الله يتقبل منك - YouTube
قال مالك بن دينار رحمه الله تعالى: «الخوف على العمل أن لا يتقبل أشد من العمل».
(34) * * * وخرج قوله: (أنفقوا طوعا أو كرها) ، مخرج الأمر، ومعناه الجزاء, (35) والعرب تفعل ذلك في الأماكن التي يحسن فيها " إن " ، التي تأتي بمعنى الجزاء, كما قال جل ثناؤه: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ [سورة التوبة: 80] ، فهو في لفظ الأمر، ومعناه الجزاء، (36) ومنه قول الشاعر: (37) أَسِــيئي بِنَـا أَوْ أَحْسِـنِي لا مَلُومَـةً لَدَيْنَـــا, ولا مَقْلِيَّـــةً إِنْ تَقَلَّــتِ (38) فكذلك قوله: (أنفقوا طوعًا أو كرهًا) ، إنما معناه: إن تنفقوا طوعًا أو كرهًا لن يُتَقَبَّل منكم. * * * وقيل: إن هذه الآية نـزلت في الجدّ بن قيس، حين قال للنبي صلى الله عليه وسلم، لما عرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم الخروج معه لغزو الروم: " هذا مالي أعينك به ". 16803- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج قال: قال ابن عباس: قال، الجدّ بن قيس: إني إذا رأيت النساء لم أصبر حتى أفتتن, ولكن أعينك بمالي! الله يتقبل منك – لاينز. قال: ففيه نـزلت (أنفقوا طوعًا أو كرهًا لن يتقبل منكم) ، قال: لقوله " أعينك بمالي". -------------------------- الهوامش: (33) انظر تفسير "الطوع" فيما سلف 6: 564 ، 565. = وتفسير " الكره " فيما سلف ص: 283 ، تعليق: 5 ، والمراجع هناك.
﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ الخطبة الأولى الحمد لله الذي جعل لنا الإسلام دينًا، وجعل القرآن الكريم منهجًا قويمًا، الحمد لله الذي استعملنا في طاعته، ومَنَّ علينا بجزيل نعمه وبركاته، أحمده تبارك وتعالى حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، كما يحبُّ ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله، الواحد الأحد، الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يُولَد، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيُّه وخليله، وخاصَّتُه من خلقه، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. أما بعد: فقد تعبدنا الله بأمرين عظيمين لا انفكاك بينهما: التصديق بما أتى به المرسلون، والعمل على المنهج الربَّاني السديد، فلا إيمان بلا عمل، ولا عمل مقبول بلا إيمان، وإن قبول الطاعات قضية الدنيا توفيقًا، وقضية الآخرة فلاحًا، وذلك أن الله قال: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27]. فقبول العمل أعظم علامات العبودية لله، وإنك لن تدرك أن عملك مقبول عند الله إلا وقد ظهرت علاماته على فعلك وتركك، ومن هنا نعرج على أركان قبول العمل وعلاماته الظاهرة؛ لتكون لنا حافزًا وخيرَ مُعينٍ على طاعة الله.