الخلافة في قريش / الموضوع الذي يتحاشاه علماء السلاطين - YouTube
هذا بالإضافة إلى أن إدارة الدولة ليست محصورة في الخليفة وحده، بل له معاونوه وولاته، والذين من الممكن أن يكونوا من قريش أو من غيرها، فيولي الأصلح في ذلك. وليس الأمر أمر دعوة إلى عصبية وإنما وراء ذلك حكم ومصالح يعلمها العليم الخبير، وليس في تولي أمر الأمة تشريف، وإنما هو تكليف يسأل عنه صاحبه أمام الله تعالى يوم القيامة، كما ثبت في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته..... الحديث. بحث عن الخلافة الإسلامية - سطور. ونختم بالقول بأنه ينبغي أن ينظر إلى مثل هذا الأمر من منطلق ما جاء به الشرع بعيدا عن التأثر بالثقافات الوافدة والتي أساسها نظريات لا تمت إلى الدين بصلة. والله أعلم.
الحديث أعلاه يدل بوضوح على أنه يجوز أن يكون الإمام "عبدا حبشيا" وليس قرشيا، ومع ذلك قام فقهاء أهل السنة بتبريره قائلين بأن حديث الرسول خرج مخرج التمثيل والفرض، وذلك للمبالغة في وجوب السمع والطاعة! بل ذهبوا أبعد من ذلك كما في شرح ابن بطال لصحيح البخاري وقد نقل عن المهلب قوله بخصوص الحديث: "قوله "أسمعوا وأطيعوا" لا يوجب أن يكون المستعمل للعبد إلا إمام قرشي، لما تقدم أن الإمامة لا تكون إلا في قريش، وإنما أجمعت الأمة على أنه لا يجوز أن تكون الإمامة في العبيد". من الجلي أن التفسير أعلاه يضرب في صميم الدعوة الإسلامية التي جاءت لرفع الظلم عن الضعفاء وإعلان المساواة بين الناس وقالت إنه لا يجب التفريق بينهم إلا بالتقوى، فكيف إذا تجمع الأمة على رفض إمامة شخص مسلم رمت به الأقدار في العبودية، أو آخر من بلاد الفرس أو الترك اعتنق الإسلام وصح تدينه؟ من ناحية أخرى، هناك الحديث المنسوب لعمر بن الخطاب في شأن تولى الخلافة والذي يقول: "لو كان سالم مولى أبي حُذيفة حيًّا ما جعلتُها شورى، أو لولَّيته، أو لما دخلتني فيه الظّنة"، وقد كان سالم من أهل فارس ولم يكن قرشيا، وكان عبدا لامرأة من الأنصار اسمها بثينة بنت يعار، وقد أعتقته.