أمامهم ** قباب بنوها لا تني أبدا تغلي وعن ابن عباس أيضا: لا تبطئا. الترغيب في الرِّفق في القرآن الكريم - موسوعة الأخلاق - الدرر السنية. وفي قراءة ابن مسعود { ولا تهنا في ذكري} وتحميدي وتمجيدي وتبليغ رسالتي. قوله تعالى { اذهبا إلى فرعون إنه طغى ،فقولا له قولا لينا لعله يذكر أو يخشى} فيه اربع مسائل: الأولى:قوله تعالى { اذهبا} قال في أول الآية { اذهب أنت وأخوك بآياتي} وقال هناك { اذهبا} فقيل أمر الله تعالى موسى وهارون في هذه الآية بالنفوذ إلى دعوة فرعون، وخاطب أولا موسى وحده تشريفا له؛ ثم كرر للتأكيد.
وقوله ﴿قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا﴾ يقول تعالى ذكره: قال موسى وهارون: ربنا إننا نخاف فرعون إن نحن دعوناه إلى ما أمرتنا أن ندعوه إليه، أن يعجل علينا بالعقوبة، وهو من قولهم: فرط مني إلى فلان أمر: إذا سبق منه ذلك إليه، ومنه: فارط القوم، وهو المتعجل المتقدّم أمامهم إلى الماء أو المنزل كما قال الراجز: قَدْ فَرَط العِلْجُ عَلَيْنَا وَعَجِلْ [[في (اللسان: فرط) عليه يفرط: عجل عليه وعدى وأذاه. وقال الفراء في قوله تعالى: (إننا نخاف أن يفرط علينا) قال: يعجل إلى عقوبتنا. والعلج: الرجل القوي الضخم. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة طه - الآية 44. ولم أعرف قائل الرجز. ]] وأما الإفراط: فهو الإسراف والإشطاط والتعدّي، يقال منه: أفرطت في قولك: إذا أسرف فيه وتعدّى. وأما التفريط: فإنه التواني، يقال منه: فرطت في هذا الأمر حتى فات: إذا توانى فيه. وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل. ⁕ حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ﴿أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا﴾ قال: عقوبة منه. ⁕ حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.
⁕ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ﴿إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى﴾ قال: نخاف أن يعجل علينا إذ نبلغه كلامك أو أمرك، يفرط ويعجل. وقرأ ﴿لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾.
{فَائتِيَاهُ فَقُولاَ إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ} أعلنا صفتكما ليكون لكما قوة التأثير عليه، ليتوازن الموقف في ميزان القوة أمامه.