ولنا أن نتخيل هذا الموقف ، الشاعر مرتفع فوق الأرض من رأس جبل ، يتأمل ما حوله في البادية بكل ما فيها من مظاهر طبيعية ، وينظر في تقلبات الناس والحياة ، وكما يقول: فرأس الجبل مرتفع ، يصعب الوصول إليه ، وهذا يشير إلى أنه كان وحيدا ، في علياء المكان ، ولكن الفكر ( هوجاس) مشتت ، والقلب يعاني. إنها لحظة شفافة ، اجتمع فيها علو المكان ، ورفعة النفس.
إنه الموت بصورته الكاملة: فناء الإنسان وتهدم البنيان. كالعنبر الغالي بالاســــواق غـــالي *** ولادرهم الفضـــيه على صفر ونحاس يعرج الشاعر الأمير إلى العلاقة مع الأصدقاء ، وهنا نرى التحذير من توهم المثالية والأخلاق العالية في الناس ، فكل بشر منا معرض إلى لحظات ضعف ، والذكي من يداري على خطأ صديقه ، ولا يخيب الظن بالرفيق الموالي له ، فهو يحتاج للصديق دائما كأخ ومستشار ، وحتى لو تعرض لزلات وأخطاء من بعض أصحابه ، فهو غير مخبر عن هذه الزلات. إنها قمة الحكمة في الحياة ، قمن يفضح صديقه سيفضحه غيره ، والدنيا دول ، مرة لك ومرة عليك. من اجمل قصائد الشاعر محمد الاحمد السديري رحمه الله - منتــدى العـونــة الـرســمي. وانظر إلى التشبيه الجميل:" كالعنبر الغالي بالاســــواق غـــالي " فالعنبر من أفخم المشمومات ، ومن أغلاها ثمنا ، فهو جمع عظم الرائحة الزكية ، وغلو الثمن ، وهذا هو الصديق الموالي ، ثم يعقب هذا بصورة أشد جمالا ، "ولادرهم الفضـــيه على صفر ونحاس" ، فهل تقارن الفضة بالنحاس الأصفر ، إنها مقارنة غير متكافئة ، وهي تندرج تحت ما يسمى التشبيه الضمني ، فالصديق الموالي لا يقارن فهو مثل العنبر الغالي ، والعملة عالية القيمة. ثم يقول الشاعر الأمير: هنا يعود بنا إلى ذاته الشعرية: فهو يربط نفسه بالنص: فمشكلاته وتعني هنا تجاربه في الحياة كثيرة لا حصر لها ، يعجز الحبر والقرطاس عن تسجيلها.
طًرّحٌ مٌخملَي.., كُلْ شَئَ مختلفْ هُنــا يعطَيكـًم العآفية.. ولـآحرَمنآ منَكـًم بإنتظَآرَجَديِدكًـم بشغفَ
عندما ثارت المشاكل على الحدود السعودية اليمنية بعد الإطاحة بالإمام يحيى بن أحمد ، أستطاع الأمير أحمد السديري بحكمتة السيطرة على الحدود بحنكة ودهاء. أسس الأمير أحمد السديري ، ثلاث مدن رئيسية هي مدينة عرعر والقيصومة وطريف ، وساعد ذلك على توطين القبائل هناك حتى أصبحت مدنًا مليئة بالحركة والنشاط والتقدم ، كما تولى قيادة الجيش بالمنطقة الجنوبية ، ومكث ثماني سنوات حتى أنتهت حرب اليمن وعاد وقضى بقية حياته متنقلًا بين الطائف ومزرعته الخفيات شمال بريدة على طريق حائل. أصيب بأزمة قلبية حادة ، مما ترتب عليها مكوثه في الفراش لمدة شهر حتى توفي عام 1398هـ في الرياض ، وقد دفن بالخفيات في شمال القصيم ، وقد رثاه عدد كبير من الشعراء بقصائد تدمي القلوب نظرًا لمكانته الكبيرة. قصيده حكمه - محمد احمد السديري - منتديات عبير. سمات شخصية الأمير أحمد السديري كان الأمير الشاعر أحمد السديري معروفًا بمكارم الأخلاق ، وكان محبًا للفقراء ويساعد المحتاجين ، كان معروفًا بحب الناس ، وحسن الضيافة حيث كان يستضيف الأدباء والشعراء من جميع دول الخليج والمملكة. هوايات الأمير أحمد السديري شغف الأمير أحمد السديري في بداية حياته بركوب الخيل وكان معروفًا بسرعة العدو والجري ، حتى قيل عنه إنه كان يلحق الصعاب من الإبل ويمسك بها ، كما إنه كان مولعًا بالقنص وإقتناء الطيور النادرة.
– قصيدة حملي ثقيل. – قصيدة الرفيق الموالي.