فغضب الأنصاري فقال: إن كان ابن عمتك؟ فتلوَّن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: «اسق يا زبير، ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر». فقال الزبير: والله إني لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ﴾ [3]. قصه عن النبي صلي الله عليه وسلم بلغه الاشاره. والذي حصل من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم في حكمه الثاني، ليس ردَّ فعل، وثأرًا لقول الأنصاري، فحاشاه أن يكون كذلك، وشهادة الله تعالى به تبرئه من ذلك. ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم كان كثيرًا ما تحدث الخصومات فيشفع فيها ويقترح اقتراحًا لا على سبيل القضاء إنما على سبيل الإصلاح بين الناس، ومن ذلك. «أن كعب بن مالك تقاضى ابن أبي حدرد دينًا كان له عليه، في المسجد، فارتفعت أصواتهما، حتى سمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيته، فخرج إليهما، حتى كشف سجف حجرته، فنادى: «يا كعب» قال: لبيك يا رسول الله، قال: «ضع من دينك هذا» وأومأ إليه: أي الشطر، قال: لقد فعلت يا رسول الله قال: «قم فاقضه» [4]. فهذا ليس قضاء منه صلى الله عليه وسلم وإنما هو الإصلاح بين المتخاصمين، وقد كان اقتراحًا منه صلى الله عليه وسلم أن يضع كعب نصف دينه، ووافق كعب، وعندها قال للطرف الآخر: «قم فاقضه».
وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، وسعيد بن زيد، وامرأته فاطمة بنت الخطاب أخت عمر، وخباب بن الأرت، وعبد الله بن مسعود وخلق سواهم، وأولئك هم السابقون الأولون، وهم من جميع بطون قريش وعدهم ابن هشام أكثر من أربعين نفراً.
نبدأ قصة النبي محمد صل الله عليه وسلم بدايتنا مع مولده، في العام الذي نجي الله فيه بيته الحرام من غزو إبرهه الحبشي وأهلكه هو وجيشه بالطير الأبابيل، ولد سيد البشر وخاتم النبيين محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هشام لينجي الله به البشر كافة ويخرجهم من الظلمات إلى النور ويقيم عليهم الحجة البالغة فيهلك من هلك عن بينه ويحي من حي عن بينه.
وسمي هذا العام بعام الفيل نسبة لجيش أبرهة المكون من الفيلة. وقد نزلت سورة الفيل عن هذا العام وهذه الحادثة ، فيقول الله تعالى في كتابه العزيز: " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5) ". كيف كانت ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر عن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها قالت ، أنها لم تشعر بثقل في حمله ولا في ولادته. وكانت ولادة الرسول سهلة ، لينة على أمه ، ولم تشعر بألم كباقي الأمهات ، كما كان القمر مكتملا وظهرت العديد من الإشارات التي أكدت على ميلاد أعظم الخلق. قصة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم | المرسال. قام جده عبد المطلب بتسميته " محمد " ، ولم يكن هذا الاسم معروفا عند العرب وقتها ، وقيل أن أم رسول الله أتاه ملكا في المنام وبشرتها بأنها تحمل احسن الخلق ، وان الله تعالى الهمها اسم " محمد ". وقد حبى الله تعالى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بالكثير من الصفات ، فمن صفات الرسول أنه كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وأفصحهم لساناً ، وألينهم طبعاً ، وأكرمهم عشرة ، حيث قال تعالى: " إنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظيمٍ ".
وقد عرض عليها الرسول الكريم الزواج من عبيد بن زيد الخزرجي وتزوجته ورحلت معه الي المدينة وهناك انجبت له طفلاً اسمته ايمن ومن ذلك الحين والناس ينادونها أم ايمن ولكن زواجها لم يدم طويلا فتوفي زوجها وعادت الى مكة لتعيش في دار السيدة خديجة بجانب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فنطق الشهادتين ودخل في دين الاسلام.
وقد أوجب الله الصلاة عليهم تبعًا للصلاة على النبي r في التشهد في الصلاة. ومن تعظيمه: توقيره في سائر صحبه y جميعًا، فإنهم خيرة الناس بعد الأنبياء، وخيرة الله لصحبة نبيه، وهم حماة المصطفى r والأمناء على دينه وسنته وأمته، وذلك بمعرفة فضلهم، ورعاية حقوقهم؛ فإنَّ الطعن فيهم أو تنقُّصهم عنوان الزندقة. ومن تعظيمه: الأدب في مسجده، وكذا عند قبره، وترك اللغط ورفع الصوت؛ ولذا أنكر عمر t على من رفع صوته فيه. فقال للرجلين: "ترفعان أصواتكما في مسجد النبي r؟! لو كنتما من أهل المدينة لأوجعتكما ضربًا". ومن تعظيمه: حفظ حرمة بلده المدينة النبوية؛ فإنها مهاجره، ودار نصرته، وبلد أنصاره، ومحل إقامة دينه، ومدفنه، وفيها مسجده خير المساجد بعد المسجد الحرام. قصة عفو الرسول صلى الله عليه وسلم عن اهل مكة | المرسال. والمقصود من تعظيم المدينة هو تعظيم حرمها، وهذا أمر واجب في حق من سكن بها أو دخل فيها، مع ما يجب على ساكنيها من مراعاة حق المجاورة وحسن التأدب فيها، وذلك لما لها من المنزلة والمكانة عند الله وعند رسوله r، فيتأكد فيها العمل الصالح وتعظم فيها السيئة؛ لشرف المكان. المصدر: موقع إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.