ثانيًا: الترف: أصاب الترف أهل الأندلس وحكامها، فبالغوا في الإنفاق على المسكن والملبس والمأكل، وشغلهم ذلك عن الدفاع عن أرضهم وعرضهم، فهانوا على عدوهم. ويؤكد ابن خلدون أن الترف من أهم أسباب سقوط الدول؛ لأنه يؤدي إلى حب الدنيا والتمسك بالحياة، والعزوف عن الجهاد، ومن يحرص على الحياة لا يدافع عن أرض أو عرض أو دين أو كرامة، فتضيع أرضه وتسقط دولته. يُروى أن ألفونسو ملك الأسبان أنه قال لرسول ابن عباد إليه: "كيف أترك قومًا مجَّانين، تَسَمّى كلُّ واحدٍ منهم باسم خلفائهم وملوكهم وأمرائهم المعتضد والمعتمد والمعتصم والمتوكل والمستعين والمقتدر والأمين والمأمون، وكل واحد منهم لا يَسُلُّ في الذّبِّ عن نفسه سيفًا، ولا يرفع عن رعيته ضيمًا ولا حيفًا، قد أظهروا الفسوق والعصيان واعتكفوا على المغاني والعيدان؟". الأندلس درس لم نستوعبه - سقوط الأندلس - الأندلس - دول مستقلة| قصة الإسلام. ويُروى أن وزيرًا دخل على أحد ملوك الطوائف فوجده حزينًا مغضبًا، فظنَّ أنه غاضب بسبب ما حلَّ بالدويلة المسلمة المجاورة له التي احتلها النصارى فقتلوا رجالها وسبوا نساءها، فقال له: ليس ذلك ما يغضبني، بل المهندس المكلف ببناء قصري الذي لا يلتزم بأمري. ثالثًا: موالاة أعداء الأمة من الصليبيين، وإحسان الظن بهم؛ فقد أقام حكام الأندلس في عهد الطوائف علاقات حسنة مع الصليبيين، وجاملوهم واستعانوا بهم بعضهم على بعض، ووثقوا بعهودهم.
كل ذلك على مرأى من العالم ومسمع، وأصحاب الكراسي ممسكون بكراسيهم؛ خوفًا من انكسارها، ولسوف تنكسر فلا تسأل عن حالهم بعد الانكسار. إن الأندلس لم تذهب من أيدينا بين يوم وليلة، إنها قرون حتى سقطت، وهذا يدل على طول نفس أولئك الأعداء الذين ما فتئوا يزعزعون كيان الدولة حتى تساوت مع التراب. وكذلك يجب علينا أن نكون أكثر واقعية.. أن نراقب الساحة، فإذا جاءت ساعة الصفر انطلقنا إلى مكاننا الأصلي فوق القمة؛ لنحكم العالم وفق شرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. تفاعل في ذكرى سقوط الاندلس (صور) | شرق وغرب | وكالة عمون الاخبارية. وآلمني وآلَمَ كـلَّ حــر *** سؤالُ الدهـر أيـن المسلمـونا؟ المصدر: شبكة الألوكة. روابط ذات صلة: - تاريخ الأندلس - سقوط غرناطة - لماذا سقطت الأندلس ؟! - وقفة على أطلال الأندلس - تأملات في سقوط الأندلس - مأساة الأندلس وموقف العثمانيين - مآسي المسلمين بعد سقوط غرناطة - في ذكرى سقوط الأندلس 520.. حكاية الأندلس - محاكم التفتيش.. أسوأ الحقب دموية بحق المسلمين - محاكم التفتيش.. شهادة الكولونيل الفرنسي ليموتسكي
لزرياب دور حضاري في الأندلس، فلم يكن دوره منحصراً في الموسيقى والغناء فحسب كما يظن الكثير، وقد سُئلت أكثر من مرة عن دور زرياب في سقوط الأندلس، فعجبت من هذا السؤال والتحليل، كيف ذلك وقد كان زمنه من أقوى وأثرى العصور في الأندلس، فقد عاصر عهد الأمير عبدالرحمن الأوسط الذي اشتهر زمنه بالقوة والعلم، حتى الفترة التي تلت زمن زرياب كانت أقوى بكثير، فكيف أصبح زرياب سبباً في سقوط الأندلس وقد استمر الوجود الإسلامي في الأندلس بعده بأكثر من ستة قرون، حتى وجدت أن سبب شيوع هذا التحليل هو بعض المتحدثين المعاصرين في التاريخ القائلين بهذا القول كون زرياب -في نظرهم- ألهى الناس بالغناء والطرب!! إن ربط بعض المتصدرين للتاريخ في الإعلام وتحليلاتهم غير المنطقية هي السائدة اليوم للأسف، حصروا أسباب سقوط الدول في الغناء وبناء القصور، وهم يعلمون أن عصور القوة في التاريخ الإسلامي شاع فيه الغناء وبنيت فيه أعظم القصور كما في بغداد وقرطبة، فلا يمكن لنا ربط سبب الانهيار في تحليلات المؤرخين الجدد. لذا لو سأل المستمع لهم عن أسباب سقوط الدول لقال إن البذخ والطرب والغناء والسفور هي أسباب سقوط الدول، تاركاً الأسباب الحقيقية.
قرر ابن محمد المعروف بالفقيه استكمال بناء القصر، وفي أثناء ذلك، تحالف مع المرينيين وعقد صُلحاً مع ملك قشتالة خاصة بعد انتصار المسلمين في معركة الدونونية سنة 1276م التي ضمّ من خلالها المسلمون عدة مناطق في الأندلس، ليتفرغ الفقيه للقصر من أجل إتمامه، حيث بنى حصناً وقصراً جديداً، وبعد وفاته، قام محمد الثالث ببناء مسجد جديد داخل القصر تم تحويله فيما بعد إلى كنيسة. استمر بناء قصر الحمراء أزيد من 150 سنة، وإن لم تظهر بشكل كبير معالم بقية الحاكمين الذين أتوا بعد محمد الثالث، فقد كان لزاماً انتظار فترة يوسف الأول "سابع حكام بني الأحمر" الذي أجبرته هزيمة ساليدو سنة 1340، على الاعتناء أكثر بالقصر، وعلى جعله مكاناً دبلوماسيا يُبهر فيه سفراء الخصوم، كما يرجع الفضل ليوسف في تزيين القصر بنقوش إسلامية لا زالت حاضرة إلى اليوم. ومن سوء حظ يوسف، أنه قُتِل وهو لم يتجاوز بعد 36 من العمر بعد أن هاجمه أحد خدمه، وقد أدت العلاقات الجيدة فيما بعد بين ابنه محمد الخامس وملك قشتالة بيدرو إلى تنافسهما معمارياً، وهو ما كان له فضل كبير على قصر الحمراء الذي تطوّر كثيراً في عهد هذا الملك. جنة غرناطة المُوّثقة لشتات المسلمين لم يختر بنو الأحمر هذا المكان عبثاً، فانطلاقا من جهته الشمالية يُمْكن مشاهدة جزء كبير من مدينة غرناطة، ومن جهته الجنوبية يطل الزائر على جبل الثلج.
هل بالفعل تخلت الدولة العثمانية عن الأندلس؟ تعمد أصحاب القلوب المريضة والأقلام الخبيثة توجيه الاتهامات الباطلة للدولة العثمانية بأنها تخلت عن الأندلس ولم تتحرك لنجدتها وقد انساق وراءهم جمع كبير من عامة المسلمين للأسف الشديد. والحقيقة أن هذا الكلام محض كذب وافتراء فالدولة العثمانية بذلت الكثير من المحاولات لنجدة الأندلس.
محمد عبد العظيم - خاص ترك برس أين كان العثمانيون عندما سقطت دولة الإسلام في الأندلس؟! ولماذا لم ينتفضوا لحماية أعظم حضارة إسلامية قامت في أوروبا؟! هل خان العثمانيون إخوانهم الأندلسيين ؟! أسئلة كثيرة تتبادر إلى الذهن عند الحديث عن سقوط الأندلس ودور الخلافة العثمانية تجاهها.
لك أن تتخيّل أن يقول أحد علماء العصر المقيمين في أماكن تطالها أيدي أجهزة مخابرات ملوك الطوائف اليوم فماذا يمكن أن يكون حاله وما الذي يمكن أن يحلّ به؟! بل إنّ مدن الأندلس بقيت في فترة ملوك الطوائف وصراعهم الذي امتدّ قرابة أربعة قرون بيئةً تستقطب طلّاب التميّز العلمي من مختلف المدن الأوربيّة ومن مدن الشرق الإسلاميّ، وكانت المدن الأندلسيّة وفي مقدمتها إشبيلية عواصم علميّة وثقافيّة حقيقيّة لا محض شعاراتٍ زائفة واستعراضات فارغة. إنّ ملوك الطّوائف في الأندلس الذين كان صراعهم سببًا رئيسًا في ضياع فردوسنا المفقود كانوا -للأسف البالغ- أهون شرًّا من ملوك الطّوائف اليوم الذين لم يفتكوا بالحياة السياسيّة والقدرات العسكريّة للدول فحسب بل فتكوا أيضًا بالحياة الفكريّة والثّقافيّة ودمّروها تدميرًا وجعلوا حلم أيّة كفاءة علميّة أو فكريّة مغادرة هذه الأوطان التي غصّت سجونها بأهل العلم والفكر والدّعوة والإصلاح. لقد دمّر ملوك الطّوائف اليوم الإنسان بكلّ ما تحمل كلمة الإنسان من معانٍ؛ فلم يبقَ أيّ معنىً من معاني الإنسان صالحًا في ظل حكمهم العظيم! المصدر: الجزيرة مباشر