وظهر ذلك في وصف الله عز وجل لظاهرة الثقب الأسود أو المكنسة العملاقة، التي تسبح في السماء، وتقم بكنس كل ما يتواجد بنطاق جاذبيتها، سواء كان من النجوم أو الغبار الكوني، أو الغازات أو غيره. تفسير قوله تعالى فلا أقسم بالخنس الجوارالكنس - إسلام ويب - مركز الفتوى. تعد مرحلة الثقوب السوداء هي التطور الطبيعي للنجم، ووصفها علماء الفلك بأنها مرحلة الشيخوخة للنجم، والتطور النهائي للنجم هو الانفجار. والجدير بالذكر الباحثون في إعجاز القرآن يجتهدون كثيرًا، ولكن في النهاية حديثهم يحتمل الصواب أو الخطأ والله أعلى وأعلم. وهكذا نكن قد أشرنا إلى تفسير اية فلا اقسم بالخنس الجوار الكنس ، وأوضحنا الإعجاز العلمي في الآية الكريمة بناءً على رأي كبار المفسرين.
قال الله تعالى في سورة هود "أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (13)". القرآن الكريم يفسر العديد من الظواهر الطبيعية بصورة بلاغية فريدة ومميزة للغاية، فقد وضع الله آياته في الأرض وفي السماء، دلالة على قدرته عز وجل، فهو من يقل للشيء كن فيكون. آيات الله في الكون تحير العقول وتثير الإعجاب، ومتدبرين القرآن الكريم يدركون جيدًا الإعجاز القرآني الواضح، الذي يظهر جليًا في: سرد قصص الأنبياء، بصورة تاريخية مبسطة. كشف القرآن الكريم عن الكاذبين والمنفقين حول رسول الله، قال الله تعالى في سورة البقرة "أوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (77)". تفسير فلا اقسم بالخنس. كما كشف القرآن نوايا اليهود وكيف أنهم اتصفوا بالغدر في كل الأزمنة. استطاع القرآن الكريم الكشف عن أحداث هامة للغاية جرت في الماضي. والكشف أيضًا عن أحداث هامة ستكون في المستقبل، مثل: عدم إسلام أبو لهب مطلقًا والموت على الكفر. انتصار الروم على الفرس. وبجانب كل هذا فقد كشف القرآن الكريم عن العديد من العلوم الحديثة، أبرزها علم الفلك، ففي الكثير من الآيات القرآنية تم الإشارة إلى وصف تفصيلي للظواهر الطبيعية بالفضاء الخارجي.
وقوله: ﴿الْجَوَارِ﴾ أصلها (الجواري) بالياء، لكن حُذِفَت الياء للتخفيف، و﴿الْكُنَّسِ﴾ هي التي تكنس، أي: تدخل في مَغِيبِها، فأقسم الله بهذه النجوم، ثم أقسم بالليل والنهار، فقال: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (١٧) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾ [التكوير ١٧، ١٨]. معنى قوله: ﴿عَسْعَسَ﴾ يعني: أقبل، وقيل: معناه أَدْبَرَ، وذلك أن الكلمة ﴿عَسْعَسَ﴾ في اللغة العربية تصلُح لهذا وهذا، لكن الذي يظهر أن معناها: أقبل؛ ليوافق أو ليطابق ما بَعْدَه من القسم، وهو قوله: ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾، فيكون الله أقسم بالليل حال إقباله، وبالنهار حال إقباله، وإنما أقسم الله تعالى بهذه المخلوقات لعِظَمِهَا وكونها من آياته الكبرى، فمن يستطيع أن يأتي بالنهار إذا كان الليل، ومَن يستطيع أن يأتي بالليل إذا كان النهار. قال الله عز وجل: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (٧١) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (٧٢) وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [القصص ٧١-٧٣].
وإما على أن يكون المراد من هذا اللفظ العام: بعض أفراده ، كما هي طريقة من يرى أن الآية تدل على شيء واحد من الأقوال السابقة ، والباحثون في إعجاز القرآن ، لم يخرجوا هنا عن ذلك الأصل ، ولم يأتوا بقول جديد كل الجدة ، بل ذهبوا إلى أن المراد بهذا اللفظ العام: بعض أفراده فقط ، وليس كل ما ينطبق عليه هذا الوصف. ثم أضافوا فردا جديدا ، ليس بخارج ، كلية ، عن الأقوال السابقة. ثم إن هذا القول ، لم يخرج أيضا عن مقتضى لغة العرب في معنى " الخنس" و" الكنس " ، كما سبق ذكره ، وإن كان قد أضاف تحديدا جديدا ، أو دلل على دخول " فرد " جديد ، في ضمن " أفراد " اللفظ " العام ": الخنس ، والكنس. يقول ابن فارس رحمه الله: " ( كنس) الكاف والنون والسين أصلان صحيحان: أحدهما: يدل على سفر شيء عن وجه شيء ، وهو كشفه. والأصل الآخر: يدل على استخفاء. فالأول: كَنس البيت ، وهو سفر التراب عن وجه أرضه. والمِكنسة: آلة الكنس. فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ---- تريد ان تعرف معناها - YouTube. والكُناسة: ما يكنس. والأصل الآخر: الكناس: بيت الظبي. والكانس: الظبي يدخل كناسه. والكنس: الكواكب تكنس في بروجها كما تدخل الظباء في كناسها. قال أبو عبيدة: تكنس في المغيب " انتهى من " معجم مقاييس اللغة " (5/141). فقالوا: يمكن تفسير ( الكُنَّس) على أنها جمع ( كانس) على صيغة المبالغة ، بمعنى كأنها آلة للكنس ، تسفر وتزيل الشيء عن وجه شيء آخر وتكشفه.
تناسب الرسول الذي أُقْسِم على أنه قوله وهو جبريل؛ لأن جبريل عند الله. بماذا أقسم الله في سورة التكوير أقسم الله تعالى في سورة التكوير في قوله تعالى ( ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (١٦) وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (١٧) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ) بالنجوم الموجودة في السماء والتي تخنس، أي أنك قد تراها عالية في الأفق تذهب بعيداً في الأفق، إلا أنها تكون راجعة إلى آخر الأفق، والله تعالى أعلى وأعلم. معنى الكنس في القرآن أختلف أهل العلم في تفسير قول الله تعالى (الخنس، الجوار الكنس) فمنهم من رأى بأنها النجوم الدراري الخمسة التي تخنس في مجراها فترجع وتكنس مرة أخرى، فتتستر في بيوتها كما تكنس الظباء في المغار، والنجوم الخمسة هي بهرام، زحل، عطارد، الزهرة، المشتري. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة التكوير - الآية 15. أي قالوا أنها النجوم أو الكواكب الموجودة في السماء والتي تخنس نهاراً وتكنس ليلاً. وقال البعض الآخر أنها بقر الوحش التي تكنس كناسها، حيثُ حدثنا الحسن بن عرفة قال: ثنا هشيم بن بشير، عن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق السَّبيعيّ، عن أبي ميسرة، عن عبد الله بن مسعود أنه قال لأبي ميسرة: ما الجواري الكنس؟ قال: فقال بقر الوحش قال: فقال: وأنا أرى ذلك.
ثالثا: وهنا نقول: إن الآية التي يشير إليها كثير من الباحثين المعاصرين أن المقصود بها " الثقوب السوداء " هي قول الله عز وجل: ( فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ. الْجَوَارِ الْكُنَّسِ) التكوير/15-16 ، فقد ذهب جمهور المفسرين من السلف وأصحاب المصنفات إلى أن المقصود بها ( النجوم) ، وأن المقصود بالخنس والكنس: هو ظهورها بالليل ، وغيابها بالنهار. فقد روى ذلك الإمام الطبري عن علي بن أبي طالب ، والحسن ، وقتادة ، ومجاهد ، وبكر بن زيد ، كما في " جامع البيان " (24/251-252) على اختلاف طويل في شأن الخنس والكنس ، وهل بينهما فرق ، أم هما مترادفان ، يدلان على شيء واحد ، مع اختلاف وصفه فقط. وذكر أقوالا أخرى عن مدرسة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، يقول فيها إن المقصود: بقر الوحش ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما تفسيرها بالظباء. ثم قال الطبري رحمه الله: " أولى الأقوال في ذلك بالصواب: أن يقال: إن الله تعالى أقسم بأشياء تخنس أحيانا: أي تغيب وتجري أحيانا ، وتكنس أخرى ، وكنوسها: أن تأوي في مكانسها ، والمكانس عند العرب: هي المواضع التي تأوي إليها بقر الوحش والظباء ، واحدها: مَكْنِس وكِناس. فالكناس في كلام العرب ما وصفت ، وغير مُنكر أن يستعار ذلك في المواضع التي تكون بها النجوم من السماء ، فإذا كان ذلك كذلك ، ولم يكن في الآية دلالة على أن المراد بذلك النجوم دون البقر ، ولا البقر دون الظباء ، فالصواب: أن يُعَمّ بذلك كلّ ما كانت صفته الخنوس أحيانا والجري أخرى ، والكنوس بآنات ، على ما وصف جلّ ثناؤه من صفتها " انتهى من " جامع البيان " (24/254).
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا يحيى، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، عن عبد الله، في قوله: ( الْجَوَارِ الْكُنَّسِ): قال: بقر الوحش. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عمرو ابن شرحبيل، قال: قال ابن مسعود: يا عمرو ما الجواري الكنس، أو ما تراها؟ قال عمرو: أراها البقر، قال عبد الله: وأنا أراها البقر. حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة قال: سألت عنها عبد الله، فذكر نحوه. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثني جرير بن حازم، قال: ثني الحجاج بن المنذر، قال: سألت أبا الشَعثاء جابر بن زيد عن الجواري الكنس، قال: هي البقر إذا كَنَست كوانسها. قال يونس: قال لي عبد الله بن وهب: هي البقر إذا فرّت من الذئاب، فذلك الذي أراد بقوله: كنست كوانسها. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال جرير، وحدثني الصلت بن راشد، عن مجاهد مثل ذلك.