ذكرت آية لا يحب الله أن يتكلمها بصوت عالٍ في سورة النساء وهي سورة مدنية رقم الآية 148 ، وهي من الآيات التي فسرها العلماء مع العديد من التفسيرات في السهولة والقصيرة. تفسير وتفسير الإمام السعدي والبغوي وغيرهما من العلماء. وسنذكر في هذا المقال تفسير الآية الكريمة للإمام السعدي وشرحها المختصر وتفسيرها السهل ، كما سنذكر تحليل الآية. معنى الآية: إن الله لا يحب الشر جهارا وهذه الآية لها تأويلات مختلفة كما ذكرها العلماء ، وفيما يلي نذكر تفسير الآية: تفسير آية المختصر في التفسير الله لا يحب الحديث العلني عن الكلام السيئ ، بل يكرهه سبحانه ويهدده بذلك. أما المظلوم فيجوز له التظلم لمن يشتكي إليه ليأخذ حقه. أما إذا صبر الضحية فهذا أفضل ويؤجر على الصبر. والله يسمع الكلام ويعلم النوايا فاحذر من الوقوع في كلام سيء. الباحث القرآني. الآية: لا يحب الله أن يعلو الشر تفسير الآية في التفسير السهل ولا يحب الله تعالى أن يقول أحد السور جهارا ، ولكن يجوز للمظلوم أن يذكر شر مظلومه ليبين ظلمه. والله يسمع كلامك وما تقوله جهارا يعلم نواياك وما تخفيه. تفسير الآية عند الإمام السعدي يخبرنا الله تعالى أنه لا يحب الكلام السيء بصوت عالٍ ، أي يكرهها ويكرهها سبحانه وتعالى ويهددها.
كل بذاءة أو قول سيىء يخرج من فيك فتأكد أن الله يبغضه إلا أن تكون مظلوماً فيجوز لك مقابلة السوء بمثله و يجوز لك في هذه الحالة ردع البذيء برد بذاءته عليه. و ليعلم كل من نطق بحرف بأن الله سميع وسع سمعه كل الأصوات و الأقوال سرها و علانيتها, عليم ببواطن الأمور و ظواهرها. لايحب الله الجهر بالسوء إلا من ظلم. و العفو و إبداء التسامح أقرب للتقوى و أحب إلى الله. قال تعالى: { لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا * إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} [ النساء 148 ، 149]. قال السعدي في تفسيره: يخبر تعالى أنه لا يحب الجهر بالسوء من القول، أي: يبغض ذلك ويمقته ويعاقب عليه، ويشمل ذلك جميع الأقوال السيئة التي تسوء وتحزن، كالشتم والقذف والسب ونحو ذلك فإن ذلك كله من المنهي عنه الذي يبغضه الله. ويدل مفهومها أنه يحب الحسن من القول كالذكر والكلام الطيب اللين. وقوله: { إِلا مَن ظُلِمَ} أي: فإنه يجوز له أن يدعو على من ظلمه ويتشكى منه، ويجهر بالسوء لمن جهر له به، من غير أن يكذب عليه ولا يزيد على مظلمته، ولا يتعدى بشتمه غير ظالمه، ومع ذلك فعفوه وعدم مقابلته أولى، كما قال تعالى: { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}.
لقد سمح للعبد أن يجهر إن وقع عليه ظلم. لكن إن امتلك الإنسانُ الطموحَ الإيماني فيمكنه ألا يجهر وأن يعفو. إذن فهناك فارق بين أمر يضعه الحق في يد الإنسان، وأمر يلزمه به قسرًا وإكراها عليه؛ فمن ناحية الجهر، جعل سبحانه المسألة في يد الإنسان، ويحب سبحانه أن يعفو الإنسان؛ لأن المبادئ القرآنية يتساند بعضها مع بعض. وسبحانه يقول: {ادفع بالتي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الذي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34] فإن أباح الله لك أن تجهر بالسوء من القول إذا ظلمك أحدٌ، فقد جعل لك ألاّ تجهر بل تعفو عنه، وغالب الظن أن صاحب السوء يستخزى ويعرف أن هناك أناسًا أكرم منه في الخلق، ولا يتعب إنسانٌ إلا أن يرى إنسانًا خيرًا منه في شيء. وعندما يرى الظَالمُ أن المظلوم قد عفا فقد تنفجر في نفسه الرغبة أن يكون أفضل منه. إذن فالمبدأ الإيماني: {ادفع بالتي هِيَ أَحْسَنُ} جعله الله مجالًا محبوبًا ولم يجعله قسرًا؛ لأنك إن أعطيت الإنسان حقه، ثم جعلت لأريحيته أن يتنازل عن الحق فهذا إرضاء للكل. لا يحب الله الجهر بالسوء تفسير. وهكذا ينمي الحق الأريحية الإيمانية في النفس البشرية؛ لأنه لو جعلها قسرًا لأصلح ملكة على حساب ملكة أخرى. ولذلك إذا رأيت إنسانًا قد اعتدى على إنسان آخر، فدفع الإنسان المعتدى عليه بالتي هي أحسن وعفا وأصلح فقد ينصلح حال المعتدي، وسبحانه القائل: {ادفع بالتي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الذي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}.
المَسْألَةُ السّادِسَةُ: قَرَأ جَماعَةٌ مِنَ الكِبارِ: الضَّحّاكُ وزَيْدُ بْنُ أسْلَمَ وسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ "إلّا مَن ظَلَمَ" بِفَتْحِ الظّاءِ، وفِيهِ وجْهانِ: الأوَّلُ: أنَّ قَوْلَهُ: ﴿لا يُحِبُّ اللَّهُ الجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ القَوْلِ﴾ كَلامٌ تامٌّ، وقَوْلُهُ: ﴿إلّا مَن ظُلِمَ﴾ كَلامٌ مُنْقَطِعٌ عَمّا قَبْلَهُ، والتَّقْدِيرُ: لَكِنْ مَن ظَلَمَ فَدَعُوهُ وخَلُّوهُ، وقالَ الفَرّاءُ والزَّجّاجُ: يَعْنِي لَكِنْ مَن ظَلَمَ نَفْسَهُ فَإنَّهُ يَجْهَرُ بِالسُّوءِ مِنَ القَوْلِ ظُلْمًا واعْتِداءً. الثّانِي: أنْ يَكُونَ الِاسْتِثْناءُ مُتَّصِلًا والتَّقْدِيرُ: "إلّا مَن (p-٧٣)ظَلَمَ" فَإنَّهُ يَجُوزُ الجَهْرُ بِالسُّوءِ مِنَ القَوْلِ مَعَهُ. * * * ثُمَّ قالَ: ﴿وكانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا﴾ وهو تَحْذِيرٌ مِنَ التَّعَدِّي في الجَهْرِ المَأْذُونِ فِيهِ، يَعْنِي فَلْيَتَّقِ اللَّهَ ولا يَقُلْ إلّا الحَقَّ ولا يَقْذِفْ مَسْتُورًا بِسُوءٍ فَإنَّهُ يَصِيرُ عاصِيًا لِلَّهِ بِذَلِكَ، وهو تَعالى سُمَيْعٌ لِما يَقُولُهُ عَلِيمٌ بِما يُضْمِرُهُ.