وأيضاً تعمل على الترابط والحب والألفة بين الناس وبعضهم البعض، وهذه العادة الرائعة هي إحدى العادات القديمة. بل منذ العصر الجاهلي، واشتهر بها أناس عدة بهذه العادة، فجاء الإسلام وأثنى عليها، بل ويثاب فاعلها. وقد ذكر القرآن الكريم أول فاعلٍ هذه العادة الجميلة، في قوله تعالى (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ *. إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ} فقد يتساءل البعض، أو يجهل طرق إكرام الضيف، أو يظن أن إكرام الضيف يكون فقط بالتكاليف الباهظة. ولكن حقيقة الأمر أن الأمر أسهل وأيسر من ذلك، فقد يكون إكرام الضيف بحسن استقباله. وأيضاً بإظهار الترحيب به والابتسامة الرقيقة، وإخباره بفرحك لرؤيته، مع تقديم ما عندك، أو ما هو متاح لديك. حديث الرسول عن اكرام الضيف. فلو علم المضيف ما له من أجر ينتظره، وبلاء يرفع عنه فقط من إكرامه ضيفه، لفعل قصارى جهده لحسن ضيافته. يكفيك أن تعلم أيها المضيف أنك تعمل بسنة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم. كما أن تقديم الطعام والشراب والحلوى والفاكهة إن كان متاح لك ذلك هو من أعلى مراتب إكرام الضيف أيضاً.
فاستغرب صاحب الحديقة من سؤال السائل، فقال له خبره وعن سماعه اسمه من السحاب، وأن هناك أمرًا صدر للموكلين بتلك الغمامة بسقي حديقته، ففي تلك اللحظة سأله عن السبب الذي استحقه كي يأمر السحاب بسقي حديقته، إذ أنه لا شك بأنه قد عمل عملًا أرضى به وجه الله تعالى، وأبلغه أن يتطلع إلى إنتاج حديقته ويقسمها إلى ثلاثة أقسام، الأول يتصدق بها على المحتاجين و الفقراء وكل من يحتاج والثاني يجعله لمعيشة أهله وعياله والثالث يرده في حديقته. ومن المتعارف عليه هو أن الصدقة هي الأمور التي تحفظ المال وتحميه وتنقيه وتزكيه وتجعل فيه بركة وإن نفقة الإنسان على عياله تعتبر واجب فرضه الله تعالى عليه، وأن مراعاة الحديقة وحرثها وتسميدها وسقيها هي من أسباب الحفاظ عليها، لذلك يتبين لنا أن هذا الرجل كان يمثل المزارع المسلم الذي يقدر حقوق غيره وحق ربه وهو بنفس الوقت أيضًا لديه الخبرة بالطريقة العلمية ليصلح بها أرضه ويحسن استثمارها. العبر المستفادة من قصة السحابة التي أمرت أن تسقي حديقة الرجل الصالح 1- رعاية الله وحفظه لعباده الصالحين الذين تقام حياتهم على أساس الاستقامة على أوامره، فالله أمر السحاب أن يسقي بستان الرجل الصالح؛ لأنه يتصدق بثلث الناتج الذي يخرج من حديقته.
فكان الرسول يدعو بهذا الدعاء: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلَّت عليكم الملائكة»، الجلوس في المكان المناسب، فلا يجوز للضيف أن يجلس بجانب غرف النوم أو بجانب الباب. السلام على أهل الدار و الاستئذان عند الدخول قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ﴾ [الأحزاب: 53]. يحق للضيف لو رأي منكراً عند المضيف أن يرجع. حديث عن اكرام الضيف. شعر عن إكرام الضيف الشاعر عبيد بن قيس: ألا أيها الضَّيف الذي يَطْلب القِرى ….. بِبَتّا تَحَمَّلْ لَيْسَ في دارِهِ عَمْرو و كانَ أبو أَوْفَى إذا الضَّيفُ نابَه …….. تشَب له نار و تنَضَى لَهُ قِدْر فَيمْسِي و يضْحِي الضَّيفُ شَبْعَانَ و القِرى …….