ما هو الفرق بين المزاج ، العواطف ، المشاعر و الصفات ؟ كثيرٌ ما نسمع عن العواطف والمشاعر والحالة المزاجية والصفات والسمات الشخصية، ونعتبر أن كلًا من تلك المفاهيم مترابطٌ وذو تأثير على الآخر، لكن الحقيقة أن الفرق بين تلك المصطلحات متسع، وتأثيرها علينا متفاوت من حيث حجم التأثير ومداه الزمني. المزاج هو حالة عاطفية تستمر لمدة طويلة قد تكون دقائق أو ساعات أو حتى أيام، ويتأثر المزاج بشدة بعدة عوامل مثل: البيئة وتشمل (الطقس، الإضاءة، الأشخاص من حولنا)، وعلم وظائف الأعضاء (الأكل، والصحة)، وأخيرًا حالتنا العقلية. إن المزاج إما يكون إيجابيًا أو سلبيًا. ويؤثر المزاج السلبي على طريقة رؤيتنا و إدراكنا للعالم وسلوكنا، في المقابل يعزز المزاج الإيجابي التفكير المرن والحذر والحلول الإبداعية. المشاعر والاحاسيس في علم النفس العيادي pdf. أخيرًا المزاج أقل احتمالية للاستفزاز والتحفيز بواسطة حافز أو حدث معين. العواطف هي مواد كيميائية موطنها الجهاز العصبي بأدمغتنا، يتم إصدارها استجابةً لتفسيرنا لمحفز معين، يتم إطلاق المواد الكيمائية العاطفية في جميع أنحاء أجسامنا وليس فقط أدمغتنا. تحدث العاطفة بسبب مثير معين قد يكون داخليًا أو خارجيًا، وهكذا لا يمكن الشعور بالعاطفة إلا من خلال التجارب العاطفية التي تثيرها، ويمكن اكتشاف هذه العواطف من خلال الأفكار والرغبات والأفعال المرتبطة بها.
فنحن نشعر بالخوف ونبدأ في الوقت نفسه الشعور بالارتجاف والرعشة والتوتّر. وبشكلٍ أكثر تحديدًا، تقترح النظريّة أنّ عواطفنا تنتج في حال قيام المِهاد "thalamus" بإرسال رسالة للدماغ ردًا على تحفيزٍ خارجيّ، ما يؤدي لرد فعلٍ فسيولوجي والذي بدوره يؤدّي -في الوقت نفسه- لتلقّي الدماغ إشارات مسؤولة عن الانفعال العاطفي. أي أنّ التغيرات الفسيولوجية والنفسية تحدث في الوقت ذاته ولا تسبّب إحداها للأخرى. وعودة لمثال الذئب؛ فأنتَ خائف وترتجف بشكلٍ تلقائيّ مترابط، لا لأنّ خوفك سبّب ارتجافك أو ارتجافك أدّى لخوفك. معنى المشاعر والأحاسيس ! - أخبار السعودية | صحيفة عكاظ. نظرية سكاشتر-سينجر تُعدّ هذه النظرية على التفسيرات المعرفيّة والإدراكية للعواطف والانفعالات، وتشير إلى أنّ الإثارة الفسيولوجية تحدث أولّا، ثم يقوم الفرد بتحديد السبب وراء هذه الإثارة لتسميته بمسمّى العاطفة أو الانفعال. أيْ أنّ المحفّر والتأثير الخارجيّ يؤدي إلى استجابة فسيولوجية ثمّ يعمل الدماع على تفسيرها وترجمتها إدراكيًا ومعرفيًا تحت مسمّى العاطفة. تستند النظرية سكاشتر-سينجر على كلٍ من نظرية جيمس-لانج ونظرية كانون-بارد. فكما اقترحت نظرية جيمس لانج، تقترح نظرية سكاشتر-سينجر أنّ الأفراد يُظهرون العواطف بناءً على الاستجابات الفسيولوجية، لكنّ العامل الحاسم هما هو التفسير المعرفي والترجمة الإدراكيّة الذي يستخدمها كلّ فرد لتسمية مشاعره وعواطفه.
علّ أهم الانتقادات التي تعرّضت لها النظرية هي أنّنا كثيرًا ما ندخل في انفعالٍ أو عاطفة ما دون أنْ نفكّر فيهما أو في تسميتهما أما فيما يتعلّق بنظرية كانون-بارد، فتشير نظرية سكاشتر-سينجر إلى أنّ الاستجابات الفسيولوجية المتشابهة والمتماثلة يمكن أن تُنتج مشاعر تتفاوت وتختلف من شخص لآخر. المشاعر والاحاسيس في علم النفس الانساني. فقد تتسارع نبضات قلبك وتتعرّق بسبب امتحانٍ لك، وقد تواجه نفس ردات الفعل في حال قالبت الشخص الذي تحبّ على سبيل المثال، فالتوتّر والحبّ أنتجا نفس ردات الفعل الفسيولوجية. وعلى الرغم من أنّ هذه النظرية أضافت كثيرًا لأبحاث علم النفس المتعلقة بالعواطف والانفعالات إلا أنها أيضًا تعرّضت للنقد، وواجهت أبحاثًا مناقضة. ولعلّ أهم الانتقادات التي تعرّضت لها النظرية هي أنّنا كثيرًا ما ندخل في انفعالٍ أو عاطفة ما دون أنْ نفكّر فيهما أو في تسميتهما، فشعورنا وانفعالنا أسرع بكثير من اللحظة التي يستغرق فيها دماغنا بالتفكير حيال الموقف. نظرية التقييم المعرفي غالبًا ما يشار إلى هذه النظرية باسم "نظرية لازاروس" تبعًا لرائدها ريتشارد لازاروس والذي ميّز بين نوعين من التقييم المعرفي للمواقف؛ أوّليّ يعتمد على إدراك الفرد للموقف وثانويّ يندرج تحت كيفية مواجهة الموقف والوسائل المتبعة في ذلك، بالإضافة لآثاره المحتملة.