[٧] إعراب آية: ولسوف يعطيك ربك فترضى سيتمُّ في هذه الفقرة بيان إعراب قوله تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى}، [٨] لما في الحركة الإعرابية من أهمية بالغة في بيان المراد من الكلام، وفيما يأتي بيان إعراب الآية: [٩] ولسوف: الواو واو العطف، واللام هنا للابتداء، وسوف حرف تأكيد واستقبال. يعطيك: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة منع من ظهورها الثقل، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به. ربك: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة. فترضى: الفاء حرف عطف يفيد الترتيب والتعقيب، ترضى فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت. المراجع [+] ↑ ابن كثير، تفسير ابن كثير ، صفحة 425. بتصرّف. ↑ الطبري، جامع البيان ، صفحة 487. بتصرّف. ↑ البغوي، تفسير البغوي ، صفحة 267. بتصرّف. ↑ فخر الدين الرازي، مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير ، صفحة 194. بتصرّف. ↑ عبد الرحمن السعدي، تيسير الكريم الرحمن ، صفحة 928. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الضحى - الآية 5. بتصرّف. ↑ القرطبي، تفسير القرطبي ، صفحة 95. بتصرّف. ↑ ناصر الدين البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل ، صفحة 319.
• وعن واثلةَ بنِ الأسقع: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أُعْطِيت مكان التوراة السَّبْعَ ، وأُعْطِيت مكان الزبور المَئِينَ، وأُعْطِيت مكان الإنجيل المَثَانِيَ ، وفُضِّلْتُ بِالمُفَصَّلِ)) [6]. السَّبْع: السور السبع الطوال، المئِينَ: السور التي زادت آياتُها عن مائة، المَثَانِيَ: قيل سورة الفاتحة، بِالمُفَصَّلِ: السور التي عدد آياتها قليل، وهي السُّبع الأخير من القرآن. فهذا من بعض ما أعطاه ربُّه فأرضاه، فكيف بنا ونحن مَن اتَّبَعْنا دينَه؟ فحريٌّ بنا أن يلقانا عند الحوض وهو راضٍ عنَّا. المصادر: 1- الجامع الصحيح المختصر (صحيح البخاري): محمد بن إسماعيل، أبو عبدالله البخاري الجعفي، دار ابن كثير، اليمامة، بيروت، الطبعة الثالثة (1407 – 1987)، تحقيق: د. مصطفى ديب البغا. 2- صحيح مسلم: مسلم بن الحجاج، أبو الحسين القشيري النيسابوري، دار إحياء التراث العربي، بيروت، تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي. ما المقصود بالآية ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ ) ؟. 3- المجتبى من السنن ( سنن النسائي الصغرى): أحمد بن شعيب، أبو عبدالرحمن النسائي، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني. 4- مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبو عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني، تحقيق: شعيب الأرناؤوط وآخرون، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية (1420هـ، 1999م).
[«تفسير الخازن لباب التأويل في معاني التنزيل» (4/ 438)]. د – ابن عاشور: «وهو وعد واسع الشمول لما أعطيه النبيء صلى الله عليه وسلم من النصر والظفر بأعدائه يوم بدر ويوم فتح مكة، ودخول الناس في الدين أفواجا وما فتح على الخلفاء الراشدين ومن بعدهم من أقطار الأرض شرقا وغربا. » [«التحرير والتنوير» (30/ 398)]. هـ- وذهب آخرون منهم ابن كثير والسعدي وغيرهم إلى أن هذا الوعد بالعطاء محمول على الخيرات الحسان التي يحظى بها النبي صلى الله عليه وسلم في الدار الآخرة، وهذا محتمل لا سيما لو فسرت الآية في إطار ما سبقها، وهي تشير إلى الخيرات والفضائل التي سيطفر بها النبي صلى الله عليه وسلم في الدار الآخرة. ما أعطي الرسول صلى الله عليه وسلم في الآخرة وقد أجزل الله لنبيه في العطاء في مواطن كثيرة خلال مسيرة حياة النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا ويتجلى ذلك في بعض الخصائص التي من الله بها على النبي وفضله بها على سائر الأنبياء، وأشرنا إلى جملة من ذلك في الأقوال السابقة. جاء في أضواء البيان: من أعظم ما أعطي النبي صلى الله عليه وسلم في الآخرة: المقام المحمود ، وهو ما أشار إليه قوله تعالى: عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا [17/79].
فلقد اختار الله نبيَّه الخاتم، واصطفاه وفضَّله على خلقه، وكفاه، وأعطاه فأجزل له العطاء حتى رضي؛ قال تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} بسم الله، والحمد لله، وأفضل الصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه. ثمَّ أمَّا بعد: فلقد اختار الله نبيَّه الخاتم، واصطفاه وفضَّله على خلقه، وكفاه، وأعطاه فأجزل له العطاء حتى رضي؛ قال تعالى: { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} [الضحى: 5]. وهذه جملة يسيرة من عطايا الله عز وجلَّ لنبيِّه صلى الله عليه وسلم ساقها إلينا خاتمُ المرسلين، وسيد الخلق أجمعين: • فعن جابر بن عبدالله الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أُعْطِيتُ خمسًا لم يعطَهن أحدٌ قبلي: نُصِرْتُ بالرعب مسيرةَ شهر، وجُعِلَت لي الأرضُ مسجدًا وطهورًا، فأيما رجل من أمتي أدركتْه الصلاةُ فلْيُصلِّ، وأُحِلَّت لي المغانم ولم تُحَلَّ لأحد قبلي، وأُعْطِيتُ الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبُعِثْتُ إلى الناس عامة »[1]. • وعن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « فُضِّلْتُ على الأنبياء بستٍّ: أُعْطِيتُ جوامعَ الكلم، ونُصِرْتُ بالرعب، وأُحِلَّت لي الغنائم، وجُعِلَت لي الأرض طهورًا ومسجدًا، وأُرْسِلْتُ إلى الخلق كافة، وخُتِمَ بي النبيون » [2].