سلسلة شرح أسماء الله الحسنى (13) الملك - المالك - المليك كنا قد تعرفنا - ضمن سلسلة شرح أسماء الله الحسنى في عددها الثاني عشر - فقه اسمي الله: "الرحمن" و"الرحيم". فبينَّا كيف يدفعان المؤمن إلى تعظيم ربه، والتفاؤل برحمته ومغفرته، وكيف يتمثل المسلم صفة الرحمة في التعامل مع غيره، بدءًا بالأبوين، ثم الأولاد، ثم ذوي الأرحام، وكيف نرحم الصغار، والأيتام، بل وحتى الحيوانات، ضاربين لكل صنف أمثلته المناسبة، وأدلته البينة، رابطين كل ذلك بتعاظم قسوة كثير من الناس اليوم، وكثرة المناوشات الظالمة، والخصومات الجائرة، والحروب الطاحنة. وننتقل اليوم - إن شاء الله تعالى - إلى بيان اسم آخر من أسماء الله - عز وجل -، معرفتُه تزيد المسلم إيقانا، وشرحُه يملأ النفس انشراحا، وفقهه يكنُف القلب اطمئنانا. بل إن مدار صلاح العقيدة عليه، ومناط سلامة الإيمان متوقف عليه. اسم الله ( الملك ) ...... علي الشهري - YouTube. إنه اسم الله "الملك"، الذي بيده مقاليد كل شيء، وعنده مفاتيح كل شيء، وإليه يرجع أمر كل شيء. وقد ورد في كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - لفظ "الملك" اسما لله - سبحانه -، كما في قوله - تعالى -: ﴿ فَتَعَالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ﴾ [المؤمنون: 116].
وفي سفر دانيال 2:37، يفسر دانيال حلم نبوخذ نصر الثاني بما مفاده أن "أنت أيها الملك، [الفن] يا ملك الملوك: لقد منحك إله السماء المملكة والسلطة والقوة والمجد. " أما في المسيحية، فيعتبر لقب ملك الملوك (βασιλευς των βασιλευοντων) واحدًا من الألقاب التي تطلق على يسوع ، بحسب ما ورد في الرسالة الأولى إلى تيموثاوس 6:15، ورؤيا يوحنا 17:14، 19:16. ويحمل أباطرة أثيوبيا لقب "ملك الملوك" (nəgusä nägäst). اسم الله الملك حازم شومان. الجانب الديني [ عدل] اليهودية [ عدل] في اليهودية ، يمثل لقب "ملك الملوك" - يشار إليه بالعبرية بـ Melech ha-M'lachim - تعبيرًا يشير إلى الإله، الذي قد لا يذكر اسمه. وعادةً ما تتم الإشارة إليه باسم Melech Malchei Ha-M'lachim (ملك ملوك الملوك)، الأمر الذي يجعله يعلو بدرجة عن الملوك البابليين والفارسيين المشار إليهم في الكتاب المقدس (وبخاصة في سفر دانيال). المسيحية [ عدل] يطلق على المسيح يسوع "ملك الملوك" في الكتاب المقدس ، وبخاصة في رؤيا يوحنا ، 17:14 و19:16. ويذكر يسوع في إنجيل متى ، آية 28:18، أنه مُنح كافة السلطات على وجه الأرض. وفي إنجيل يوحنا 18:36 يقول أن مملكته ليست نابعة من هذه الأرض. وبالتالي، من المسلم به بشكل عام أن لقب "ملك الملوك" قد مُنح ليسوع باعتباره حاكمًا على المملكة الزمنية أو الروحية أو "العليا".
والله - تعالى - يَنزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يمضي الثلث الأول ويقول: "أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الْمَلِكُ. مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ. فَلاَ يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُضيءَ الْفَجْرُ" متفق عليه. وورد بصيغة اسم الفاعل: "مالك"، كما في قراءة: "مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ". اسم الله الملك نبيل العوضي. وقوله - تعالى -: ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ ﴾. وكما في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ مَالِكَ إِلاَّ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ -" مسلم. وورد بصيغة "مليك"، كما في قوله - تعالى -: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ ﴾. وكما في الدعاء الذي علم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - أن يقوله في الصباح والمساء. قال: "قُل: اللَّهُمَّ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ. أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ".