ومن النظرة الأولى وقع الشاب في حبها، وتبادلا أطراف الحديث، وقرر أن يعود معها للبلاد ويتقدم للزواج بها من أهلها، ولكن فجأة اكتشفت أنه ليس بالاسم الذي تبحث عنه على الرغم من أن كل سماته وصفاته كانت الأمثل لها بكل الحياة والأقرب لقلبها. أخذت صديقتها وذهبت للمطار في الحال، ولم يتركها الشاب فذهب ورائها للمطار، وهناك أخذ يتوسل إليها ويترجاها ألا تتركه، وأن تسمح له بالذهاب معها، وأنه أحبها فعليا ولا يستطيع العيش دونها. لكن الفتاة كانت قد صدمت فيه صدمة عمرها، وعندما أخبرته بأنه قد جعل لها عقدة في الحب، وأنها تخلت بسببه عن حلم عمرها، فقرر حينها أن يساعدها في البحث عن توأم روحها، وبالفعل فعل ذلك، وتمكن من إيجاد مكانه، وأخبرها به فتهيأت وذهبت لمقابلته، وهناك وجدته ولكنها لم تعجب كثيرا بشخصيته، كما أنه أراد التحرش بها، وفي هذه اللحظة أتى الشاب الذي أحبها وأنقذها من بين يديه، وأثناء المشاجرة بينهما اكتشفت الفتاة أنها خطة كان قد رسمها الشاب الذي أحبها ليمنعها عن الابتعاد عنه. قصص عن الحب عراقيه. قررت الفتاة العودة كسيرة القلب، وكان أخيها قد جاء ليثبت لزوجته أنه يحبها وأنه لم يتغير من ناحيتها كما تعتقد، وفاجئها بأنها كانت خدعة من أخيها حتى أنه دفع مالا للمنجمة لتؤكد لها عن الاسم الذي اخترعه.
وفي أحد الأيام ذهبت الشابة إلى نبع الماء الذي حفظت طريقه غيبًا، إذ كانت تشعر بالراحة هناك وحيدةً لتترنم هناك ببعض الألحان الموسيقية، جلست الفتاة على إحدى الصخور بجانب المياه ليمتزج صوتها مع خرير الماء وزقزقة العصافير، وعلى مسافة غير بعيدة كان يقف شابٌ جميل، قد أسره جمال تلك الشابة وصوتها الشجي، جلس يرقبها بالساعات بدون كلل أوملل ليدق قلبه ويكتب قصة قصيرة عن الحب الذي سيعيشه لهذه الشابة، اقترب منها ليسألها عن اسمها فشعرت بالفزع وتراجعت لينسدل شعرها الأسود على وجهها الأبيض، قائلة: من هناك؟ هنا شعر الشاب بأنها فتاةٌ ضريرة ولكن لم يثنيه هذا الأمر. تقرَّب هذا الشاب منها إلى حدٍّ أصبح فيه عينيْها التي ترى بهما، فاستطاع هذا الشاب أن يصور لها العالم ويريها ألوانه، استطاع أن يجعلها ترى الغروب من خلاله فقد كانا يقضيان الساعات الطوال وهما يرمقان الأفق، ويتحدثان عن الحياة والمستقبل الخير والشر، فتعلقت به الفتاة كما باتت تلك الفتاة كل حياته وأحلامه، وأشرقت شمس الحب على الشاب ليتقدم لأهلها خاطبًا إياها، فرفضت تلك الفتاة عرض الشاب وقالت: أنا ضريرة ولا أريد الزواج، حاول هذا الشاب كثيرًا أن يقنعها ولكنه لم يفلح، فقالت له: لن أتزوّج حتى أبصر.
ذهب أحمد لوالده وأخبره بأنه يريد أن يخطب فتاة جميلة ورقيقة ومهذبة للغاية، رحب أبيه ولكنه سأله بنت من؟ فقال أحمد أبنت ناس خلوقين للغاية، ولكنهم بسطاء مات والدتها وهي في المرحلة الثانوية، وترك لهم محل تجاري أجرته والدتها لتاجر قماش وبيت صغير يسكنوا فيه، وبدأ أحمد يحكي لأبيه عن مدى جمال المنزل، والهدوء وإذ بوالده ينهره، مجنون أنت! تريد أن تكون أم أولادك بلا حسب ونسب، بدأ يشتد الحديث، ويتعالى صوتهم، وفي اليوم التالي ذهب أحمد للحاجة فاطمة وأخبرها أنه يريد أن يتزوج ليلى ولكن أهله رافضين تماماً، وقال لها أنا رجل ناضج واستطيع أن أتحمل مسؤولية قراري، فقط زوجيني من ليلى وصدقيني لن تندمي أبداً، رفضت الحاجة فاطمة، وقالت له أبنتي غالية ويجب أن يتزوجها من يعرف أهله قيمتها. قصص عن الحب في مدرسة. الحب والوفاء أسرع أحمد إلى سيارته وهو يبكي ويرتجف، وليلى في غرفتها يكاد قلبها يشق اضلعها وينفجر من بينهم من كثرة الحزن الذي لم تستطيع تلك الصغيرة تحمله، بعد دقائق تقريبا رن تلفون المنزل وإذ برجل يقول أن صاحب هذا الهاتف تعرض لحادث وانقلبت السيارة، وكان رقم منزل ليلى هو آخر رقم تواصل معه أحمد. جرت ليلى إلى مكان الحادث وكان احمد نقل للمستشفى، وقفت ليلى أمام غرفة العمليات والأطباء يسرعوا جرياً لإنقاذ أحمد، فقد تعرض لنزف شديد، في هذا الحين أتى والده ووالدته إلى المستشفى، وأخبروا الطبيب أن أحمد يعاني من فشل كلوي ويحتاج إلى نقل كلى ولكنه كان يعتمد على الغسيل الكلوي والنزف خطر، تذكرت ليلى ما كان يسرده أحمد من أنه مريض وكان يخاف أن لم يكمل حياته معها ولكنها كانت تشعر دوماً بالحرج من أن تسأله عن مرضه، وفي ثواني قررت ليلى أن تهدي أحمد جزء من جسدها، ولم تشعر أبداً بأنها ستفعل شيء كبير، مرددة في ذاتها أستطيع أن أعيش دون كلى، ولكني لن استطيع أبداً أن أعيش دون قلبن واحمد قلبي.