تزخر محافظة الأحساء بعدد وافر من الأسواق الشعبية القديمة، التي تعد جزءاً من تاريخها، وتشكل أحد عناصر الجذب السياحي الحيوية لها، خاصة مع كونها تحتفظ بصبغتها القديمة، بالإضافة إلى أنها متنوعة وجامعة لكل ما هو قديم و موروث، حيث يجد المتسوق فيها كل ما يبحث عنه من البضائع الشعبية والتراثية النادرة. ويعد التجار والباعة في الأحساء، الأسواق الشعبية، نافذة تجارية لتسويق منتجاتهم المتنوعة، نظراً للأهمية الاجتماعية والاقتصادية لهذه الأسواق، التي من أبرزها، سوق التمور ويقع في منطقة الأسواق المركزية بمخطط عين نجم، ويقام على مدار العام، حيث يقدر حجم التعامل السنوي فيه بأكثر من 200 مليون ريال. كما يشكل سوق القيصرية الشعبي التاريخي أحد أهم العناصر التي يتكوّن منها الوسط التاريخي لمدينة الهفوف، وتتعامل معه أمانة الأحساء كأحد أهم عناصر الجذب السياحي للمنطقة، فضلاً عن الثقل التجاري، وهذا الأمر يتضح من تبني الأمانة برنامجاً تطويرياً للمنطقة المحيطة بالقيصرية، وإثرائها بالرموز المعمارية الداعمة لهوية المكان المعمارية والحضرية، ومن تلك الرموز إعادة بناء جزء من سور الكوت و دروازة الكوت ( باب الفتح) ودروازة الحداديد، وغيرها من المعالم ذات القيمة البصرية اللازمة للجذب السياحي.
وبين المتسوق عبدالله الغزال، أن السوق أصبح يضم الكثير من البضائع المستوردة هذه الأيام، مثل الملابس الرجالية الجاهزة ونسائية، كذلك الأقمشة المختلفة والأدوات المنزلية، وأدوات الكهرباء والإلكترونيات والساعات وأجهزة الهاتف. من جانبه قال البائع حسن الصالح أنه بدأ العمل في سوق الخميس منذ أكثر من 15 سنة تقريباً، وذلك قبل أن ينتقل السوق إلى مكانه الجديد الحالي قبل عدة سنوات، واصفا عملية البيع والشراء في السوق بالعمل الشاق، حيث إنها تعد من أكبر الأسواق الأسبوعية في المملكة نظرا لكثرة زوارها وكثرة البائعين فيها، مضيفا بأن السوق يشهد إقبالا متزايدا من المتسوقين خاصة في المواسم والإجازات، مطالبا الجهات المسئولة بتنظيم جيد لعملية توزيع البسطات والمحلات التي تطغى عليها الفوضوية.
حصد تصميم مشروع تطوير سوق الأربعاء الشعبي في الاحساء جائزة "وان العالمية" في دورتها الثالثة عشر والتي يمنحها موقع جوائز العمارة العالمية للمشاريع من مختلف التوجهات ، وحقق تصميم السوق الجائرة الفضية عن فئة المشاريع المستقبلية في المدن التي تهتم في تحسين البيئة العمرانية. وتأتي هذه الجائزة تجسيداً لسعي أمانة الاحساء في تعزيز الجهود نحو تحسين المشهد الحضري احد مستهدفات وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان في تحقيق اهداف برنامج جودة الحياة ، انطلاقاً من رؤية المملكة 2030.
ولهذه الأسواق أهمية اقتصادية ملحوظة في كثير من القرى والمدن فهي عبارة عن تجمعات دورية يجد فيها الفلاحون والرعاة والحرفيون منافذ تجارية لتسويق منتجاتهم الزراعية والرعوية والحرفية ويبتاعون منها الكثير من حاجاتهم الشخصية والمنزلية والحقلية، كما أن لهذه الأسواق أهميتها الاجتماعية والترويحية والتنموية. ويقول الدكتور محمد بن طاهر اليوسف في كتابه واحة الأحساء: إن عملية حصر الأسواق الأسبوعية في الأحساء دل على وجود 36 سوقاً وقد اتضح من خلال الإحصاء أن عدد الباعة الذين يبيعون في هذه الأسواق صباح كل يوم من أيام الأسبوع يبلغ 4143 بائعاً، وأكثر أيام الأسبوع باعة يوم الخميس الذي يبلغ عدد الباعة فيه 1305 بائعين من الجنسين. وتبين من خلال الدراسة أن أعمار الباعة في هذه الأسواق تتراوح ما بين 17 إلى 70 عاماً ويبلغ المتوسط الحسابي لهذه الأعمار قرابة 37 سنة وأكثر الأعمار تكرارا بينهم هو سن 45 سنة. سوق الشعبي بالاحساء والبوقرين والحبيب مدراء. من جهتها تعمل أمانة الأحساء على إعادة صياغة الأسواق الشعبية " الأسبوعية " وتنظيمها بصورة أفضل، وقد تم البدء في أسواق الخميس، والأربعاء، والقارة حيث تحرص الأمانة على جهوزيتها وسيتم استكمال هذه المشروعات التطويرية في كافة الأسواق الشعبية المعروفة لأهميتها في المجتمع الأحسائي وتشمل سوق الأربعاء ( يوم الأربعاء في مدينة المبرز)، والخميس في مدينة الهفوف، والأحد في بلدة القارة، والاثنين في مدينة الجفر، وسوق الاثنين في بلدة الجشة، وسوق الجمعة في بلدة الطرف، وسوق السبت في بلدة الحليلة، وسوق الأربعاء في بلدة المراح، وسوق الخميس في بلدة الجبيل وسوق النساء الشعبي وسوق الحراج.