وإنما أنكر الله عز وجل على بني إسرائيل هذا الصنيعَ ووبَّخهم عليه من جهة أنهم نَسُوا أنفسهم وتركوها فلم يأمروها بالبر، لا من جهة أنهم أمَروا الناس بذلك؛ لأن كلًّا من الأمر بالمعروف وفِعلَه واجبٌ، لا يسقط أحدهما بترك الآخر. يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم ... المرجعية الفارسية أنموذجاً !!. لكن الأولى بالآمر أن يمتثل ما يأمُر به، ويجتنب ما يَنهى عنه، ولا يخالف فعلُه قولَه، كما قال شعيب عليه السلام لقومه: ﴿ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88]. وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2، 3]. وعلى هذا ينزل ما جاء في الوعيد على ذلك، كما في حديث أسامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( يؤتى بالرجل يوم القيامة، فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه، فيدور فيها كما يدور الحمارُ بالرحى، فيجتمع إليه أهل النار، فيقولون: ما لك يا فلان؟ ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فيقول: بلى، كنت آمُرُكم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه)) [4].
ووجه العلاقة بين الموقفين أن كليهما من آفات اللسان؛ فالموقف الأول يصف عذاب قومٍ يقعون في الغيبة، والموقف الثاني يصف عذاب خطباء السوء، والإشارة التي وصلت إلينا واضحة؛ وهي أن اللسان هو أكثر ما يُدْخِل العبدَ النارَ، وهو ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك لمعاذ بن جبل رضي الله عنه في حوارهما الإيماني الجميل. روى الترمذي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي عَنِ النَّارِ. قَالَ: "لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ عَلَيْهِ، تَعْبُدُ اللهَ وَلاَ تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ البَيْتَ". ثُمَّ قَالَ: "أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الخَيْرِ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ، وَصَلاَةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ". قَالَ: ثُمَّ تَلاَ: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}، حَتَّى بَلَغَ {يَعْمَلُونَ} [السجدة: 16 - 17]، ثُمَّ قَالَ: "أَلاَ أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ كُلِّهِ وَعَمُودِهِ، وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ؟" قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ.
فهذه هي حقيقة مرجعية السيستاني التي, وكما يصفها المرجع العراقي الصرخي خلال لقائه مع قناة التغيير الفضائية … {{…أنّ مرجعية السيستاني هي الأسوأ والأسوأ على الشيعة على طول التاريخ الحاضر والماضي والمستقبل، وربما لا يظهر أسوأ منها إلى يوم الدين، وسأبين موقفي من السيستاني من خلالها إصدار بحث تحت عنوان (السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد)، وستقرأون وتسمعون العجبَ العُجاب تحقيقاً وتدقيقاً وبالدليل والبرهان، ومن خلال تجربة الثلاثةَ عشر عاماً …}}.