ما أضعف القلب وما أرّقه! اللافت في قصة هذين الحزينين أنّ من أشهر أبيات هذه القصيدة، بل ربّما الأشهر على الإطلاق: اِستَـودِعُ اللَهَ فِي بَغـدادَ لِي قَـمَــراً.. بِالكَـرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَـطلَعُـهُ " استودعوا الله كلّ ما تحبّون، اجعلوا كلّ ثمين وغالٍ في قلوبكم في ودائع الله عزّ وجل، استودعوه عائلاتكم وأحبابكم وأحلامكم وأسراركم وأوطانكم " علم قلبه الضّعيف عندما تأكدّ الوداع ووقع ، أنّه لن يستطيع حماية ساكنه بعد الآن، فقوّة المشاعر مهما بلغت لن تحمي مع الأسف، فآثر أن يُوْدِعَهُ عند خالقه عزّ وجلّ، فهو الأقدرُ على حمايته وحفظه، وربّما هذا اليقين قد يكون ممّا خفّف عنه ثقل البعد وطول الانتظار ومنحه بعضًا من الصّبر. تميل النفس دومًا للجوء لقوة أعظم وأكبر من قوّتها كي تشعر بالأمان. في ودائع ك دائما ي ا الله روحي و ديني و أهلي ومن أ حب …. أتخيّل حوار نفسه وهو في درب سفره ناظرًا إلى السماء: "يا ربّ يا خالقي وخالقها وحدك تعلم ما تعنيه لي ولقلبي، احفظها بحفظك وارعاها برعايتك، احمها لي يا من لا تضيع عندك الودائع "، باح بضعفه إلى الله عزّ وجلّ وكلّه يقين أنٌه سلّم أمرها للأرحام، فسكن واطمأنّ. كلّ الأشياء التي تخرج من دائرة حمايتنا نودعها عند خالقنا، نسلّمها للقوة العظمى في هذا الكون ونُكافؤ بحمايتها وبشعور عظيم من الطمأنينة والراحة لن يمنحنا إياه أيّ شيءٍ آخر.
- وحرمتها إذا كان المال مغصوبًا أو مسروقًا لوجوب المبادرة إلى رده لمالكه. كذلك في حق القابل قد يعرض لها الوجوب، كما إذا خاف ربها عليها عنده من ظالم، ولم يجد صاحبها من يستودعها غيره، والتحريم كالمال المغصوب يحرم قبوله، لأن في إمساكه إعانة على عدم رده لمالكه والندب إذا خشي ما يوجبها دون تحققه، والكراهة إذا خشي ما يحرمها دون تحققه. [9] الأجرة على الوديعة [ عدل] الأصل في عقد الوديعة أنه من عقود التبرعات التي لا تستوجب بدلًا عن المنفعة المبذولة من جانب الوديع للمودع لكن لو اشترط للوديع أجر فيها مقابل الحفظ أو الحرز صح ذلك الشرط ولزم في قول جمهور الفقهاء. وخالفهم الحنابلة في ذلك وقالوا: إن الأجر إنما يجوز في الإجارة على الحفظ لا في عقد الوديعة. فليس للمستودع أن يأخذ أجرة على حفظ الوديعة ما لم يشترط ذلك في العقد. مسافرخليتكم في ودائع الله امي ابي. [10] صفات العاقدين [ عدل] أ- ما يشترط في المودع: اتفق الفقهاء على أنه يشترط في المودع أن يكون جائز التصرف. وهو العاقل المميز عند الحنفية، والبالغ العاقل الرشيد عند غيرهم. وعلى ذلك، فلو أودع طفل أو مجنون مالًا عند إنسان، فلا يجوز له قبول وديعته. فإن أخذها منه ضمنها، ولا يبرأ من الضمان إلا بالتسليم إلى وليه الناظر في ماله.
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية السابق، إن القرآن عظيمُ، لأنه نبي مقيم، بعدما أذن الله سبحانه وتعالى بانتهاء الرسالة والنبوة وقطع الوحي، أقام لنا القرآن حتى نرجع إليه، إذا ما أراد أحدنا أن نعلم مراد الله من تلك الحياة، وكيف يتصرف فيها، وكيف يعيش حياته في رضا الله سبحانه وتعالى. وأضاف علي جمعة، خلال برنامجه الرمضاني "القرآن العظيم"، المذاع عبر فضائية "صدى البلد": "القرآن وصل إلينا من غير حول لنا ولا قوة، فما كان في مقدور الأمة، ولا في مقدور النبي أن يحافظ على الكتاب من التحريف، لكن الله حافظ عليه، وأذن بذلك، والقرآن وصل إلينا بالأداء الصوتي لكل حرف من الحروف". سرّ تقسيم القرآن إلى أجزاء وكشف الدكتور علي جمعة، سرّ تقسيم القرآن إلى أجزاء، قائلًا: "القرآن له آيات وكلمات وحروف، عد المسلمون كل ذلك، عد سوره وآياته وحروفه، حتى جاء الإمام مجاهد فقسمه إلى 30 جزءًا، باعتبار عدد الحروف، وهو يطبع على نحو 30 جزءًا، قسمه ثلاثين حتى نقرأ كل يوم جزءًا ويكون منضبطًا من حيث المساحة". جعلتك في ودائع الله. ولفت إلى أن الطبعة الشائعة الآن بدأها الأتراك في كتابة بديعة بالخط العربي، تسمى "دارك نار"، وتعني "في الإطار"، فجعلوا كل جزء 20 صفحة، وكل صفحة 15 سطرًا، وكل جزء وكل صفحة تبدأ بآية وتنتهي بآية.
فبناء عليه: إيداع المجنون والصبي غير المميز وقبولهما الوديعة غير صحيح. أما إيداع الصبي المميز المأذون وقبوله الوديعة، فهو صحيح. [11] وأما الصبي والسفيه فلا يودعان ولا يستودعان، لكن إن أودعاك شيئا وجب عليك يا رشيد حفظه. وأما إن أودعت عندهما فأتلفا أو فرطا لم يضمنا، وإن بإذن أهلهما. [12] صفات العين المودعة [ عدل] يشترط في العين المودعة أن تكون مالًا عند الحنفية والمالكية، وأن تكون مالًا أو مختصًا (كجلد ميتة لم يدبغ وزبل وكلب صيد) عند الشافعية والحنابلة. ولا خلاف بين الفقهاء في صحة إيداع الصكوك والوثائق والوصايا المكتوبة بالحقوق المالية، حيث اعتبروها مالًا مجازًا. فيشترط كون الوديعة قابلة لوضع اليد عليها وصالحة للقبض، فلا يصح إيداع الطير في الهواء. [13] ضمان الوديعة [ عدل] يجب على المستودع حفظ الوديعة بما يحفظ ماله أو بما هو متعارف به بين الناس، وإلا ضمنها. ولا يضمنها إذا هلكت دون تفريطٍ منه. الوديعة يحفظها المستودع بنفسه أو يستحفظها أمينه، كمال نفسه، فإذا هلكت في يده أو عند أمينه بلا تعد ولا تقصير، فلا ضمان عليه ولا على أمينه. على جمعة يكشف سرّ تقسيم القرآن إلى أجزاء. [14] قال ﷺ: ((من أودع وديعة فلا ضمان عليه)). [15] وقال ﷺ أيضًا: ((وليس على المستعير غير المغل ضمان، ولا على المستودع غير المغل ضمان)).
لكلّ قلبٍ ممتلكاته الثّمينة التي جعلته يضجّ بالمشاعر بترف، تلك الممتلكات التي لا يَقوَى على تخيّل ابتعادها قليلًا أو فقدها، ويسعى دومًا إلى الحفاظ عليها بشتّى الوسائل والسّبل، لكنّ القلب مهما حاول أن يحمي ممتلكاته الغالية هذه، لن يستطيع أنْ يطوّقها بالطريقة الكاملة كما يتمنّى، وهذا قد يسبّب قلقًا كبيرًا وشعورًا ضخمًا موجعًا بالعجز وساعات لا متناهية من التّفكير المرهق. لا بدّ من وجود قوٌة عظيمة تحمل هذا الثقل عن قلوبنا، لا بدّ من وجود طريقة لحماية كلّ ما ومن نحبّ، أن نبتعد آلاف الأميال وطيفهم ماثلٌ وشاخصٌ أمام أعيننا واليقين يملؤ قلوبنا أنّهم بخير وسلام. تأمّلت قبل أيّام قصة ابن زريق البغدادي عندما ترك زوجته في بغداد وراح ميممًا نحو الأندلس علّه يجلب لهما بعض المال فينعمان بحياة رغيدة كما تمنّى دومًا. تشبّثت به قبل سفره محاولةً منعه من الابتعاد عن عينيها، فهو نبض قلبها وإن اختفى النبض مات القلب. خليتكم في ودائع الله امي ابي. وقد قال في مشهد الوداع في قصيدته المشهورة "لا تعذليه فإنّ العذل يولعه": وَكَم تَشبَّثَ بي يَـومَ الـرَحيـلِ ضُـحَىً.. وَأَدمُعِـي مُستَهِـلّاتٍ وَأَدمُـعُـــهُ موقف الوداع لم يكن سهلًا عليه أيضًا فقد قال: وَدَّعتُـهُ وَبـوُدّي لَو يُـوَدِّعُـنِـي.. صَـفـوَ الحَيـاةِ وَأَنّي لا أَودعُــهُ أيّ أنّه تمنّى ضنك الحياة وتعاستها برفقة من يحبّ على أن يفارقها!