سطع نجم الحسن ابن الهيثم وعُرف اسمه حتى خارج البصرة، يُذكر أن الخليفة الفاطمي دعاه إلى مصر، وذلك بعد سماعه لمقولة لابن الهيثم (( إذا أتيحت لي الفرصة، فسوف أقوم بتنفيذ حل لتنظيم فيضان النيل))، إلا أن الحسن ابن الهيثم عندما رأى النيل العظيم والآثار القديمة حوله، أدرك أنه لن ينجح بمخططه لتنظيم الفيضان، بعد هذه الحادثة تظاهر ابن الهيثم بالجنون للفرار من عقاب الخليفة، والذي أصدر حكمه عليه بالسجن تحت الإقامة الجبرية. توفي ابن الهيثم عام 1040م عن عمر ناهز ال74 عاماً، قدّم فيها العديد من الإنجازات العظيمة، مثل كتاب المناظر الذي بدأ كتابته في السجن، وغيرها من الكتب والإنجازات العظيمة، والتي تم ترجمة بعضٍ منها إلى اللغة اللاتينية، والبعض إلى اللغات الأوروبية. [٢] حرص ابن الهيثم كل الحرص أن تمثل أبحاثه، ودراساته، وتلخيصاته، مراجع صحيحة يستفيد منها طلاب العلم بشكل عام، أما الغاية التي أراد الحسن بن الهيثم تحقيقها من نقل علمه ودراساته فهي كما جاءت على لسانه:[١] أولها: إفادة من يطلب الحق ويؤثر في حياتي وبعد مماتي. تفسير عملية الرؤية لابن الهيثم - موضوع. ثانيها: أني جعلت ذلك ارتياضاً لي بهذه الأمور في إثبات ما تصوره وأتقنه تفكيري في تلك العلوم.
اشتهرت أعمال ابن الهيثم في ذلك المجال؛ ممّا جعلها مصدراً للعديد من العلماء، حيث اعتمد العالِم الفارسي ثيودوربك على كتاب المناظر، لابن الهيثم الذي ساعده في الوصول إلى إعطاء تفسيراً كاملاً حول ظاهرة قوس قزح، إلى جانب اعتماد العالِم تقى الدين الشامي على أعمال ابن الهيثم لتطوير وتحديث أعماله الخاصة به. هذا وقد اهتم ابن الهيثم في دراسة تشريح العين، وحاول جاهداً من التوصّل إلى شرح وظيفة كل منها، كما أنّه نجح في تحديد الطريقة التي ينظر فيها الإنسان إلى بعض الأشياء وذلك باستخدام عينه في نفس الوقت؛ حيث أشار أنّ الشعاع الضوئيّ ينطلق في البداية من الجسم المرئي ليصل بعد ذلك إلى العيون. يُعتبر ابن الهيثم أول عالِم تمكّن من الوصول إلى فكرة استخدام النظارة، حيث ساهمت العديد من دراساته وأبحاثه من توفير العديد من العلاجات التي تُستخدم لحل مُشكّلات وعيوب البصر في العين، إلى جانب ذلك فقد ساهم ابن الهيثم في العديد من التجارب حتى أنّه كان أول من اهتم بدراسة تشريح عدسة العين؛ الأمر الذي جعل العديد من الدول الأوروبيّة تستفيد من تلك الانجازات في تطوير وتحسين انتاجهم وفكرهم. أبن الهيثم في الرياضيات. البحث العلمي: تمكّن ابن الهيثم من تحقيق نجاحاً باهراً في تأسيس قواعد وأساسيّات البحث العلمي، حيث اعتمد في نجاحها على استمرار تطبيقها واستخدامها في نظرياته وأبحاثه، حيث ساهم في توضيح خصائص وصفات الجزيئات، إلى جانب اهتمامه بشكلٍ كبير في حالة الإبصار التي استمر في مُتابعتها وذلك بالاعتماد على الترتيب والتدريج، حيث كان ابن الهيثم أول من وضع أُسس ومبادئ البحث العلمي.