يُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال شرحًا تفصيليًا لحديث نبوي يحمل حكمًا بليغًا ويكثر ترديده بين الناس وهو حديث كما تدين تدان مع توضيح درجة الحديث. حديث كما تدين تدان روى عن أبي قلابة عبدالله بن زيد رضي الله عنه: "البِرُّ لا يَبْلَى، والإثمُ لا يُنْسَى، والدَّيَّانُ لا ينامُ، فكن كما شِئْتَ، كما تَدِينُ تُدَانُ". [1] يختلف العلماء في درجة صحة هذا الحديث، وذلك بسبب عدم اكتمال سنده وانقطاعه، ولكن بالرغم من ضعف هذا الحديث إلا أنّ العلماء يشجعون الناس على تذكّره، ونشره فيما بينهم، وذلك بسبب معناه الصحيح، وفي هذا المقال سنقدم لكم شرحاً مفصلاً عن المعاني الواردة فيه. شرح حديث كما تدين تدان البر لا يبلى • "البِرُّ": هو اسْمٌ جامِعٌ لكلِّ خِصال الخير والعملِ الصالح… ومِن أعظم هذه الأعمال الصالحة: الأخلاق الحسنة، ولذلك قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «البِرُّ: حُسْنُ الْخُلُق». [2] • "لا يَبْلَى": يعني لا يَنتهي ولا يَفنى ولا يَضيع؛ فلا يَضيع أجْر فاعلِه في الآخرة ولا في الدنيا، ولا يَنسى الناسُ معروفَه، ولا بدّ أن يُجازيه اللهُ عليه بالخير في الدنيا ولو بإبْعادِه عن شرٍّ أحاطَ بهِ. لكن هنا تنبيه: لو قال أحَدٌ يجب أن أفعل خيراً، لعلَّ هؤلاء أحتاج إليهم في المستقبل؛ فهذا خيرٌ مَشْبُوهٌ، ومعَهُ إشراك بالله -عز وجل-، فعلينا أنْ نفعل خيراً من دون أن ننتظرَ ردَّهُ مِن أحدٍ، لكنْ نُوقِنْ أننا إذا فعلنا خيراً لابد أن نجدَ أثرَهُ حتى في أصعب الظروف؛ فالله -عز وجل- يَسُوقُه لنا «جزاءً منْهُ عطاءً حِساباً»، كما وعَدَنا -سبحانه.
تاريخ النشر: الأربعاء 3 صفر 1433 هـ - 28-12-2011 م التقييم: رقم الفتوى: 170301 50560 0 323 السؤال فضيلة الشيخ تحية طيبة وبعد أنا شاب أعزب وقد وقعت في ( الزنا) سنوات طويلة، وأنا الآن حيران ومتشائم من الزواج بسبب الخوف من مقولة ( كما تدين تدان). السؤال 1:هل هذه المقولة صحيحة ؟ السؤال / 2 - وإذا كانت صحيحة ما العمل أو الحل ؟ السؤال / 3 - إذا كانت صحيحة هل صحيح أن الزواج من نساء ( المتعة أو الزنا أو امرأة زانية) كامرأة أولى. هل ينجيني من هذا الدين ؟ أرجو من الله أن يسامحني على هذه الرسالة. ثم أرجو من فضيلتكم التكرم علي بالفتوى.
،ولكن الإنسان لا يرى ذلك ؛ لأنه طُبع على الجهل والظلم وحُسن الظن بالنفس والرضى بأفعالها. قال تعالى: { إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا} [72:الأحزاب]. وقال تعالى: {إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} [6: العاديات] ، قال ابن عباس ومجاهد رضي الله عنهما: كفور جحود للنعم. وقال الحسن: هو الذي يعدُّ المصائب وينسى النعم. وقال أبو عبيدة: هو قليل الخير. وهكذا أنت أيها الإنسان! أنت الظالم الجاهل.. الكفور الكنود.. الجحود لنعم الله تعالى.. إلا من رحم الله عز وجل من عباده الصالحين: { وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [13: سبأ]. أما العاقل فإنه ينظر إلى نفسه ، ويحاسبها ، ويعرف أنها محلُ جناية ومصدر البلاء ؛ لأنها خلقت ظالمة جاهلة ، وأن الجهل والظلم يصدر عنهما كل قول وفعل قبيح. وهذا النظر يدعوه إلى العمل على إخراجها من هذين الوصفين ، فيبذل جهده في تعلم العلم النافع الذي يخرجها عن وصف الجهل ، ويبذل جهده في اكتساب العمل الصالح الذي يخرجها به عن وصف الظلم.