إخفاء الهوية يرجى الانتظار إلغاء د. محمد ابراهيم ابو مسامح متابعة ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية. 1600834593 قال الله تعالى: ( أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ ۚ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) سورة الزمر (22) - الويل: هو العذاب الشديد يوم القيامة ، وقيل هو وادٍ في قعر جهنم تستعيذ جهنم منه في اليوم سبعين ألف مرة!!! - وقساوة القلب: تكون ببعده عن استماع الحق, واتباع الهدى, والعمل بالصواب ، والتعلق بغير الله تعالى ، وهجر كتابه ، والحرص على الدنيا ، وكثرة الضحك ، والإكثار من الطعام والشراب ، وسماع المنكر والأغاني ، ورفاق السوء. - فقوله تعالى: ( فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ) هو وعيد من الله تعالى للذين جفت قلوبهم ونأت عن ذكر الله وأعرضت عن القرآن الذي أنـزله تعالى ذكره. - وقوله: ( أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) أي أن هذه الفئة تسير على غير قصد وعلى غير بصيرة وهدى ، لتركهم الطريق المستقيم الواضح ، فهم في طريق معوج واضح. فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله. فهم في خسران وهلاك يوم القيامة. 105 مشاهدة تأييد ايلوول القراءة.
جملة: (اللّه نزّل) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (نزّل) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه). وجملة: (تقشعرّ منه جلود) في محلّ نصب نعت ثالث ل (كتابا). وجملة: (يخشون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين). وجملة: (تلين جلودهم) في محلّ نصب معطوفة على جملة تقشعرّ. وجملة: (ذلك هدى اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (يهدي) في محلّ نصب حال من هدى والعامل فيها الإشارة ذلك. تفسير الآية " فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله " | المرسال. وجملة: (يشاء) لا محلّ لها صلة الموصول (من)، والعائد محذوف. وجملة: (من يضلل اللّه) لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك هدى. وجملة: (ما له من هاد) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. البلاغة: 1- وصف الواحد بالجمع: في قوله تعالى: (مَثانِيَ): لأن الكتاب جملة ذات تفاصيل، وتفاصيل الشيء هي جملته لا غير، ألا تراك تقول: القرآن أسباع وأخماس، وسور وآيات، وكذلك تقول: أقاصيص وأحكام ومواعظ مكررات، ونظيره قولك: الإنسان عظام وعروق وأعصاب. 2- فائدة التكرير: وفائدته التثنية. والتكرير: ترسيخ الكلام في الذهن، فإن النفوس أنفر شيء عن حديث الوعظ، فما لم يكرر عليها، عودا عن بدء، لم يرسخ فيها، ولم يعمل عمله، ومن ثم كانت عادة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم أن يكرر عليهم ما كان يعظ به وينصح، ثلاث مرات، وسبعا، ليركزه في قلوبهم، ويغرسه في صدروهم.
وروى مرة عن ابن مسعود قال: قلنا: يا رسول الله ، قوله تعالى: أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه كيف انشرح صدره ؟ قال: إذا دخل النور القلب انشرح وانفتح. الإعجاز البياني في قوله فويل للقاسية قلوبهم - سطور. قلنا: يا رسول الله ، وما علامة ذلك ؟. قال: الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل نزوله وخرجه الترمذي الحكيم في نوادر الأصول من حديث ابن عمر: أن رجلا قال: يا رسول الله ، أي المؤمنين أكيس ؟ قال: أكثرهم للموت ذكرا ، وأحسنهم له استعدادا ، وإذا دخل النور في القلب انفسح واستوسع. قالوا: فما آية ذلك يا نبي الله ؟ قال: الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل نزول الموت فذكر - صلى الله عليه وسلم - خصالا ثلاثة ، ولا شك أن من كانت فيه هذه الخصال فهو الكامل الإيمان ، فإن الإنابة إنما هي أعمال البر; لأن دار الخلود إنما وضعت جزاء لأعمال البر ، ألا ترى كيف ذكره الله في مواضع في تنزيله ثم قال بعقب ذلك: " جزاء بما كانوا يعملون " فالجنة جزاء الأعمال ، فإذا انكمش العبد في أعمال البر فهو إنابته إلى دار الخلود ، وإذا خمد حرصه عن الدنيا ، ولها عن طلبها ، وأقبل على ما يغنيه منها فاكتفى به وقنع ، فقد تجافى عن دار الغرور.
- وقوله تعالى: فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [الأنعام: 43] قال الألوسي: (ومعنى قَسَتْ إلخ، استمرت على ما هي عليه من القساوة، أو ازدادت قساوة) [6884] ((روح المعاني)) (4/143). قال ابن كثير: (قال الله تعالى: فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ أي: فهلا إذ ابتليناهم بذلك تضرعوا إلينا وتمسكنوا إلينا وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ أي: ما رقَّت ولا خشعت وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ أي: من الشرك والمعاصي) [6885] ((تفسير القرآن العظيم)) (3/256). قال ابن عاشور: (ولكن اعتراهم ما في خلقتهم من المكابرة وعدم الرجوع عن الباطل كأنَّ قلوبهم لا تتأثر فشبهت بالشيء القاسي - والقسوة: الصلابة - وقد وجد الشيطان من طباعهم عونًا على نفث مراده فيهم فحسَّن لهم تلك القساوة وأغراهم بالاستمرار على آثامهم وأعمالهم) [6886] ((التحرير والتنوير)) (7/229). القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الزمر - الآية 22. - وقال تعالى: لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ [الحج: 53] قال السعدي: ( وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ أي: الغليظة، التي لا يؤثر فيها زجر ولا تذكير، ولا تفهم عن الله وعن رسوله لقسوتها، فإذا سمعوا ما ألقاه الشيطان، جعلوه حجة لهم على باطلهم، وجادلوا به وشاقوا الله ورسوله) [6887] ((تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)) (1/542).
/ نايف الفيصل قال السعدي: (فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أي: لا تلين لكتابه، ولا تتذكر آياته، ولا تطمئنُّ بذكره، بل هي معرضة عن ربها، ملتفتة إلى غيره، فهؤلاء لهم الويل الشديد، والشر الكبير) قال الطبري: (وقوله: فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ عن الخيرات، واشتدت على السكون إلى معاصي الله) كثرة الذنوب تجعل على القلب طبقة من الران تجعله يقسو ولا يستجيب ولا يلين فيصبح أسير الخطايا.. يقول الله تعالى (من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته) امح ذنوبك وخطاياك بالحسنات قبل ان تقضي عليك ، هناك ذنوب لديها خاصة تدمير جميع زوايا حياتك ، تعبث بممتلكات نفسك ، تشعل حرائقها في غرف روحك الداخلية. { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌمِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد:16]، فطول الأمد على مَن قبلنا حتى ضيَّعوا وتكاسلوا هو الذي قسَّى قلوبهم، ومَن قصَّر الأمل، واتَّبع شرع الله، وابتعد عن محارم الله؛ ليَّن اللهُ قلبَه، وشرح صدره، واستقام على الطريق.
وجعل المعنى: أن قسوة قلوبهم حصلت فيهم من أجل ذكر الله ، ومعنى الابتداء في الآية الثانية ، أي: قست قلوبهم ابتداء من سماع ذكر الله. والمراد " بذكر الله " القرآن ؛ وإضافته إلى " الله " زيادة تشريف له. والمعنى: أنهم إذا تليت آية اشمأزوا فتمكن الاشمئزاز منهم فقست قلوبهم. وحاصل المعنى: أن كفرهم يحملهم على كراهية ما يسمعونه من الدعوة إلى الإسلام بالقرآن فكلما سمعوه أعرضوا وعاندوا وتجددت كراهية الإسلام في قلوبهم حتى ترسخ تلك الكراهية في قلوبهم فتصير قلوبهم قاسية. فكان القرآن أن سبب اطمئنان قلوب المؤمنين قال تعالى الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب وكان سببا في قساوة قلوب الكافرين. وسبب ذلك اختلاف القابلية فإن السبب الواحد تختلف آثاره وأفعاله باختلاف القابلية ، وإنما تعرف خصائص الأشياء باعتبار غالب آثارها في غالب المتأثرات ، فذكر الله سبب في لين القلوب وإشراقها إذا كانت القلوب سليمة من مرض العناد والمكابرة والكبر ، فإذا حل فيها هذا المرض صارت إذا ذكر الله عندها أشد مرضا مما كانت عليه. وجملة أولئك في ضلال مبين مستأنفة استئنافا بيانيا لأن ما قبله من الحكم بأن قساوة قلوبهم من أجل أن يذكر الله عندهم يثير في نفس السامع أن يتساءل: كيف كان ذكر الله سبب قساوة قلوبهم ؟ فأفيد بأن سبب ذلك هو أنهم متمكنون من الضلالة منغمسون في حمأتها فكان ضلالهم أشد من أن يتقشع حين يسمعون ذكر الله.