وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحلها ويشرب من ماء فيها طيب. قال أنس: فلما نزلت هذه الآية { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} قام أبو طلحة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله؛ إن الله تبارك وتعالى يقول: { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} وإن أحب أموالي بيرحاء، وإنها صدقة أرجو برّها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث أراك الله. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { بخ، ذلك مال رابح، ذلك مال رابح} رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي. وقد قال أنس رضي الله عنه: طوبى لعبد أنفق من مال اكتسبه من غير معصية. 8»»> الحرص على صدقة السر، فهي أبعد عن الرياء وأحصن لكرامة الفقير وصون كرامته. قال تعالى: { إن تبدو الصدقات فنعما هي، وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم} البقرة 271. من هو ذو الرحم الكاشح وما المقصود به - تريند الساعة. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه سلم يقول: { سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.. وعدّ منهم.. ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه} رواه البخاري ومسلم. 9»»> تجنب المنة على الفقير، أو تذكيره بجميله عليه أو تكليفه بأي عمل مقابل صدقته ولو كانت الدعاء له.
[التبيان، تفسير غريب القرآن] (ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها) لا يستشكل في هذا قصة زواج أم سليم، وخبرها أنه لما مات زوج أم سليم رضي الله عنها، جاءها أبو طلحة الأنصاري خاطبًا فكلمها في ذلك، فقالت: يا أبا طلحة، ما مثلك يرد، ولكنك امرؤ كافر وأنا امرأة مسلمة لا يصلح لي أن أتزوجك. فقال: ما ذاك دهرك! (ما هذه عادتك)، قالت: وما دهري؟ قال: الصفراء (الذهب) والبيضاء (الفضة)، قالت: فإني لا أريد صفراء ولا بيضاء، أريد منك الإسلام، فإن تسلم فذاك مهري، ولا أسألك غيره، قال: فمن لي بذلك؟ قالت: لك بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فانطلق أبو طلحة يريد النبي -صلى الله عليه وسلم- ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالس في أصحابه، فلما رآه قال: (جاءكم أبو طلحة غرة الإسلام بين عينيه)، فأخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما قالت أم سليم، فتزوجها على ذلك. أحاديث تحث على صلة الرحم - منتديات سكون القمر. قال ثابت البناني، راوي القصة عن أنس: فما بلغنا أن مهرًا كان أعظم منه أنها رضيت الإسلام مهرًا. قال العلماء: إذا تزاحمت نيتان فأولاهما أسبقهما، وإنما سبقت نية أبو طلحة للإسلام نيته للزواج، بدليل قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (جاءكم أبو طلحة غرة الإسلام بين عينيه).
إلى هنا نكون قد وصلنا معكم إلى نهاية هذا المقال الّذي تحدّثنا فيه عن من هو ذو الرحم الكاشح وما المقصود به ، ومن ثمّ تنقّلنا في الحديث عن ما المقصود بذي الرحم الكاشح، وما حكم إعطاء الصّدقة لذو الرّحم الكاشح، إضافةً إلى كيفيّة التّعامل مع ذو الرّحم الكاشح.
2021-05-21, 08:38 PM #1 إنما الدنيا لأربعة نفر د. خالد سعد النجار بسم الله الرحمن الرحيم روى الترمذي عن أَبي كَبْشَةَ الأَنَّمَارِيّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (ثَلاَثَةٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ قَالَ: مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ، وَلاَ ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلِمَةً فَصَبَرَ عَلَيْهَا إِلاَّ زَادَهُ اللَّهُ عِزًّا، وَلاَ فَتَحَ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلاَّ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا).
777وقد يقال: إنَّ من شرّهم على أهله، وخيرهم للأباعد.. من الاعاجيب.. وهذا صحيح بمعنى انه من الاعاجيب التي ينطبق عليها القول "شرُّ البلية ما يضحك" ولكنه ليس من الأعاجيب النادرة.. فهم موجودون في كل زمان ومكان.. ولكن هؤلاء القشران فعلاً زادوا في زماننا ولا فخر، زادوا كما زادت نسبة التلوث في الجو!.. أما ان هؤلاء اللؤماء موجودون من زمان قديم فهو مما لاشك فيه، فمنذ قرون طويلة قال الشاعر يصف واحداً من هؤلاء اللؤماء: سريعٌ إلى ابن العمِّ يلطم وجهه وليس إلى داعي الندى بسريع حريصُ على الدنيا مضيّعُ دينه وليس لما في بيته بُمضِيع لا تظنها زوجته وأولاده.. ماله.. ماله فقط!.. بل ربما كان اللئيم من هؤلاء مضيعاً لزوجته واولاده مادياً ومعنوياً حريصاً على ماله كل الحرص، من جشع النفس وانعدام التمييز! وقائل البيتين المشهورين لم يقلهما من فراغ، وليس لمجرد الهجاء، بل انه تلقّى ـ فعلاً ـ لطمةً شديدةً من ابن عم له شديد الثراء من المال شديد الفقر من الاخلاق، فقد روت كتب الأدب أن قائلهما لحقه غُرءمٌ فطلب من ابن عم له (مليونير) بلغة العصر الفزعة والمساعدة، فمنعه وشمت به! فذهب هذا الغارم يطلب الفزعة من البعيدين عنه فقالوا له: وابن عمك انه فاحش الثراء!
فقال: إنني طلبت منه فمنعني لا خير فيه! وكانت كلمته بوصول ابن عمه الذي منعه فعلاً فوثب عليه فلطمه أمام الناس!! فقال ما قال.. ولا يلام.. تفيض النفس عند امتلائها!! 777على ان المسألة ليست المال فقط.. الحياة ليست مجرد مادة بطبيعة الحال.. هنالك التقدير والاحترام.. والاحترام قبل الحب.. وقبل المال.. هناك من يحتقر أقاربه ويحترم الغرباء.. ويَهِّون من شأن أي إنجاز لقريبه ويُصَفِّق لإنجاز البعيد.. ولو كان أقل شأناً.. ويستخف برأي قريبه ولو كان صواباً.. ويُصءغي لرأي الأباعد ولو كان أبعد ما يكون عن الصواب.. هناك من يطبق هذا المثل: "من عرفك صغيراً حقرك كبيراً" على أقاربه بحذافيره!..
وقوله (فهجرته إلى ما هاجر إليه) ولم يخصص أو يعين إمعانا في التحقير والازدراء، كما قال تعالى: {قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ} [يوسف:75] أي افعلوا به ما يستحقه، وهذا أبلغ في العقوبة. وكقوله تعالى: {وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} [النساء:100] ولا شك أن من وقع أجره على الله: أن الله يرزقه الرزق الحسن كما لا يخفى. قال أبو حيان: "وهذه مبالغة في ثبوت الأجر ولزومه، ووصول الثواب إليه فضلاً من الله وتكريماً، وعبر عن ذلك بالوقوع مبالغة". [البحر المحيط] وقلما قام غني بحق المال، فلا يقوم بحق المال إلا أفذاذ الرجال، ولذلك تنازع العلماء أيهم أفضل، الفقير الصابر أم الغني الشاكر، والكثير منهم على أن الغني الشاكر أفضل، لأن صبر الفقير اضطراري، وشكر الغني اختياري وهو قليل.