سورة البلد من اعظم السور فالقرأن الكريم وهي صورة قصيرة و لكنها بحمل معاني كتيرة هنشرحها كلها فالمقال دة والشرح بسيط و سهل عشان يصبح سهل و ممكن شرحها و تفسيرها بالكيفية دى للاطفال تفسير سورة البلد, شرح سورة البلد تفسيرات سورة البلد سورة البلد مكتوبة البلدتفسير الشعراوي مكتوب سورة البلد شرح بسيط لسورة البلد 1٬790 مشاهدة
وصف إعراض كفار قريش عن الإيمان قال الله -تعالى-: (أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ* يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا* أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ). [٤] ومعنى "مالاً لبداً": أي مالا كثيراً جداً لدرجة أنه متلبّدٌ بعضه فوق بعض، وهذه الآية تحكي قصة أحد الرجلين؛ أبو الأشدّين الجُمحي، أو الوليد بن المغيرة، ويمكن القول: تحكي قصّتهما كليهما، فأما أبو الأشدّين؛ فكان يستعمل قوّته في الإعراض عن دعوة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأما الوليد؛ فكان يستخدم ماله المتلبد لكثرته في الصدّ والإعراض عن الدعوة المحمدية. [٥] ويمكن القول: إنّ كل واحد منهما كان يستخدم ماله وقوته؛ للصدّ عن سبيل الله -تعالى-، وهنا يسأل الله -تعالى- وسؤاله ليس للاستفهام والعلم؛ لأن الله -تعالى- عالمٌ بكل شيء، وهو عالم الغيب والشهادة، ولكن السؤال للتعجب والاستنكار عليهم، فالله -تعالى- يتعجب من فعل هؤلاء، ويسأل: هل يظن صاحب القوة والكبد وصاحب المال اللّبد أنّ الله -تعالى- لا يقدر عليه، أيحسب أنه أكثر قوة ومالا من الله -تعالى-، وهل يظن هؤلاء أن الله -تعالى- لا يراهم، ويرى كيف ينفقون أموالهم في الصدّ عن الدعوة، وهل يظنّون أنهم سينجون، ولا يُحاسبون يوم القيامة.
[٨] قال النبي عليه الصلاة والسلام: (ما مِن مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْساً إلَّا كانَ ما أُكِلَ منه له صَدَقَةً). [٩] رُوي عن سعد بن أبي وقاص أنّه قال: (إنَّ اللهَ تعالى طيبٌ يُحِبُّ الطيبَ، نظيفٌ يُحِبُّ النظافةَ، كريمٌ يُحِبُّ الكرَمَ، جوَادٌ يُحِبُّ الجودَ، فنظِّفوا أفنيتَكم، ولا تشبَّهوا باليهودِ).
كما ذكر الله سبحانه وتعالى في سورة البلد أنواع الأغنياء، فمنهم من كان صالحا وهو ينفق أمواله في سبيل الله عز وجل. أما المشركون الأغنياء فكانوا متكبرون وبخلاء ولا ينفقون أموالهم في سبيل الله. لأنهم كانوا يعتقدون أن هذه الأموال سوف تمنع عنهم العذاب يوم القيامة. فيتفاخرون بهذه الأموال التي رزقهم بها الله عز وجل وينفقونها في كل ما حرمه الله، كما ينفقون أموالهم أيضا في شهواتهم. وكانوا يعتقدون أن الله عز وجل لا يراهم وأنه لا يحاسبهم على هذه الأموال الذين أنفقوها في الشهوات والمحرمات. وقال الله تعالى في ذلك: ﴿أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ﴾. كذلك بينت لنا الآيات كثرة النعم الذي أنعم الله بها على الكافرين. وتتمثل هذه النعم في أن الله عز وجل وهبهم العينين واللسان والشفتين. قال تعالى: ﴿أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾. ولكنهم كانوا يستغلون هذه النعم في فعل المحرمات ومعصية الله عز وجل. بالإضافة لذلك فقد وهب الله عز وجل للإنسان الكثير من النعم كما بين له الطريق. تأملات في سورة البلد - سطور. وأن الإنسان عليه الاختيار أما أن يختار طريق الخير أو يختار طريق الشر. كذلك قد أوضح الله عز وجل من خلال هذه الآيات أن الأغنياء عليهم أن ينفقوا أموالهم في أعمال الخير.