سُمُوُّ الاعتذارِ الحمدُ للهِ الرزاقِ، واهبِ العطاءِ ومُقَسِّمِ الأخلاقِ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له العظيمُ الخلَّاقُ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى اللهُ وسلَّمَ عليه وعلى آله وصحبِه إلى يومِ التَّلاقِ. أما بعدُ، فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [البقرة: 278]. أيها المؤمنون! الاعتذار. إنَّ من شأنِ الشريعةِ الربانيةِ رَعْيَ الفِطَرِ التي جُبِلَ عليها البَشَرُ، وتقويمَ مُعْوَجِّها، وتهذيبَ ما نَدَّ منها.
والاعتذار هو من الصفات و الاخلاق الحميدة والذي يتبين لنا ان الشخص المعتذر، يرغب في التخلص من سلبيات أفعاله، والرجوع إلى الطريق الصواب، والتوبة الى الله تعالى في المستقبل فنجد معنى الاعتذار، يلتقي مع معنى التوبة، والدليل على ذلك إننا نجد الكثير من أدعية أهل البيت(عليهم السلام) المأثورة عنوان الاعتذار إلى الله تعبيراً عن التوبة اليه سبحانه، من الافعال السيئة التي قام بها، حيث نجد في الصحيفة السجادية من أدعية الإمام السجاد(عليه السلام) إنه قال: ( اللّهمّ إني أعتذر إليك من مظلوم ظُلِم بحضرتي فلم أنصره... ، ومن مسيء اعتذر إليّ فلم أعذره) [5].
نحتاج أن نتقن فن الاعتذار، فكم من عداوات كان يمكن تجنبها بكلمة اعتذار، وكم من بيوت تهدمت لغياب ثقافة الاعتذار، وكم من نفوس تغيرت وصدور أوغرت حين غابت عن بعضنا شجاعة الاعتذار. نسأل الله تعالى أن يعفو عنا ويقيل عثراتنا وأن يتجاوز عن سيئاتنا إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد، والحمد لله رب العالمين.