فعطف ( القرآن العظيم) على ( السبع المثاني)، وهو من باب عطف الكلي على الجزئي، أو العام على الخاص. أما قوله تعالى:﴿ فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ ﴾(الرحمن: 68)، فقيل فيه: 1- ( النخل والرمان) مغايران للفاكهة. أي: من غيرهما. والعطف من باب عطف المتغايرات. وبيان ذلك: أن ( الفاكهة) ثمرُها مخلصٌ للتفكُّه. أما ( النخل) فثمرُه فاكهة وطعام. وأن ( الرمان) ثمرُه فاكهة ودواء، فلم يخلصا للتفكه. ومن هنا تغايرا مع الفاكهة، فجاز عطفهما عليها. وصف الجنة – فيهما فاكهة ونخل ورمان | موقع البطاقة الدعوي. 2- ( النخل والرمان) من الفاكهة. والعطف من باب عطف الجزئي على الكلي. وإنما عطفا على ( الفاكهة)، اختصاصًا لهما، وبيانًا لفضلهما. قال الزمخشري:«كأنهما - لما لهما من المزية - جنسان آخران »، كقوله تعالى:﴿ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ ﴾(البقرة: 98). وهذان الوجهان أجازهما الزمخشري في الكشاف، وتبعه كثير من المفسرين. واختار الرازي في التفسير الكبير القول الأول. وعليه بنى أبو حنيفة قوله:« إذا حلف: لا يأكل فاكهة، فأكل رمانًا أو رطبًا، لم يحنث »، لأن الرمان والرطب مغايران للفاكهة. وأما ما نقل عن الشافعي من أنه قال:« لو قال رجل: والله، لا آكل الفاكهة، فأكل من هذين يحنث » فهو مبني على أن الرطب والرمان هما فاكهة، لا أنهما من الفاكهة.
حدثنا ابن بشار قال: ثنا محمد بن مروان قال: ثنا أبو العوام ، عن قتادة ( فيهن خيرات حسان) قال: خيرات الأخلاق ، حسان الوجوه. حدثنا أبو هشام قال: ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن جابر ، عن القاسم بن أبي بزة ، عن أبي عبيد ، عن مسروق ، عن عبد الله ( فيهن خيرات حسان) قال: في كل خيمة زوجة. حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب قال: ثنا محمد بن الفرج الصدفي الدمياطي عن عمرو بن هاشم ، عن ابن أبي كريمة ، عن هشام بن حسان ، عن الحسن ، عن أمه ، عن أم سلمة قالت " قلت: يا رسول الله أخبرني عن قوله: ( فيهن خيرات حسان) قال: خيرات الأخلاق ، حسان الوجوه ". قوله: ( فبأي آلاء ربكما تكذبان) يقول: فبأي نعم ربكما التي أنعم عليكما - بما ذكر - تكذبان.
ت + ت - الحجم الطبيعي ذكر الله سبحانه وتعالى (الرمان) في ثلاث آيات من سورتي الرحمن والأنعام، وأخبر سبحانه وتعالى أن الرمّان من فاكهة الجنة فقال عز وجل: (فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) (الرحمن: 68)، وقال بعض العلماء: ليس الرمان والنخل من الفاكهة، لأن الشيء لا يعطف على نفسه إنما يعطف على غيره وهذا ظاهر الكلام. وقال آخرون: إنما كررها لأن النخل والرمان كانا عند العرب في ذلك الوقت بمنزلة رفيعة لعمومهما وكثرتهما عندهم فهما أعظم الثمار نماء، من المدينة إلى مكة إلى أرض اليمن، فأخرجهما في الذكر من الفواكه وأفرد الفواكه على حدتها. وقيل: أفردا بالذكر لأن النخل ثمره فاكهة وطعام، والرمان فاكهة ودواء.