ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا - مشاري العفاسي - YouTube
ويترجم الجهاز وهي في حجم الآلة الحاسبة، بكاء الطفل حتى يعرف والداه ما ألم به. وتراقب إحدى الرقائق في الجهاز مستوى وكيفية ومدة البكاء لتحديد ما إذا كان الطفل يعاني من الضيق أو التعب أو الجوع أو قلة النوم أو عدم الراحة. وخلال ثوان يضيء وجه عليه تعبير يماثل ما يشعر به الطفل حتى يعرف الآباء سبب بكاء طفلهم. وابتكر الجهاز الجديد "لماذا البكاء" والذي يعمل بالبطاريات، مهندس إلكترونيات إسباني يدعى بدرو موناجاس. وكان موناجاس يحاول معرفة سبب بكاء طفله ألكس. وقضى موناجاس ثلاث سنوات في زيارة حضانات أطفال لتحليل طرق بكاء نحو 100 طفل. هذا الوجه يظهر أن الطفل يبكي لحاجته للنوم، وبالتالي فإن هذا الطفل يريد أن ينام ولكن يعبر عن ذلك بالبكاء، وكأن للطفل لغة خاصة به، ولكن حروفها هي الصرخات!! و قل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا. أليس هذا من عجائب الخلق؟ من الذي علَّم هذا الطفل أن يصرخ بهذه الطريقة المحددة التي يشترك فيها أطفال العالم، إنه الله القائل: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [النحل: 75]. ويقول هذا الباحث: كان طفلي ألكس دائم البكاء وليلة بعد ليلة من عدم تمكني من النوم جيداً، قررت التوصل لطريقة لمعرفة ما يحاول أن يقوله لي، ولذلك قمت باختراع هذا الجهاز الذي يعتقد أن نسبة دقته تصل لـ 98 في المئة، قد يكون نعمة للآباء.
✿ربِ ارحمهما كما ربياني صغيرا واغفر لهما✿ •• اللهم ارحم أبي♡ واغفرله، وافتح له بابك ويسر له أسبابك واصرف عنه عذابك، وأجعل قبـره برداً وسلاماً في نورٍ من نورك دائم لا ينقطع، وأنزله منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين، واحشره تحت لواء نبيك ﷺ في جنات النعيم واسقه من يده الشريفة شربةً هنيئة لا يظمأ بعدها أبدا؛ واجمعنا به في الفردوس الأعلى في جنات النعيم آمنين برحمتك يا أرحم الراحمين♡ " اللهم اهدني وارحمني واغفرلي، وافتح لي بابك ويسرلي أسبابك واصرف عنّي عذابك "
حدثنا نصر بن عليّ، قال: أخبرني عمر بن شقيق، قال: سمعت عاصما الجحدري يقرأ (وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذِّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ) قال: كن لهما ذليلا ولا تكن لهما ذَلولا. حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عمر بن شقيق، عن عاصم، مثله. قال أبو جعفر: وعلى هذا التأويل الذي تأوّله عاصم كان ينبغي أن تكون قراءته بضم الذال لا بكسرها وبكسرها. حدثنا نصر وابن بشار؛ وحُدثت عن الفراء، قال: ثني هشيم، عن أبي بشر جعفر بن إياس. و قل ربي ارحمهما كما ربياني صغير. عن سعيد بن جبير، أنه قرأ (وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذِّلِّ) قال الفرّاء: وأخبرني الحكم بن ظهير، عن عاصم بن أبى النَّجود، أنه قرأها الذِّلّ أيضا، فسألت أبا بكر فقال: الذِّل قرأها عاصم. وأما قوله ( وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) فإنه يقول: ادع الله لوالديك بالرحمة، وقل ربّ ارحمهما، وتعطف عليهما بمغفرتك ورحمتك، كما تعطفا عليّ في صغري، فرحماني وربياني صغيرا، حتى استقللت بنفسي، واستغنيت عنهما. كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) هكذا عُلِّمتم، وبهذا أمرتم، خذوا تعليم الله وأدبه، ذُكر لنا " أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم وهو مادّ يديه رافع صوته يقول: مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيهِ أوْ أحَدَهُما ثُمَّ دَخَلَ النَّارَ بَعْدَ ذلكَ فأبْعَدَهُ الله وأسْحَقَهُ".
وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا حق الوالدين عظيم، وفضلُهما عليْك سابق، فهُما سببا وجودِك بعد الله. قرَن الله حقَّهما بِحقِّه - سبحانَه وتعالى - وشُكْرهما بشُكْرِه - جلَّ علاه -: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ﴾ [النساء: 36]، وقال - جلَّ وعلا -: ﴿ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ [لقمان: 14]. وعن ابن مسعود - رضِي الله عنه - قال: سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ العمل أحبُّ إلى الله؟ قال: ((الصَّلاة على وقْتها))، قلتُ: ثمَّ أي؟ قال: ((بر الوالدين))، قلت: ثم أي؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله))؛ البخاري ومسلم. حملتْك أمُّك في أحشائِها تسعةَ أشْهُر، وهنًا على وهن، حملتْك كرهًا ووضعتْك كرهًا، تَجوع لتشبع أنت، وتسْهر لتنام، وتتْعب لتستَريح، كم سهِرت لأجْلِك اللَّيالي! قل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا. وكم تَجرَّعت الآلام ليتحقَّق لك ما تتمنَّاه! أمُّك رحيمة بك شفيقة حميمة عليك، قد كان بطنُها لك وعاء، وحِجْرُها لك حواء، وثديها لك سقاء، وكم تعاني من المتاعِب عند الفصال والفِطام والتَّربية والتَّنشئة! فلا تنسَ لَها معروفَها، ولا تُنْكِر جَميلَها وبرَّها وإحسانَها، اخفِضْ لَها جناح الذُّلِّ من الرَّحْمة، واحذَر الجفاء والقسوة؛ فقد بذلا لك كلَّ حنان وشفقة، واسْعَ لِرضا الوالدَين تنل رِضا الله، ففي رضاهما رضا الباري.
واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا. والمتأمل فيهما يجد أربع كلمات فقط خاصة بحق الله- عز وجل-, والكلمات هي ألا تعبدوا إلا إياه, بينما نجد بقية الكلمات وهي أكثر من ثلاثين كلمة تتناول حق الوالدين. وتأمل معي أيها القارئ الكريم قول رسول الله- صلي الله عليه وسلم- رغم أنفه, ثم رغم أنفه, ثم رغم أنفه من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة. وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا. وعن عبدالله بن مسعود قال: سألت النبي- صلي الله عليه وسلم- أي العمل أحب إلي الله تعالي قال: الصلاة علي وقتها قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين, قلت ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله. فانظر كيف سبق بر الوالدين الجهاد في سبيل الله الذي هو ذروة سنام الإسلام. وبر الوالدين لا يشترط أن يكونا مسلمين, فهذه أسماء بنت أبي بكر الصديق- رضي الله عنهما- تقول: قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله- صلي الله عليه وسلم- فاستفتيته: أفأصل أمي؟ قال: نعم صلي أمك. ويتفق ذلك تماما مع قوله- عز وجل- وإن جاهداك علي أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا( لقمان15) ويمتد البر بالوالدين حتي بعد وفاتهما, فقد سئل رسول الله- صلي الله عليه وسلم- عن كيفية البر بعد الموت فقال: أن تصل الرحم التي لا توصل إلا بهما.
يقول تعالى ذكره: وكن لهما ذليلا رحمة منك بهما تطيعهما فيما أمراك به مما لم يكن لله معصية، ولا تخالفهما فيما أحبَّا. وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن هشام بن عروة ، عن أبيه، في قوله: ( وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ) قال: لا تمتنع من شيء يُحبانه. حدثنا أبو كريب، قال: ثنا الأشجعي ، قال: سمعت هشام بن عروة، عن أبيه، في قوله ( وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ) قال: هو أن تلين لهما حتى لا تمتنع من شيء أحبَّاه. رب ارحمهما كما ربياني صغيرا - الأهرام اليومي. حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: ثنا أيوب بن سويد، قال: ثنا الثوري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، في قوله ( وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ) قال: لا تمتنع من شيء أحباه. حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن عُليَة، عن عبد الله بن المختار، عن هشام بن عروة، عن أبيه، في قوله ( وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ) قال: هو أن لا تمتنع من شيء يريدانه. حدثنا أبو كريب، قال: ثنا المقرئ أبو عبد الرحمن، عن حرملة بن عمران، عن أبي الهداج، قال: قلت لسعيد بن المسيب: ما قوله ( وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ) قال: ألم تر إلى قول العبد المذنب للسيد الفظّ الغليظ.