اسمه عيسى المسيح ابن مريم وسمى المسيح لأنه كان يسيح في الدنيا لم يكن لديه بيت كان يسير في الدنيا بين الناس. وولادته كانت بمعجزة إلهية فأمه مريم ذهبت إلى شرق بيت المقدس وجعلت بينها وبين الناس حجاب ولم يكن أحد يدخل لديها وكانوا يضعون لها الطعام والله كان يرزقها الطعام، ولم يدخل عليها أحد إلى زكريا فقط، وكانت عابدة ناسكة وأرسل الله إليها جبريل عليه السلام ومن أخطاء النصارى العظيمة أنهم يعتبرون روح القدس هو الثالث للثلاثة يقولون ثلاثة الأب والابن وروح القدس، وفي الواقع انحرافهم فيه واضح فروح القدس هو جبريل عليه السلام. بعدما ظهر لـ جبريل عليه السلام في صورة بشر رجل جميل جدًا في داخل الحجاب فتعجبت مريم ابنة عمران وتساءلت من هذا الذي دخل عليها، واستعاذت بالله عز وجل منه وطلبت منه ألا يمسها بسوء فقال إنما هو رسول من الله ليهب لها غلاما زكيًا، فتعجبت كيف يكون لها غلام ولم تعاشر رجل ولم تزني؟! قال لها أن الأمر هين وأنه سيكون معجزة للناس من معجزات الله عز وجل ورحمة من الله بهؤلاء الناس المبعث لهم، وكان أمر مقضي ونفخ جبريل عليه السلام في جيب مريم وهو الشق الذي يكون في الصدر في الثوب. ونفخ فيها في جيبها كما جاء في الروايات الواضحة، ونزلت النفخة إليها فدخلت فيها فحملت فورًا، فحملت فلما حملت ظلت في المحراب معتزلة عن الناس لا يشعرون بها إلى أن شعرت بأنها ستلد، فابتعدت ومشت مسافة بعيدة عنهم حتى وصلت إلى بيت لحم.
الحمد لله. أولا: ثبت في وصف عيسى عليه السلام أنه (آدم): فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ، سَبِطُ الشَّعْرِ، بَيْنَ رَجُلَيْنِ يَنْطِفُ رَأْسُهُ مَاءً - أَوْ يُهَرَاقُ رَأْسُهُ مَاءً -. قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا ابْنُ مَرْيَمَ. ثُمَّ ذَهَبْتُ أَلْتَفِتُ، فَإِذَا رَجُلٌ أَحْمَرُ، جَسِيمٌ، جَعْدُ الرَّأْسِ، أَعْوَرُ الْعَيْنِ، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ. قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: الدَّجَّالُ، أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا ابْنُ قَطَنٍ). رواه البخاري (3441) ومسلم (171). ورواه البخاري (3440) بلفظ: ( وَأَرَانِي اللَّيْلَةَ عِنْدَ الكَعْبَةِ فِي المَنَامِ، فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ، كَأَحْسَنِ مَا يُرَى مِنْ أُدْمِ الرِّجَالِ تَضْرِبُ لِمَّتُهُ بَيْنَ مَنْكِبَيْهِ، رَجِلُ الشَّعرِ، يَقْطُرُ رَأْسُهُ مَاءً، وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَيْ رَجُلَيْنِ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: هَذَا المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ.
والشاهد فيه قوله: "كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى كل أحمر وأسود". ومن لطائف التعبير القرآني أن عيسى بلَّغ رسالته إلى بني إسرائيل بقوله (يا بني إسرائيل)، ولم يقل (يا قوم)، بينما أخبر القرآن في الآية السابقة من سورة الصف أن موسى عليه السلام قال لهم: (يا قوم). قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ ﴾ (الصف: 5). موسى عليه السلام يقول لبني إسرائيل: (يا قوم)، وعيسى عليه السلام يقول لهم: (يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم)، ولم يقل: (يا قوم). والحكمة في هذا أن الرجل ينسب إلى قوم أبيه، فيقال: هو من بني فلان ويخاطبهم هو قائلاً يا قوم. وهذا متحقق في موسى عليه السلام خلافاً للمسيح عيسى عليه السلام؛ لأنه ابن عمران وأبوه عمران من بني إسرائيل، وأما عيسى فليسوا قومه، بل لا قوم له من البشر، لأنه ليس له أب. والخلاصة: أن عيسى عليه السلام كان مرسلاً ومكلفاً بتبليغ رسالة ربه إلى بني إسرائيل، وقد قام عيسى بواجب الدعوة إلى الله على الوجه الأكمل في مدن بني إسرائيل وقراهم. إن قيام عيسى عليه السلام بدعوة بني إسرائيل وقصر دعوته إليهم ليس فيه أيُّ انتقاص من شأنه ولا أي تقليل لرسالته، فإن دعوة جميع الأنبياء عليهم السلام كانت خاصة إلى أقوامهم وليس في القرآن الكريم ولا في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ما يشير أو يدل على أن رسالة الأنبياء أو أحد منهم كانت عامة، وإنما كل نبي أو رسول كان يدعو قومه فقط، باستثناء محمد صلى الله عليه وسلم الذي كانت رسالته عامة للناس جميعاً.