وفي مصباح الزائر قال السيد ابن طاووس: فاذا اردت وداعهم عليهم السلام فقل: «السلام على ائمة الهدى ورحمة الله وبركاته استودعكم الله واقراً عليكم السلام آمنا بالله وبالرسول وبما جئتم به ودللتم عليه، اللهم فاكتبنا مع الشاهدين ثم ادع الله كثيراً وسله ان لا يجعله آخر العهد من زيارتهم، وان اردت البسط في زيارتهم صلوات الله عليهم وقضاء الوطر من اهداء التحية اليهم فعليك بما سيأتي من الزيارات الجامعة». 2- الزيارة الثانية: وهي مروية في مصباح الكفعمي ، قال: تقول في زيارة ائمة البقيع (عليهم السلام) بعد ان تجعل القبر بين يديك وانت على غسل: «السلام عليكم يا خزان علم الله وحفظة سره وتراجمة وحيه اتيتكم يا بني رسول الله عارفاً بحقكم مستبصراً بشأنكم معادياً لأعدائكم موالياً لأوليائكم، بابي أنتم وامي صلى الله على ارواحكم وابدانكم، اللهم اني اتولى آخرهم كما توليت اولهم وابرأ من كل وليجة دونهم آمنت بالله وكفرت بالجبت والطاغوت واللـّات والعزّى وكلّ ندّ يدعى من دون الله». (وتقول في وداعهم): «السلام عليكم أئمة الهدى ورحمة الله وبركاته استودعكم الله واقرأ عليكم السلام آمنا بالله وبالرسول وبما جئتم به ودللتم عليه اللهم فاكتبنا مع الشاهدين ولا تجعله آخر العهد من زيارتهم والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته».
فالإمام:عليه السلام: قد وظّفَ فترة إمامته الحقة ربانيا والتي استمرت قرابة أربع وثلاثين سنة بدءاً من شهادة أبيه الباقر:ع: سنة 114 للهجرة الى سنة شهادته هو:عليه السلام: سنة 148 للهجرة. وبذل جهده في تأصيل القواعد والمتبنيات الفكرية والعقدية والفقهية والشرعية وحتى العقلانية والأخلاقية في المنظومة الإسلامية الأصيلة. إذ قال:عليه السلام::إنَّما علينا أنْ نُلقي إليكم الأصول وعليكم أنْ تُفرِّعوا::وسائل الشيعة:الحر العاملي:ج18:ص41: والى يومنا هذا يعتمدُ العلماء والفقهاء والفلاسفة المعاصرون من المسلمين وغيرهم على المخزون المعرفي والعلمي للإمام الصادق:ع: ومن أبرز ما تميّز به عصره هو ظهور التنوع البشري جنسا وثقافة وحضارةً وفكرا. زيارة الامام جعفر الصادق. وخاصة بعد إتساع الفتوحات الإسلامية فتنوعتْ الثقافات والآداب وظهرت حركة ترجمة الكتب المتبادلة من والى المسلمين. ومن هنا حشّّدَ الإمام الصادق:عليه السلام: كل طاقاته العلمية والفكرية لمواجهة الغزو الفكري والثقافي الذي سمح به بنو العباس في الساحة الفكرية آنذاك وخاصة تيارات الزندقة والملاحدة الشهيرة في التاريخ. والتاريخ قد وثّق الحوارات والمناظرات الفكرية والفلسفية بين الإمام الصادق:ع: والتيارات المضادة فكرا للإسلام وبيَّنَ كيف تغلَّبَ الإمام: عليه السلام: فكريا وجدليّاً على تلك التيارات.
عاصر إمامنا الصادق (ع) عشرة من حكام بني أميّة وكان أولهم عبد الملك بن مروان حيث تزامنت ولادة الإمام عليه السلام أواخر حكمه, أما بقية من عاصرهم (ع) فهم الوليد بن عبد الملك، وسلمان بن عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز، ويزيد بن عبد الملك، وهشام بن عبد الملك، والوليد بن يزيد، ويزيد بن الوليد، وابراهيم بن الوليد، ومروان الحمار، كما عاصر (ع) اثنين من خلفاء بني العباس هما ابو العباس السفاح وأخوه أبو جعفر المنصور ، وكانت مدة إمامة إمامنا الصادق (عليه السلام) أربع وثلاثين سنة وهي المدة التي عاشها بعد أبيه الإمام الباقر (ع). عاش الصادق (عليه السلام) مع أبيه وجده إثنتي عشر سنة ومع أبيه بعد جدِّه تسع عشر سنة وبعد أبيه أربع وثلاثين سنة وحين توفي (ع) كان عمره الشريف خمس وستين سنة. شهد الإمام عليه السلام في العهد الأموي الظلم والقتل والتشريد والسجن والتعذيب الذي كان يمارسه الأمويون ضدّ خصومهم بصورة عامة وضدَّ العلويين بصورة خاصة، فضلا عن التعذيب النفسي الذي كان يقوم به الولاة والمتزلفون للحكام حيث كانوا يجمعون كل من يمت بصلة لأمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام ويضعونهم قريباً من المنبر يوم الجمعة ويقوم الخطيب بسب الإمام علي عليه السلام, واستمر هذا الأمر إلى حكم عمر بن عبد العزيز الذي منع السب.