بداية نوضح أنه لم يرد في القرآن الكريم أي نهي مطلقا عن تعطر المرأة، لا تصريحا ولا تلميحا، بل ورد الحديث عن الزينة بوجه عام وضوابط عامة، ولكن وردت نصوص التعطر كلها في السنة، ولذا وجب علينا النظر فيها وفي فقهها. تعطر المرأة بلا إثارة مباح شرعا: بعد طول تأمل في النصوص من حيث سندها، وشرحها، ودلالات النصوص فيها، وفقهها، نرى أن تعطر المرأة في منزلها، أو خارج منزلها يظل الأصل المعروف في الشرع وهو: الأصل في الأشياء الإباحة، حيث إنه لا دليل قاطع مانع يمنع، وذلك إذا لم ترد المرأة التبرج، والتبرج هنا هو القصد إلى الإظهار والإثارة، وتحريك شهوة الرجال. كما أنه لا يوجد دليل يناهض من أمر السنة للمرأة بالتطيب في حالتي الطهارة وقبل الإحرام بالعمرة أو الحج، وهو ما يدل على حالات أخرى، ما انتفي شرط النية بتحريك شهوة الرجال. حكم تعطر المرأة - سطور. وقال الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، إن التعطر يدخل في حيز النظافة ومظهر الإنسان، مؤكدا أنه لابد أن يعيش الإنسان نظيف، وهذه مطلوبات شرعية. وأضاف "علام" في تصريح له، أنه لابد أن يتفق الشكل الجميل مع الجوهر والقلب الطيب، متابعا: "التعطر للمرأة يعني الظهور بسلوك حضاري". وأشار المفتي إلى أن استخدام العطور بالنسبة للمرأة لابد وأن يكون غير ملفت للنظر، حيث إنه لابد أن يكون هناك اعتدال في استعمال العطور.
وعَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ ابن مسعود قَالَتْ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا شَهِدَتْ إِحْدَاكُنَّ الْمَسْجِدَ فَلَا تَمَسَّ طِيبًا) رواه مسلم (443). هل لها أن تتعطر إذا خرجت مع زوجها ؟ - الإسلام سؤال وجواب. فإذا كان صلى الله عليه وسلم ينهى عن خروج المرأة إلى المسجد بالطيب ؛ لأن الغالب أن الرجال سيجدون من ريحها بسبب قرب المكان وعدم الحواجز بين الرجال والنساء ، فمن باب أولى أن تمنع المرأة التي تخرج إلى الأسواق ومجامع الناس من مس الطيب ، إلا أنه لا يعد من الكبائر ، إنما هو من المحرمات الظاهرة. قال ابن حجر الهيتمي في "الزواجر عن اقتراف الكبائر" (2/71-72): " وينبغي حمله – يعني الأحاديث التي تعده من الكبائر على ما إذا تحققت الفتنة ، أما مع مجرد خشيتها فهو مكروه ، أو مع ظنها فهو حرام غير كبيرة كما هو ظاهر " انتهى. وانظر جواب السؤال رقم (7850). الحالة الرابعة: أن تصيب من العطر والطيب ويغلب على ظنها أن طيبها لن يصل مجامع الناس ، ولن يجد شيئا منه الرجال ، كأن تخرج في سيارة زوجها في رحلة في مكان خلاء ، أو لزيارة أهلها ، أو تخرج في سيارة زوجها لأحد مجامع النساء الخاصة ، أو تخرج إلى المسجد في السيارة وتنزل على باب مصلى النساء المفصول كلية عن الرجال ، ثم ترجع بسيارة مباشرة دون المرور في الطرقات ، ونحو ذلك من الحالات التي لا تتوقع المرأة فيها أبدا مرورها بشيء من طرقات المسلمين ، وكان غرضها من تطيبها هو التنظف العام الذي أمرت به الشريعة ، فلا حرج عليها من استعمال الطيب حينها ، لعدم تحقق علة التحريم التي هي مظنة أن يصيب طيبها الرجال.
-وعن زينب الثقفية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا خرجت إحداكن إلى المسجد فلا تقربنّ طيبا. أخرجهما النسائي. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة. رواه مسلم. وعن موسى بن يسار عن أبي هريرة: أن امرأة مرت به تعصف ريحها فقال: يا أمة الجبار المسجد تريدين؟ قالت: نعم، قال: وله تطيبت ؟ قالت: نعم، قال: فارجعي فاغتسلي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من امرأة تخرج إلى المسجد تعصف ريحها فيقبل الله منها صلاة حتى ترجع إلى بيتها فتغتسل. أخرجه أبو داود وابن ماجه, وسبب المنع منه واضح وهو ما فيه من تحريك داعية الشهوة. وقال ابن دقيق العيد: وفيه حرمة التطيب على مريدة الخروج إلى المسجد لما فيه من تحريك داعية شهوة الرجال. نقله المناوي في فيض القدير في شرح حديث أبي هريرة الأول. الأدلة على حرمة تعطر المرأة عند الخروج من المنزل - إسلام ويب - مركز الفتوى. وإذا كان النهي عن التطيب حال خروج المرأة إلى المسجد فعند خروجها إلى غيره أولى وأولى, وقد كان عمر رضي الله عنه يضرب بدرته من تتطيب ويقول: تتطيبن وقد علمتن أن قلوب الرجال عند أنوفهم. فالمسلمة الصادقة إذا سمعت بهذه النصوص اقشعر جلدها وخافت أن تقع تحت طائلة هذا الوعيد، ولا يحتاج المسلم إلى ما يقنعه أكثر من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، نسأل الله أن يوفقنا جميعا إلى ما يحب ويرضى.
الحمد لله. استعمال المرأة الطيب له حالات مختلفة ، ويختلف حكمها بحسبها: الحالة الأولى: استعماله للزوج. فهو مستحب مندوب ، لأنه من حسن المعاشرة بالمعروف ، وهو أدعى لزيادة المودة بين الزوجين ، وتأكيد المحبة بينهما ، وذلك حين يعتني كل منهما بما يحبه الآخر. قال المناوي في "فيض القدير" (3/190): " أما التطيب والتزين للزوج فمطلوب محبوب ، قال بعض الكبراء: تزيُّنُ المرأة وتطيُّبُها لزوجها من أقوى أسباب المحبة والألفة بينهما ، وعدم الكراهة والنفرة ؛ لأن العين رائد القلب ، فإذا استحسنت منظرا أوصلته إلى القلب فحصلت المحبة ، وإذا نظرت منظرا بشعا أو ما لا يعجبها من زي أو لباس تلقيه إلى القلب فتحصل الكراهة والنفرة ، ولهذا كان من وصايا نساء العرب لبعضهن: إياك أن تقع عين زوجك على شئ لا يستملحه ، أو يشم منك ما يستقبحه " انتهى. الحالة الثانية: وضع الطيب والخروج به بقصد أن يجد ريحَه الرجالُ الأجانبُ فهذا محرم ، بل من كبائر الذنوب. فعَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا اسْتَعْطَرَتْ الْمَرْأَةُ فَمَرَّتْ عَلَى الْقَوْمِ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ كَذَا وَكَذَا قَالَ قَوْلًا شَدِيدًا- يَعْنِي: زَانِيَةً -) رواه أبو داود (4173) والترمذي (2786) وصححه ابن دقيق العيد في "الاقتراح" (126) والشيخ الألباني في "صحيح الترمذي".
تاريخ النشر: الإثنين 15 ربيع الآخر 1426 هـ - 23-5-2005 م التقييم: رقم الفتوى: 62380 10775 0 280 السؤال هل يجوز للمر أة التعطر حتى وإن كانت في بيتها ولكن في وجود أجانب عنها. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فلا يجوز للمرأة أن تتعطر مع وجود رجال أجانب عنها يجدون ريح عطرها، سواء كان ذلك في بيتها أو خارجه، لقوله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية. رواه النسائي والترمذي. وبنحوه أبو داود وصححه الألباني. فالمنهي عنه في الحديث أن تضع المرأة عطرا حيث يشم رائحته الرجال، ولم يقيد ذلك بكونه في البيت أو خارجه. وأما إذا كان هؤلاء الرجال لا يجدون ريحها بأن كان العطر ليس له رائحة، أو كانت بعيدة عن مكان تواجدهم فإنه لاحرج عليها في ذلك، لأن الوصف المعلق عليه الحكم هو أن يجد الرجال الأجانب ريح عطرها. وللمزيد من الفائدة تراجع الفتاوى التالية: 15387 ، 43431 ، 54122. والله أعلم.
طلبة نيوز- التعطر نوع من النظافة التي ترتاح إليها النفوس ، وكلما تقبله النفوس على الفطرة النقية ، لا يتصادم مع الشرع. وكثير من الناس يظن أن التعطر للمرأة محرم شرعا على الإطلاق ، ولكن التحقيق أن العطر كغيره على الإباحة حتى يرد النصب التحريم. والوارد في النهي عن التعطر للنساء أن يشمه غير المحارم،ولكن لها أن يشممنها زوجها ومحارمها ، ولذا جاء النهي في حديث أبي موسى الأشعري ،قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا استعطرت المرأة ، فمرت على القوم ليجدوا ريحها، فهي كذا وكذا. قال قولا شديدا. رواه أبوداود. فإن محظورات تطيب المرأة ثلاثة: أولها: حضور صلاة الجماعة في المسجد وهي متطيبة. ثانيها: خروجها من بيتها يفوح منها رائحة العطر. ثالثها: التبرج وقصد استدعاء شهوة الرجال. فإذا انتفت هذه المحظورات الثلاثة ، فلا حرج على المرأة في التزين بطيب ظهر لونه ، وخفي ريحه. فوضع المرأة للعطر يكون للزوج وكذلك للمحارم عند أمن الفتنة،وكذلك بين النساء ، أو في بيتها ، أما خروج المرأة بالعطر ليشمها الناس ، فهذا منهي عنه ، باتفاق العلماء. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه, وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه))سنده صحيح أحمد وأبوداود.