والمرتبة الثانية: الإيمان وأركانه ستة: وهي الإيمان بالله, وملائكته, وكتبه, ورسله, واليوم الآخر, والإيمان بالقدر خيره وشره. فالإسلام في الأصل للأعمال الظاهرة, والإيمان في الأصل للأعمال الباطنة القلبية. وإذا أطلق الإسلام شمل النوعين، وإذا أطلق الإيمان شمل النوعين أيضاً. وجوب معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم - إسلام ويب - مركز الفتوى. والمرتبة العليا هي الإحسان: وهي أن تؤدي العبادة على أكمل الوجوه, ولا يكون ذلك حتى يجمع العمل كمال الإخلاص لله وكمال المتابعة لرسوله -صلى الله عليه وسلم-. فهذا هو دين الإسلام الذي ارتضاه الله لهذه الأمة وأكمله لها, وهو مبني على قاعدتين عظيمتين: ألا يعبد إلا الله, وألا يعبد إلا بما شرعه لنا في كتابه, وفي سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-. أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم الخطبة الثانية: الحمد لله.. أما بعد: فالأصل الثالث من أصول الدين: معرفة الرسول -صلى الله عليه وسلم-, وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي, من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل -عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام-. اختاره الله من خير القبائل وأشرفها، ولد في مكة أحب البقاع إلى الله, وأوحى إليه وعمره أربعون سنة, وكان إذ ذاك يتعبد في غار حراء في الجبل المعروف اليوم, والصعود إليه من البدع التي فتن بها كثير من الناس.
فدلت هذه النصوص وأمثالها على أنه لا يستحق أن يعبد إلا الله, وأن من عبد مع الله غيره فقد أشرك, وهذا هو معنى ﴿ لا إله إلا الله ﴾, فإن معناها: لا معبود بحق إلا الله -عز وجل-، كما قال -سبحانه-: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾ [الحج: 62]. وقد استزل الشيطان كثيراَ ممن ينتسب إلى الإسلام, فزين لهم عبادة غير الله, بدعوى التوسل ومحبة الأولياء وطلب شفاعتهم, فصرفوا أنواعاً كثيرة من العبادة للمخلوقين بدعاء الموتى, والذبح لهم, والنذر لمقاماتهم, والاستغاثة بهم عند الشدائد. والواجب على جميع الثقلين أن يفردوا الله بالعبادة، وواجب على أهل العلم أن يبينوا هذا الأصل العظيم لجمهور المسلمين, فإنه الحكمة التي خلق الله من أجلها الجن والإنس, قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]. أي إلا ليوحدوه فلا يشركوا معه في عبادته أحداً سواه. وأما الأصل الثاني: فهو معرفة دين الإسلام, ومعنى الإسلام: الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة, والبراءة من الشرك وأهله. بوربوينت لدرس معرفة العبد ربه وأعرف ربي بآياته ومخلوقاته مادة العلوم الدينية الصف الاول الكبيرات الفصل الدراسي الأول العام الدراسي 1442هـ 1443 | مؤسسة التحاضير الحديثة. والإسلام ثلاث مراتب: الأولى؛ مرتبة الإسلام, وأركانها خمسة: وهي الشهادتين, وإقام الصلاة, وإيتاء الزكاة, وصوم رمضان, والحج.
نبِّئ بإقرأ وأرسل بالمدثر, فجمع الله له بين النبوة والرسالة, فمكث عشر سنين يحذر من الشرك ويدعو إلى التوحيد, ولم يشرع له غير التوحيد شيء, ثم عرج به إلى السماء ففرضت عليه الصلوات الخمس, وكان المعراج في ليلة لا يدرى تاريخها, فمن حددها فقد قال بغير علم, ومن احتفل بها فقد أحدث في الدين. معرفة العبد ربه. فمكث في مكة بعد المعراج ثلاث سنوات ثم هاجر إلى المدينة, وفي المدينة شرع الله عامة أحكام الشريعة كمقادير الزكاة والصيام والحج والعيدين وغيرهما, وكان -صلى الله عليه وسلم- معنياً بأمر التوحيد يبينه ويقرره, ويحذر مما يضاده أو يقدح في كماله. وبعد أن أتم الله له الدين قبضه إليه في ربيع الأول في السنة الحادية عشرة من الهجرة, وغسل وكفن وصليّ عليه, ودفن في بيت عائشة -رضي الله عنها- ولم يدفن في المسجد, ولم يبن المسجد على قبره. وإذا كان قد مات فدينه باقٍ لم يمت -والحمد لله-, وسيبقى هذا الدين ماضياً باقياً حتى يقبض الله أرواح المؤمنين بريح طيبة في آخر الدنيا, ثم لا يبقى إلا شرار الخلق وعليهم تقوم الساعة. والنبي -صلى الله عليه وسلم- هو آخر الرسل وخاتمهم, وينزل عيسى بن مريم نبياً رسولاً, لكنه يحكم بشريعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بإجماع المسلمين.
عباد الله: فإن العبد الصالح إذا مات ووضع في قبره تعاد روحه في جسده, فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله. فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام. فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله. فيقولان له: وما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت. فينادي منادٍ من السماء: "أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة, وألبسوه من الجنة, وافتحوا له باباً إلى الجنة"، قال: "فيأتيه من رَوحها وطيبها, ويفسح له في قبره مد بصره, ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح, فيقول: أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له: من أنت؟ فيقول: أنا عملك الصالح فيقول: رب أقم الساعة، رب أقم الساعة؛ حتى أرجع إلى أهلي ومالي. وأما العبد الكافر فإذا مات ووضع في قبره وأعيدت إليه روحه, أتاه الملكان فيجلسانه ويقولان له: من ربك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فينادي منادٍ من السماء: "أن كذب فأفرشوه من النار, وافتحوا له باباً إلى النار", فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه، ويأتيه رجل قبيح الوجه, قبيح الثياب منتن الريح, فيقول: أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي توعد فيقول: ومن أنت فوجهك الوجه يجيء بالشر, فيقول: أنا عملك الخبيث، فيقول: رب لا تقم الساعة، رب لا تقم الساعة" [رواه أحمد وأبو داود وغيرهما].