6868 - حدثنا ابن حميد قال: حدثنا حكام ، عن عمرو ، عن عطاء ، [ ص: 332] عن سعيد بن جبير: " إني نذرت لك ما في بطني محررا " قال: للبيعة والكنيسة. 6869 - حدثني المثنى قال: حدثنا الحماني قال: حدثنا شريك ، عن سالم ، عن سعيد: " إني نذرت لك ما في بطني محررا " قال: محررا للعبادة. 6870 - حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله: " إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا " الآية ، كانت امرأة عمران حررت لله ما في بطنها ، وكانوا إنما يحررون الذكور ، وكان المحرر إذا حرر جعل في الكنيسة لا يبرحها ، يقوم عليها ويكنسها. 6871 - حدثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر ، عن قتادة في قوله: " إني نذرت لك ما في بطني محررا ، قال: نذرت ولدها للكنيسة. 6872 - حدثني موسى قال: حدثنا عمرو قال: حدثنا أسباط ، عن السدي: " إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم " قال: وذلك أن امرأة عمران حملت ، فظنت أن ما في بطنها غلام ، فوهبته لله محررا لا يعمل في الدنيا. إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة آل عمران - تفسير قوله تعالى " إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني - الجزء رقم2. 6873 - حدثني المثنى قال: حدثنا إسحاق قال: حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع قال: كانت امرأة عمران حررت لله ما في بطنها.
الثانية: قوله تعالى: رب إني نذرت لك ما في بطني محررا تقدم معنى النذر ، وأنه لا يلزم العبد إلا بأن يلزمه نفسه. ويقال: إنها لما حملت قالت: لئن نجاني الله ووضعت ما في بطني لجعلته محررا. ومعنى لك أي لعبادتك. محررا نصب على الحال ، وقيل: نعت لمفعول محذوف ، أي إني نذرت لك ما في بطني غلاما محررا ، والأول أولى من جهة التفسير وسياق الكلام والإعراب: أما الإعراب فإن إقامة النعت مقام المنعوت لا يجوز في مواضع ، ويجوز على المجاز في أخرى ، وأما التفسير فقيل إن سبب قول امرأة عمران هذا أنها كانت كبيرة لا تلد ، وكانوا أهل بيت من الله بمكان ، وإنها كانت تحت شجرة فبصرت بطائر يزق فرخا فتحركت نفسها لذلك ، ودعت ربها أن يهب لها ولدا ، ونذرت إن ولدت أن تجعل ولدها محررا: أي عتيقا خالصا لله تعالى ، خادما للكنيسة حبيسا عليها ، مفرغا لعبادة الله تعالى. وكان ذلك جائزا في شريعتهم ، وكان على أولادهم أن يطيعوهم. فلما وضعت مريم قالت: رب إني وضعتها أنثى يعني أن الأنثى لا تصلح لخدمة الكنيسة. قيل لما يصيبها من الحيض والأذى. وقيل: لا تصلح لمخالطة الرجال. وكانت ترجو أن يكون ذكرا فلذلك حررت. اني نذرت لك مافي بطني من القائل. الثالثة: قال ابن العربي: لا خلاف أن امرأة عمران لا يتطرق إلى حملها نذر لكونها حرة ، فلو كانت امرأته أمة فلا خلاف أن المرء لا يصح له نذر في ولده وكيفما تصرفت حاله; فإنه إن كان الناذر عبدا فلم يتقرر له قول في ذلك; وإن كان حرا فلا يصح أن يكون مملوكا له ، وكذلك المرأة مثله; فأي وجه للنذر فيه ؟ وإنما معناه - والله أعلم - أن المرء إنما يريد ولده للأنس به والاستنصار والتسلي ، فطلبت هذه المرأة الولد أنسا به وسكونا إليه; فلما من الله تعالى عليها به نذرت أن حظها من الأنس به متروك فيه ، وهو على خدمة الله تعالى موقوف ، وهذا نذر الأحرار من الأبرار.
فتقبل مني " أي: فتقبل مني ما نذرت لك يا رب " إنك أنت السميع [ ص: 330] العليم " يعني: إنك أنت يا رب " السميع " لما أقول وأدعو " العليم " لما أنوي في نفسي وأريد ، لا يخفى عليك سر أمري وعلانيته. وكان سبب نذر حنة ابنة فاقوذ امرأة عمران الذي ذكره الله في هذه الآية فيما بلغنا ، ما: - 6858 - حدثنا به ابن حميد قال: حدثنا سلمة قال: حدثني محمد بن إسحاق قال: تزوج زكريا وعمران أختين ، فكانت أم يحيى عند زكريا ، وكانت أم مريم عند عمران ، فهلك عمران وأم مريم حامل بمريم ، فهي جنين في بطنها. قال: وكانت - فيما يزعمون - قد أمسك عنها الولد حتى أسنت ، وكانوا أهل بيت من الله - جل ثناؤه - بمكان. فبينا هي في ظل شجرة نظرت إلى طائر يطعم فرخا له ، فتحركت نفسها للولد ، فدعت الله أن يهب لها ولدا ، فحملت بمريم ، وهلك عمران. فلما عرفت أن في بطنها جنينا ، جعلته لله نذيرة و " النذيرة " أن تعبده لله ، فتجعله حبيسا في الكنيسة ، لا ينتفع به بشيء من أمور الدنيا. 6859 - حدثنا ابن حميد قال: حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن محمد بن جعفر بن الزبير قال ثم ذكر امرأة عمران وقولها: " رب إني نذرت لك ما في بطني محررا أي نذرته. تقول: جعلته عتيقا لعبادة الله ، لا ينتفع به بشيء من أمور الدنيا " فتقبل مني إنك أنت السميع العليم ".