وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وقوله: ( واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا) أي: اصبر على أذاهم ولا تبالهم ، فإنك بمرأى منا وتحت كلاءتنا ، والله يعصمك من الناس. وقوله: ( وسبح بحمد ربك حين تقوم) قال الضحاك: أي إلى الصلاة: سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك. وقد روي مثله عن الربيع بن أنس ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وغيرهما. وروى مسلم في صحيحه ، عن عمر أنه كان يقول هذا في ابتداء الصلاة. ورواه أحمد وأهل السنن ، عن أبي سعيد وغيره ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول ذلك. وقال أبو الجوزاء: ( وسبح بحمد ربك حين تقوم) أي: من نومك من فراشك. واختاره ابن جرير: ويتأيد هذا القول بما رواه الإمام أحمد: حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا الأوزاعي ، حدثني عمير بن هانئ ، حدثني جنادة بن أبي أمية ، حدثنا عبادة بن الصامت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من تعار من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير. كيفية التعامل مع الإساءة للرسول؟.. «الإفتاء» تجيب. سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ثم قال: رب اغفر لي - أو قال: ثم دعا - استجيب له ، فإن عزم فتوضأ ، ثم صلى تقبلت صلاته ".
تعار الرجل من الليل: إذا هب من نومه مع صوت; ومنه عار الظليم يعار عرارا وهو صوته; وبعضهم يقول: عر الظليم يعر عرارا ، كما قالوا زمر النعام يزمر زمارا. وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل: اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن أنت الحق ووعدك الحق وقولك الحق ولقاؤك الحق والجنة حق والنار حق والساعة حق والنبيون حق ومحمد حق اللهم لك أسلمت وعليك توكلت وبك آمنت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وأسررت وأعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ولا إله غيرك متفق عليه. وعن ابن عباس أيضا أنه عليه الصلاة والسلام كان إذا استيقظ من الليل مسح النوم من وجهه; ثم قرأ العشر الآيات الأواخر من سورة " آل عمران ". وقال زيد بن أسلم: المعنى حين تقوم من نوم القائلة لصلاة الظهر. و اصبر لحكم ربك فانك باعيننا. قال ابن العربي: أما نوم القائلة فليس فيه أثر وهو ملحق بنوم الليل. وقال الضحاك: إنه التسبيح في الصلاة إذا قام إليها. الماوردي: وفي هذا التسبيح قولان ؛ أحدهما: وهو قوله سبحان ربي العظيم في الركوع وسبحان ربي الأعلى في السجود.
فكل هذه ونحوها، مصائب، يؤمر بالصبر عليها، والاحتساب، ورجاء الثواب من الله عليها. {وَالضَّرَّاءِ} أي: المرض على اختلاف أنواعه، من حمى، وقروح، ورياح، ووجع عضو، حتى الضرس والإصبع ونحو ذلك، فإنه يحتاج إلى الصبر على ذلك؛ لأن النفس تضعف، والبدن يألم، وذلك في غاية المشقة على النفوس، خصوصًا مع تطاول ذلك، فإنه يؤمر بالصبر، احتسابا لثواب الله [تعالى]. {وَحِينَ الْبَأْسِ} أي: وقت القتال للأعداء المأمور بقتالهم، لأن الجلاد، يشق غاية المشقة على النفس، ويجزع الإنسان من القتل، أو الجراح أو الأسر، فاحتيج إلى الصبر في ذلك احتسابا، ورجاء لثواب الله [تعالى] الذي منه النصر والمعونة، التي وعدها الصابرين. و اصبر لحكم ربك انك باعيننا. للسعدي. ويقول تعالى: {الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ17} سورة آل عمران. فقال {الصابرين} أنفسهم على ما يحبه الله من طاعته، وعن معصيته، وعلى أقداره المؤلمة. وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا واتقوا الله لعلكم تفلحون } (200) سورة آل عمران.
إِن الْمُتقِينَ فِي جَناتٍ وَعُيُونٍ. ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آَمِنِينَ (سورة الحجر الآيتان ،45 و46) أي: إن للمتقين الذين يخافون ربهم ويجتنبون محارمه لهم في الآخرة الحدائق الزاهرة والبساتين الناضرة والعيون المتفجرة بالماء السلسبيل، ويقال لهم يوم القيامة: ادخلوا الجنة سالمين. إصبر لحكم ربك🤲🤍 - YouTube. ثالثاً: عين الله الراعية: وورد لفظ (عين الله) خمس مرات في القرآن الكريم، منها: وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الذِينَ ظَلَمُوا إِنهُمْ مُغْرَقُون (سورة هود-الآية 37) أي اصنع يا نوح السفن بحفظنا ورعايتنا وتحت نظرنا وبتعليمنا لك، ولا تراجعني بشأن قومك الظالمين فإنهم سيعاقبون بالغرق. وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبكَ فَإِنكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبحْ بِحَمْدِ رَبكَ حِينَ تَقُوم (سورة الطور آية 48) والخطاب في هذه الآية الكريمة موجه إلى رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم- للتحلي بالصبر ولتقبل قضاء الله وحكمه، لأنه عليه الصلاة والسلام- بحفظ الله وحمايته ورعايته، وإن الله عزّ وجل يطالبه بالتسبيح والتمجيد لله رب العالمين حين يقوم من فراشه ومن مجلسه أي أن يسبح الله في كل وقت وحين. * رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس
فتحت المُصحف بشكل عشوائي فوقعت عيناي مباشرة على آخر آيات سورة الطور: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وَمِن اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (49) } سورة الطور. يقول الإبن حمود: يالله! أحقيقة أم خيال؟! أصبت بالذهول واقشعر شعر جسدي، شعرت بالدهشة والاستبشار.. أحسست بأنها رسالة مباشرة لي، وكأنها تقول: اصبر على المرض، وأكثر من ذكر الله، وقم الليل بالصلاة، والدعاء وستُشفى من المرض بإذن الله تعالى! فلو قال لي أحد ممن أثق به: (إنك في عيني) سأشعر حينها بالأمان والسعادة، فكيف إن جاءت من عند الله. يارب، لك الحمد، كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. قلت في نفسي: لماذا أشغل نفسي بحمل همّ المرض وبالأفكار السلبية ما دمت في عناية الله؟ لذلك قررت وبإصرار أنني سأواجهه بشراسة حتى يعجز الصبر عن صبري.. حمدت ربي على هذه الرسالة المُباشرة السريعة.. اصبر لحكم ربك فإنك باعيننا. ثم تشاورنا في طريقة توصيل الخبر لأمي، كنت حريصًا على صحة أمي، فقررت الاتصال بأحد أخوالي، وأخبرته بالخبر، فحزن حزنًا شديدًا، وطلبت منه بأن يذهب إلى والدتي في البيت ليخبرها بالخبر، وأن يمنع جميع أفراد العائلة عن زيارتها ذلك اليوم؛ لكيّ لا ينقلب البيت إلى مجلس عزاء، وقد قام مشكورًا بتلك المهمة الصعبة جدًا.
ثم حض المؤمنين على ما يوصلهم إلى الفلاح - وهو: الفوز والسعادة والنجاح، وأن الطريق الموصل إلى ذلك لزوم الصبر، الذي هو حبس النفس على ما تكرهه، من ترك المعاصي، ومن الصبر على المصائب، وعلى الأوامر الثقيلة على النفوس، فأمرهم بالصبر على جميع ذلك. والمصابرة أيّ الملازمة والاستمرار على ذلك، على الدوام... تفسير الآيات للعلامة عبدالرحمن السعدي - رحمه الله تعالى - { ربنا ولا تُحمِّلنا ما لا طاقة لنا به (286)} سورة البقرة. اللهُمَّ نسألُك الرضَى بعد القضاءِ، ورَضِّنِا اللهُمَّ بِقَضَائِكَ. وأن تجعلنا من المجاهدين الصابرين في سبيل الله تعالى. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الطور - الآية 48. تجربة الشاب حمود جاسم حمود مع مرض السرطان: لقد أخبرتني إحدى الداعيات الفاضلات «صاحبتي» - هكذا أناديها - بأن ابن اختها قد أصيب بمرض خطير، وأن الله تبارك وتعالى قد منَّ عليه بالشفاء، فوثّق تجربته في كتاب - أنا على يقين بأن الله تعالى هو الشافي، وأن ذلك ليس عليه بعزيز - ولكن الذي أدهشني في الأمر هي تجربته مع الآية (48) من سورة الطور! فأحببت أن أتحدث إليه، وأن أنشر جزءا من كتابه. يقول الابن حمود في كتابه (عودتي إلى الحياة): (... ثلاثة أيام مضت في انتظار نتائج الفحوص والتحاليل التي كانت كفيلة بالحصول على المُراد، دخلت علينا الطبيبة مع مساعدتها، وطلبت منا الاستماع للنتائج، أخبرتنا بطريقة مُباشرة بأنني مُصاب بمرض سرطان البلعوم الأنفي، وأنه في مرحلة مُتقدمة، وانتشر إلى الغدد اللمفاويّة..!!