يخبر تعالى ـ كما يقول ابن كثير عن تشريفه لبني آدم وتكريمه إياهم في خلقه لهم على أحسن الهيئات وأكملها كقوله تعالى:"لَقَدْ خَلَقْنَا لإِنسَـنَ في أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ" أي يمشي قائماً منتصباً على رجليه ويأكل بيديه، وغيره من الحيوانات يمشي على أربع ويأكل بفمه وجعل له سمعاً وبصراً وفؤاداً يفقه بذلك كله وينتفع به ويفرق بين الأشياء ويعرف منافعها وخواصها ومضارها في الأمور الدينية والدنيوية. الأمانة التي حملها الإنسان - جريدة الغد. يشير الإمام محمد بن جرير الطبري أن ذلك التكريم كان بتسلـيط الله إياهم علـى غيرهم من الـخـلق، وتسخيره سائر الـخـلق لهم، ويختار الإمام القرطبي أن الصحيح الذي يعوّل عليه أن التفضيل إنما كان بالعقل الذي هو عمدة التكليف، وبه يُعرف الله ويُفهم كلامه، ويوصل إلى نعيمه وتصديق رسله؛ إلا أنه لما لم ينهض العبد بكل المراد منه بُعثت الرسل وأنزلت الكتب. فمثال الشرع الشمس، ومثال العقل العين، فإذا فتحت وكانت سليمة رأت الشمس وأدركت تفاصيل الأشياء. من مظاهر ذلك التكريم أن الله سخر لبني الإنسان كل ما في السموات والأرض وأتاهم من النعم ظاهرها وباطنها، يقول الله ممتنا على عباده "أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ"(لقمان:20).
شوقي علام مفتي الجمهورية أ ش أ نشر في: الثلاثاء 5 أبريل 2022 - 9:46 م | آخر تحديث: قال فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إن التبرُّع للمؤسسات الصحية والعلاجية المصرَّح بها التي يُعلن عنها في وسائل الإعلام يدخل في باب ومفهوم مصرف الزكاة في سبيل الله الوارد في قول الحق سبحانه وتعالى ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) التوبة/60. وأضاف مفتي الجمهورية، في تصريح الليلة، أن الثمانية أصناف هم أهل الزكاة الذين تدفع إليهم الذي يشمل كلَّ ما من شأنه حماية البلاد والدفاع عنها، وكافة أوجه الخير التي تعود بالنفع على الناس في كافة المجالات المشروعة. ما هي الامانة التي حملها سان. وأوضح رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن المصارف التي يجب أن تصرف فيها الزكاة ثمانية، بيَّنها الله تعالى بياناً شافياً، وأخبر عز وجل أن ذلك فريضة، وأنه مبني على العلم والحكمة. وأشار إلى أن هناك من الفقهاء القدامى والمعاصرين من توسَّع في مفهوم مصرف "في سبيل الله"؛ ليشمل كلَّ ما من شأنه حماية البلاد والدفاع عن أمنها الفكري والاقتصادي والاجتماعي، وكذلك كل وجه من أوجه الخير التي تعود بالنفع على الناس في كافة المجالات المشروعة، لافتا إلى أن هذا يعني أن كلَّ طرق الخير الموصلة لتحقيق النفع العام يدخل فيها مصرف "في سبيل الله" كمؤسسات التعليم، وكذلك المؤسسات العلاجية التي تقدِّم خدماتها للجميع وَفق الضوابط الموضوعة.
وأضاف أنَّ دار الإفتاء المصرية قد أدركت مبكرًا أهمية نشر الوعي الصحيح، وتعديل القيم والسلوكيات السلبية في المجتمع، وتعزيز القيم التنموية الإيجابية. علام: التبرع للمؤسسات الصحية والتعليمية ومشروعات النفع العام يدخل في مفهوم مصرف الزكاة «في سبيل الله» - بوابة الشروق. وتابع أنه لَيسعدنا في دار الإفتاء أن نرى تلك المبادرات التكاملية التي تسعى إلى التعاون المشترك بين مؤسسات الدولة في تحقيق ذلك الهدف المشترك النبيل، وقد كان لدار الإفتاء العديد من التجارب السابقة مع مؤسسات الدولة في كافة المجالات انطلاقًا من استشعار الدار لمسؤوليتها ودَورها الوطني في تحقيق التنمية والتقدم المأمول لبلدنا الحبيبة مصر. وأكَّد المفتي، أنَّ دار الإفتاء المصرية قد تلقَّت تلك المشاريع الكبرى التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي بحماسة شديدة ورغبة في المساهمة الحقيقية لإنجاز تلك المشروعات، وخاصة المشروعات التي يبرز دور دار الإفتاء فيها لتعلُّقها بالبنية الفكرية والثقافية للمجتمع المصري، وهو ما يعدُّ دَورًا أصيلًا للمؤسسات الدينية الوطنية. وأضاف أن الحياة الكريمة التي نبتغيها تقتضي مجتمعًا متماسكًا ينبذ التعصب ويُعلي من قِيَم التعايش والمواطنة كان لدار الإفتاء دورها الكبير في ذلك الشأن، خصوصًا بإنتاجها المتواصل المحارب لكافة مظاهر التطرف الذي يُعد عائقًا رئيسيًّا للمواطنة ولتحقيق التنمية الشاملة، فأصدرت الدار عددًا من الدراسات النوعية الهادفة لتفكيك الفكر المتطرف، كما أطلقت عددًا من المشروعات الهادفة، كالمؤشر العالمي للفتوى والدليل المرجعي الأول من نوعه لمواجهة التطرف والتعامل مع الأفكار والأشخاص المتطرفين، بجانب الفتاوى المتعلقة بقيم المواطنة وموقعها من الإسلام.
هذه الأذن إن استمعت بها إلى كتاب الله، إلى حديث رسول الله، إلى دروس العلم، إن استمعت بها إلى أمر بالمعروف أو نهي عن المنكر، إن استخدمت السمع ليزداد علمُك، وليزداد قربُك فقد حفظت أمانة السمع، وإن أصغيتَ إلى ما لا يرضي الله من كذب وغيبة ونميمة وفحش وبذاءة، وإن أصغيت إلى الغناء فقد خنت الأمانة. 5.
فكيف يقابل الناس تلك النعم من الرب المعطي الوهاب؟ وكيف يشكرونه ويحمدونه على ما سخره لهم في السموات والأرض، يقول كعب: ما أنعم الله على عبد من نعمة في الدنيا فشكرها لله وتواضع بها لله إلا أعطاه الله نفعها في الدنيا ورفع له بها درجة في الأخرى وما أنعم الله على عبد نعمة في الدنيا فلم يشكرها لله ولم يتواضع بها إلا منعه الله نفعها في الدنيا وفتح له طبقات من النار يعذبه إن شاء أو يتجاوز عنه.
كما أكد الدكتور شوقي علام، أنَّ الزكاة إنما شرعت للأخذ بيد الإنسان، وأنَّ المتأمل يجد أن جميع مصارف الزكاة تدور حول الإنسان والسعي للارتقاء به ليعيش حياة آمنة كريمة كالتي تنفذها الدولة حاليًّا.