حالة الاغتراب تعبر القصيدة عن حالة الاغتراب والغربة بشكل مباشر، ففي النهاية تقول:" أنا الغريبة على سطح كوكبي/ وكلما اصطدمتُ بوجهكَ ، تكسّرتُ من فرط الوحدة" / ص 5 هكذا منذ البدء هناك تعبير مفارق، اغتراب وغربة، وهناك توجس من الآخر الذي لا يساند أو يعينُ، ولكنه يزيد من فرط الوحدة. الرؤية المبدئية هنا لا تعبّر عن فرح باللحظة بقدر ما تعبر عن رؤية ربما متشائمة أو متشائلة – بتعبير الروائي إميل حبيبي – هنا لا يتسنى لنا القبض بداءة على حالة حالمة بالتغيير، ولكنه حالة تعبّر عن الواقع، وعن حصاره للذات الشاعرة التي تعايش الغربة والاغتراب الذاتي معا. أقوال في الرجولة والشجاعة - موضوع. في بداية القصيدة تقول الشاعرة: روحي تتطاير مني لا أدري من سرق القبس الظلمة أحلك من أن تشقها أغنيتي لا أدري من أخمد النجوم هناك من سرق هالتي البيضاء ورماني في بئر بلا ماء. واقعٌ غير مُبهِج كما نرى.. هناك واقع غير مبهج، واقع سرقت أنواره وأضواءه، وهيمنت عليه الظلمة التي تتكرر بتعبيرات متعددة، ثم تتكرر الجملة الشعرية نفسها في نص قصير مرتين:" الظلمة أحلك من أن تشقها أغنيتي". هكذا نحن حيال حالة فقد واغتراب ربما يصبح مأساويا مع الإشارة إلى الحرب " هناك من أشعل الحرب بين أخي وأخي".
ص 91-92 وفيه: عيناك مرج أخضر وشفتاك خابيتا خمر أحمر وإني أحوم بين بلاد السريان وأرض كنعان أقتفي وهجك اللطيف ووجهك المفرط في صبابته أرتديه وأتيه مؤلفة الكتاب رانيا كرباج الحس التعبيري أتصور أن هذا الحس التعبيري يشكل رؤية جديدة لدى المرأة الشاعرة وهي طاقة قشيبة وأفق خلاق سيتولد عنه قدر من الاقتراب من عالم الرجل ومن صفاته وملامحه لا الخلقية المعنوية فحسب، ولكن – وهذا ربما يعد أمرا غير معتاد وبه قدر من الجرأة التعبيرية- قد يفسح المجال لحالات وصفية غزلية غير معهودة من قبل بشكل جلي واضح. وإذا كانت هذه الرؤية تفضي إلى وصف الآخر حيث تتشح العبارات الشعرية برؤية وصفية لا لأعماق الرجل فحسب ولكن لملامحه وصفاته ، فإن الاستطراد التعبيري الجمالي يستمر في الديوان عبر نصوص كثيرة تخاطب فيها الأنا الشاعرة الآخر، تعبر وتحلم وتبوح، بحثا عن فضاء رومانتيكي قادم أو متخيل أو حالم ، تحضر الأنا بكثافة لتعبر عن هذا الفضاء:" كطير أقفز على قائمتين، وإن مر طيفك أمشي على قلبي، فأنا أنقر قوتي من هواك، وأهيم، وأستقيم كي ألقاك" / 80 وفي نصوص: بحلوك ومرك، حين اختمر الوداد، على كوكب الشعر، وغيرها من النصوص. هذه الرؤية في وصف الآخر ومحاورته، والتأمل في كينونة العلاقة الوجدانية تصل بالشاعرة أيضا إلى الفرادة، واستقلالية الذات، والبحث عن رؤية خاصة متفردة في معانقة الأشياء والعالم: لستُ ظلا لأحد أنا شجرة وارفة لا ولست الصدى أنا صوت أصيل / 90 أغنياتٌ مشرقية إن ديوان:" أغنيات مشرقية" يعبر عن هذه المشرقية المغتربة التي تتكسر الأحزان داخلها عبر الأحزان، ولكنها تغني شعرًا، وتتقاسم الأمل مع الآتي.
الرسالة الثانية: نحن لا يمكن أن نتعلم الشجاعة، والصبر إذا كان كل شيء في العالم مليئاً بالفرح، وفي بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب للتقدّم، وأخطرها فقط، وليكن لديك الشجاعة الكافية لأن تتبع إحساسك، وحاستك السادسة. مسؤول نصراوي عن قضية كنو: لا تحتاج للتأخير ولكن الجرأة والشجاعة !. الرسالة الثالثة: البحث عن المصائب ليس شجاعة، الشجاعة هي الاستعداد لمواجهة المصائب التي لا مهرب منها برباطة جأشن فاتخاذك الوضع الدفاعي يشير إلى القوة، والهجوم يستلزم توفر القوة الزائدة، وعندما تُدافعُ عن أفكارِك أمَام العامّة يجبُ عليك أنْ تكونَ قويًا وشجاعًا للعيش مِن أجلها، فهناك ثقافة واحدة هي ثقافة القوة، حين أكون قوياً يحترم الناس ثقافتي، وحين أكون ضعيفاً أسقط أنا، وتسقط ثقافتي معي. الرسالة الرابعة: علينا أن نقدم الاعتذار بنية صادقة معترفين بالأذى الذي وقع على الآخر، كلنا نخطئ، ولكن حينما نخطئ، ونعرف خطأنا يجب علينا المسارعة بالاعتذار، فذلك دليل الشجاعة، والمحبة، والثقة بالنفس، وقوة الشخصية، وأنا لدي من الشجاعة ما يسمح بأن أقول لك إنني لا أعرف ما هي فلسفتي ولكنّني رجلٌ مَرِن. الرسالة الخامسة: الرجولة يا سيدي كلمة حق، وموقف حق هي نصرة المظلوم على الظالم، وابتغاء وجه الله في كل قول وفعل، هي الأخلاق الكريمة، والمعاملة الحسنة، هي الشهامة عند حاجتها، والشجاعة في وقتها، هي أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك، هي أن تكون مستعداً للتضحية في سبيل ما تؤمن به.
كثيراً ما يتملكنا شعور بالخوف من أشياء أو مواقف معينة، فلا يمكن إزالة هذا إلّا بالخوف من الله سبحانه، والتوكل عليه.
يشكل النص الأول هنا حالة دلالية تغترب فيها الذات وتخاصم واقعها لتتأمله أكثر من بعيد ولو من خلال الظلمة. ويتحول هذا الاغتراب إلى رفض واعتزاز بالذات، رفض للواقع ومجرياته وتقاليده البالية، واعتزاز بذات تبحث عن حريتها وفردانيتها: لستُ تلك الأنثى التي حاكتْ قصتها الجدّاتُ لتصير أميرة جديدة في حريمهنّ لستُ تلك التي ترضى بعرش بلا عصافير هل نسيت أنني في الأصل مجدلية عندما أجد الحب أغسل قدميه بشعري أم نسيت أنني زنوبيا لن يكسرها أقل من امبراطورية وأنت قلت لي: إن الغابة موحشة هناك وخيمة العشيرة هي أقصى ما تريد فكان أن عبرتُ النهر وحدي / ص. ص 7-8 الاعتزاز بالذات إن الاعتزاز بالذات وفرادتها هو بحث عن ابتكار الأنا من جديد، الأنا غير القابعة تحت ظلال أحد، وبحث في الآن نفسه عما يمكن أن تصل إليه هذه الأنا من عوالم وفضاءات خاصة داخل الأفق الشعري.
ربما تقتضيك الشجاعة أن تجبُنَ ساعة. لا تتحدَّ إنسانًا ليس لديه ما يخسرُه. الشجاعة بلا حذر حصان أعمى. الشجاعة تصنع المنتصرين، والوفاق يصنع الذين لا يُهزمون. في المَلمّات الصعاب تظهرُ الشجاعة الكبرى. تتضاعفُ الشجاعة بالجرأة، ويزداد الخوف بالتردد. من لا يمتلك الشجاعة عليه أن يمتلك ساقيْن. فقدان الشجاعة يؤلم أكثرَ من الصبر. قل للمرء أنّه شجاع، وسوف تساعده على أن يصبح كذلك.
الشجاعة كيف عرّف لسان العرب معنى الشجاعة؟ تعد الشجاعة من الصفات المحمودة عند الرجل العربي على وجه التحديد، ويأتي اسمها من الفعل شَجُعَ وهو اشتداده عند البأس ، والشجاعة مصدر هذا الفعل، ومعناها شدة القلب والثبات عند البأس كما ذهب علماء معاجم اللغة العربية من خلال استقصاء معناها في لسان العرب منذ القديم وحتى تدوين ذلك المعنى في الكتاب، وقد نظم الشعراء في تلك السجية أشعارًا كثيرة كونها من الصفات المميزة لشخصية الفارس العربي الذي من دونها لا يُعد فارسًا ولا يؤبه له، وسيقف المقال هذا مع شعر عن الشجاعة قد قاله شعراء لهم بصمتهم في الشعر العربي.