تأثرت بكتاب The Life of Josiah Henson, Formerly a Slave, Now an Inhabitant of Canada, as narrated by himself الذي نشر سنة 1849، فأخذت منه ملامح شخصية "العم توم" دون أن تعلم أنها بصدد رسم ملامح حرب أهلية. نشرت رواية كوخ العم توم للمؤلفة هارييت بيتشر ستو في بداية الأمر على شكل حلقات أسبوعية في صحيفة المعارضة للاسترقاق، ثم جمعت في كتاب واحد بالرغم من الوضعية الاقتصادية والاجتماعية المعقدة آنذاك. رواية كوخ العم توم والفوز برهان إلغاء الرق بمجيء الأوروبيين إلى "العالم الجديد" سنة 1492، حلّت لعنة مقيتة على السكان الأصليين لأمريكا، الذين تمت إبادتهم والتنكيل بهم. القضاء على 95% من هؤلاء المساكين أدّى بالمستعمر إلى اختطاف الأفارقة واستعبادهم وذلك لتوفير يد عاملة رخيصة، قام عليها الاقتصاد الأمريكي. لكن مقومات الاقتصاد تلك لم تظل كما هي بعد التغيرات التي أنتجتها الثورة الصناعية في الفترة الممتدة بين 1850-1750 والتي ساهمت في تقسيم أمريكا حسب المنوال الاقتصادي إلى ولايات في الشمال تدعو إلى رفض العبودية وأخرى في الجنوب ترفض إلغاء الرق. وتشكلت هنا ملامح حرب أهلية دامت 4 سنوات هرب خلالها العبيد من الجنوب إلى الشمال وتمردوا على القوانين الجائرة بعد مراكمة وعي جماعي ساهمت في صقله رواية "كوخ العم توم" التي أحاطت بكل شرائح المجتمع الأمريكي في ذلك الوقت.
في ستينيات القرن العشرين الماضي، قرأت رواية "كوخ العم توم" التي كتبتها هيرييت بيتيتشر. بقيت الرواية بوقائعها الفاجعة في الذهن. الرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن عندما استقبل الساردة هيرييت، فرش لها السجادة الحمراء كرؤساء الدول، قائلًا لها: "أهلًا بـأصغر امرأة أشعلت أكبر حرب". اعتُبرت الرواية إنجيلَ تحرير الجنوب الأمريكي (حرب التحرر من العبودية). يشبه صمود العم توم الكثيرَ من قصص الأنبياء والمصلحين الكبار. فالعم توم -بطل الرواية- رمز ضحايا العبودية في أمريكا، وهو البطل الذي قاد إلى إشعال نيران الثورة في نفوس الأفارقة الزنوج، وقصة المعاناة والتعذيب والقمع الذي تعرض له، جديرة بإشعال أكثر من حرب. العم توم مؤمن مسيحي صادق الإيمان، يواجه الاضطهاد والقمع بعناد وصبر عجيبين. وأنا أعيد قراءتها، تذكرت قصة يحيى بن زكريا- يحيى المعمدان، عندما طُلب منه التراجع عن إيمانه أو شقه بالمنشار فرفض. رواية العم توم، وسردية العذاب الشنيع الذي تعرض له "العبيد" من اضطهاد وقمع غير مسبوقين في التاريخ البشري كله، آثارها قائمة حتى اليوم في العديد من مناطق العالم، وبالأخص في المنطقة العربية. فمعاملة العبد أقسى، بما لا يقاس، من معاملة البهيمة؛ فهو مملوك روحًا وجسدًا لسيده.
غمرت السوق مجموعة كبيرة من المنتجات المستوحاة من كوخ العم توم ، أو "تومياتيس". هارييت بيتشر ستو كانت هارييت بيتشر ستو وزيرة بارزة لعائلة ملتزمة بالعدالة الاجتماعية. حققت هارييت بيتشر ستو شهرة وطنية بسبب روايتها المناهضة للعبودية وهي (كوخ العم توم) ، التي أثارت لهيب الطائفية قبل الحرب الأهلية. توفيت هارييت بيتشر ستو في هارتفورد ، كونيتيكت ، في 1 يوليو 1896. ولدت هارييت بيتشر ستو في 14 يونيو 1811 ، في ليتشفيلد ، كونيتيكت. كانت واحدة من 13 طفلًا ولدوا لزعيم ديني ليمان بيتشر وزوجته روكسانا فوت بيتشر. نشأ إخوة هارييت بيتشر ستو السبعة ليصبحوا وزراء ، بما في ذلك الزعيم الشهير هنري وارد بيتشر. كانت أختها كاثرين بيتشر مؤلفة ومعلمة ساعدت في تشكيل وجهات نظر هارييت بيتشر ستو الاجتماعية. و أختها الأخرى إيزابيلا ، رائدة قضية حقوق المرأة. التحقت هارييت بيتشر ستو بمدرسة تُديرها اختها كاثرين وهي اتباع المسار التقليدي للتعلم الكلاسيكي المخصص عادة للشباب. في سن ال 21 ، انتقلت إلى سينسيناتي ، أوهايو ، حيث أصبح والدها رئيس معهد اللاهوت. اتخذ والدها ليمان بيتشر موقفًا قويًا لإلغاء عقوبة الإعدام بعد أعمال الشغب المؤيدة للرق في سينسيناتي عام 1836.
يا لها من مكتبة عظيمة النفع ونتمنى استمرارها أدعمنا بالتبرع بمبلغ بسيط لنتمكن من تغطية التكاليف والاستمرار أضف مراجعة على "كوخ العم توم" أضف اقتباس من "كوخ العم توم" المؤلف: هارييت ستاو الأقتباس هو النقل الحرفي من المصدر ولا يزيد عن عشرة أسطر قيِّم "كوخ العم توم" بلّغ عن الكتاب البلاغ تفاصيل البلاغ جاري الإعداد...
يا لها من مكتبة عظيمة النفع ونتمنى استمرارها أدعمنا بالتبرع بمبلغ بسيط لنتمكن من تغطية التكاليف والاستمرار أضف مراجعة على "كوخ العم توم" أضف اقتباس من "كوخ العم توم" المؤلف: هارييت بيتشر ستو الأقتباس هو النقل الحرفي من المصدر ولا يزيد عن عشرة أسطر قيِّم "كوخ العم توم" بلّغ عن الكتاب البلاغ تفاصيل البلاغ جاري الإعداد...
سلاسة لغة هذا العمل وبعده العاطفي الصادق ساهم في انتشاره واحتضان ولايات الشمال له حتى وصل صداه إلى البيت الأبيض، وفاز الشعب برهان إلغاء الرق محققًا ولو جزئيًا ما حلمت به "إيفا" وما صلّى من أجله "العم توم". من العبودية إلى الرأسمالية الحديثة: رحلة تطور النظام الاقتصادي الأكثر شيوعًا في العالم تقول العجوز المحتضرة في إحدى صفحات هذا الكتاب: «لست أريد الذهاب إلى الجنة. أليست الجنة هي المكان الذي سيذهب إليه أصحاب البشرة البيضاء؟ إنني لأفضل أن أذهب إلى الجحيم على أن أجتمع بسيدي وسيدتي في الجنة! » فكيف لكتاب تردد فيه مثل هذه الكلمات ألا يشعل نيران الحرب. لك أيضًا: سلطة الكتب: تطبيق عملي مع كونديرا والعلاج النفسي الوجودي!
وعندما انطلقت إلايزا تبعها تاجر العبيد السيد هايلي وكاد أن يمسكها ، إلا أنها فرت إلى أوهايو عن طريق عبور النهر على قطعة طافية من الجليد ، ثم أرسل السيد هايلي مطاردي العبيد خلفها وعاد ليأخذ باقي ممتلكاته (أي العبد توم) الذي اختار ألا يهرب لأنه يعلم أن السيد شيلبي يعتمد عليه. غادر توم برفقة السيد هايلي ناحية الجنوب ، وأنقذ توم في الطريق فتاة صغيرة من الغرق فقرر أبو الفتاة أن يشتري توم ليكون الخادم الشخصي لابنته ، وحالف توم الحظ إذ أن والد الفتاة الذي يدعى أوغسطين كلير يعامل عبيده معاملة حسنة نسبيًا ، كما أن فتاته الصغيرة التي تدعى إيفا لطيفة للغاية ، مخلصة لعائلتها وخادميها ، ولكن لسوء الحظ كانت الأم ماري تعامل عبيدها بجفاف وقسوة رغم محاولتهم المضنية لإرضاء رغباتها التي لا تنتهي. أصبح توم مغرمًا بإيفا الصغيرة وكانا يناقشان بشكل يومي عقيدتهما المسيحية المشتركة ، حتى أن إيفا استطاعت أن تغير عقيدة فتاة صغيرة مستعبدة ومعدمة تدعى توبسي وبدأت في تعليم أَمَة أخرى تدعى مامي القراءة. وعندما أصبحت إيفا مريضة للغاية وأوشكت على الموت قامت بجمع كل العبيد معًا لتلقي خطبة عن حب الله وحبها هي أيضًا لهم ، وأعطت كل عبد منهم خصلة من شعرها الأشقر ليتذكرها ، ثم ماتت بمرض السل ، وفي هذه الأثناء جُمع شمل إلايزا وزوجها جورج في معسكر الكويكري ومن هناك فرا إلى كندا بنجاح ، بعد أن لاقا بعض المواجهات مع مطاردي العبيد في الطريق.