وقالت طائفة أسلم أيمن بن خريم مع أبيه يوم الفتح والأول أصح إن شاء الله. وروى عنه الشعبي وهو شامي الأصل نزل الكوفة وكان شاعرًا محسنًا.
وقد استعمله عثمان رضي الله عنه على أذربيجان. وشهد تحكيم الحكمين، وكان آخر شهود الكتاب. موقفه في حرب صفين ونصحه للأمة نصح الأشعث بن قيس رضي الله عنه معاوية رضي الله عنه قائلاً: "اللهَ اللهَ يا معاوية في أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، هَبُوا أنكم قتلتم أهل العراق، فمن للبعوث والذراري؟! أم هبوا أنا قتلنا أهل الشام فمن للبعوث والذراري؟! الله الله، فإن الله يقول: { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} [الحجرات: 9]. فقال له معاوية رضي الله عنه: فما الذي تريد؟ قال: نريد أن تخلوا بيننا وبين الماء، فوالله لتخلن بيننا وبين الماء أو لنضعن أسيافنا على عواتقنا، ثم نمضي حتى نرد الماء أو نموت دونه. ص209 - كتاب سير أعلام النبلاء ط الرسالة - أبو داود سليمان بن الأشعث بن شداد - المكتبة الشاملة. فقال معاوية رضي الله عنه لأبي الأعور عمرو بن سفيان: يا أبا عبد الله، خلِّ بين إخواننا وبين الماء. فقال أبو الأعور لمعاوية: كلا، والله لا نخلي بينهم وبين الماء، يا أهل الشام، دونكم عقيرة الله؛ فإن الله قد أمكنكم منهم. فعزم عليه معاوية حتى خلى بينهم وبين الماء، فلم يلبثوا بعد ذلك إلا قليلاً حتى كان الصلح بينهم، ثم انصرف معاوية رضي الله عنه إلى الشام بأهل الشام، وعليّ إلى العراق بأهل العراق.
الأشعث بن قيس (ع) ابن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن كندة. واسم كندة: ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد ابن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. ساقه ابن سعد ، قال: وقيل له: كندة; لأنه كند أباه النعمة ، أي: كفره. وكان اسم الأشعث: معدي كرب. وكان أبدا أشعث الرأس; فغلب عليه. له صحبة ، ورواية. حدث عنه: الشعبي ، وقيس بن أبي حازم ، وأبو وائل. وأرسل عنه إبراهيم النخعي. وأصيبت عينه يوم اليرموك. وكان أكبر أمراء علي يوم صفين. منصور ، والأعمش ، عن أبي وائل ، قال لنا الأشعث: فيَّ نزلت: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا خاصمت رجلا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فقال: ألك بينة ؟ قلت: لا. قال: فيحلف ؟ قلت: إذًا يحلف. فقال: مَنْ حلف على يمينٍ فاجِرَةٍ ليقتطع بها مالا ، لقي الله وهو عليه غضبان. قال ابن الكلبي: وفد الأشعث في سبعين من كندة على النبي -صلى الله عليه وسلم-. مجالد ، عن الشعبي ، عن الأشعث ، قال: قدمت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في وفد كندة ، فقال لي: هل لك من ولد ؟ قلت: صغير ، وُلِدَ مَخْرَجِي إليك... الحديث.