وغيرُ جائز الاعتراض عليها فيما كانت عليه مجمعة، بقول من يجوز عليه السهو والخطأ. واختلف أهل التأويل في أعيان الكلمات التي تلقاها. آدمُ من ربه. فقال بعضهم بما:- 775 - حدثنا به أبو كريب، قال: حدثنا ابن عطية، عن قيس، عن ابن أبي ليلى ، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: " فتلقى آدمُ من ربه كلمات فتابَ عليه " ، قال: أي رب! القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة البقرة - الآية 37. ألم تخلقني بيدك؟ قال: بلى، قال: أي رب، ألم تنفخ فيّ من روحك؟ قال: بلى، قال: أي رب، ألم تسكني جَنتك؟ قال: بلى. قال: أي رب، ألم تسبق رحمتُك غضبك؟ قال: بلى. قال: أرأيت إن أنا تبت وأصلحت، أراجعي أنت إلى الجنة ؟ قال: نعم. قال: فهو قوله: " فتلقى آدمُ من ربه كلمات " (263). 776 - وحدثني علي بن الحسن، قال: حدثنا مسلم، قال: حدثنا محمد بن مُصعْب، عن قيس بن الربيع، عن عاصم بن كليب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، نحوه. 777 - وحدثني محمد بن سعد قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: " فتلقى آدمُ من ربه كلمات فتاب عليه " ، قال: إن آدم قال لربه إذ عصاه: رب أرأيت إن أنا تبت وأصلحت؟ فقال له ربه: إني راجعك إلى الجنة (264). 778 - وحدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد بن زُرَيع، عن سعيد، عن قتادة قوله: " فتلقى آدم من ربه كلمات " ، ذكر لنا أنه قال: يا رب، أرأيت إن أنا تبت وأصلحت؟ قال: إني إذًا راجعك إلى الجنة، قال: وقال الحسن: إنهما قالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.
والله أعلم.
ما هي الكلمات التي تلقّاها آدم عليه السلام من ربه فتاب عليه؟ - Quora
في عصر المادية فلنحيينه حياة طيبة تشير الإحصاءات المقدَّمة من منظَّمة الصِّحة العالمية إلى أنَّ نِسَبَ الانتحار الأعلى في العالَم هي في دول الاتِّحاد السوفيتي السابق، وكذلك في بعض الدول الأوربية الغنيَّة؛ كفرنسا والسويد وسويسرا، فإلى ماذا تشير تلك المعْلومة لمن تأمَّلَها؟ لا بدَّ من التَّنويه قبل ذلك على أنَّ الإنسان لا يُقْدِم على الانتحار إلا إذا وصل إلى مرحلة نفسية معقَّدة، وشعور كبير باليأس والإحباط. إنَّ تسجيل أعلى نسبة انتحار في دول ترفع راية الإلحاد واللاَّدينية ( كدُول الاتِّحاد السوفيتي السابق)، وكذلك في دولٍ مشهورة بالثَّراء والرفاهية والتَّرَف، ( كالسويد: أعلى دخْل فردي في العالَم) - تشير إلى حقيقةٍ لا جدال فيها، يَفهمها أكثرُ الناس بشكل معكوس، وهي: أنَّ السبيل إلى الراحة والسعادة ليس في التحرُّر من الدِّين والانسلاخ منه ( الشعوب السوفيتية مثالاً)، وكذلك ليس في الوصول إلى الشِّبَع المادي بشتَّى صُوَره وألوانه ( الشعوب الأوربِّية مثالاً)، والتجارب أثبتت صدْق هذا الكلام، وإن ادَّعى الناس خلاف ذلك. إنَّ الذي يعْلَم ما يُسعِد الإنسانَ ويُفرِح قلبَه هو الذي أوجده وصنَعه وهو الله - جل وعلا - فالله - تعالى - وليس غيره أعلَمُ بحال الإنسان من الإنسان، فلا سبيل للإنسان الباحث عن السعادة والعيش الطيِّب إلا بمعرفة السبيل إلى ذلك عن طريق خالقه وفاطره - سبحانه وتعالى.
وهذا الفرح غير مسألة تمني البلاء, فتمني البلاء لا يجوز ، كما جاء في الحديث عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِى أَوْفَى رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: (أَيُّهَا النَّاسُ ، لاَ تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ ، وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ) رواه البخاري (6810) ومسلم (1742).
والله ما أعرف مَن عاش رفيع القدر بالغًا من اللذَّات ما لم يبلغ غيره، إلاَّ العلماء المخْلِصين، كالحسن وأحمد وسفيان، والعُبَّاد المحقِّقين كمعروف، فإن لذَّة العلم تزيد على كل لذَّة"؛ اهـ. ♦ الإمام ابن تيمية: يحكي لنا تلميذه ابن القيِّم عن بعض أحواله، فيقول: ♦ سمعتُ شيخ الإسلام ابن تيميَّة - قدَّس الله روحه - يقول: إنَّ في الدنيا جنَّة، مَن لم يدخلها لا يدخل جنَّة الآخرة. فلنحيينه حياة طيبة. ♦ وقال لي مرة: ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنَّتي وبستاني في صدري، أين رُحتُ فهي معي لا تفارقني، إنَّ حبسي خلْوة، وقَتْلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة. ♦ وكان يقول في محبسه في القلعة: لو بذلت ملء هذه القاعة ذهَبًا ما عدل عندي شكر هذه النعمة، أو قال: ما جزَيْتُهم على ما تسبَّبُوا لي فيه من الخير ونحو هذا، وكان يقول في سجوده وهو محبوس: اللَّهم أعِنِّي على ذِكْرك وشكرك وحُسْن عبادتك، ما شاء الله. ♦ وقال لي مرَّة: المحبوس من حُبِس قلبه عن ربِّه - تعالى - والمأسور من أسَره هواه. ♦ ولما دخل إلى القلعة، وصار داخل سُورها نظر إليه، وقال: ﴿ فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ ﴾ [الحديد: 13].
وقال رحمه الله أيضاً: وقد فُسرت الحياة الطيبة: بالقناعة ، والرضى ، والرزق الحسن ، وغير ذلك ، والصواب: أنها حياة القلب ، ونعيمه ، وبهجته ، وسروره بالإيمان ، ومعرفة الله ، ومحبته ، والإنابة إليه ، والتوكل عليه ؛ فإنه لا حياة أطيب من حياة صاحبها ، ولا نعيم فوق نعيمه ، إلا نعيم الجنة ، كما كان بعض العارفين يقول: " إنه لتمر بي أوقات أقول فيها: إن كان أهل الجنة في مثل هذا: إنهم لفي عيش طيب " ، وقال غيره: " إنه ليمر بالقلب أوقات يرقص فيها طرباً ". " مدارج السالكين " ( 3 / 259). والأقوال في هذا المعنى كثيرة ، وكلها تدل على أن الحياة الطيبة هي حياة معنوية ، يعيشها قلب المؤمن مطمئناً بقضاء الله تعالى ، ومنشرحاً بما قدره عليه ، وسعيداً بإيمانه بربه تعالى ، وليس المراد من الحياة الطيبة – قطعاً – النعيم البدني ، وانعدام الأمراض والفقر وضيق العيش. وننبه إلى أن القول بأن الحياة الطيبة إنما تكون الجنة: بعيد عن معنى الآية ؛ لأن الله تعالى ذَكَرَ بعدها نعيم الجنة لمن آمن وعمل صالحاً.
محاضرة بعنوان "فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَة" لفضيلة الأستاذ ياسين العمري - YouTube
تفسير الطبري " ( 17 / 291 ، 292). ب.